طباعة هذه الصفحة

محمود بوعنيق لـ«الشعب»:

«كرة اليد الجزائرية تعيش أزمة حقيقية في السنوات الأخيرة»

حاورته: نبيلة بوقرين

عبّر الدولي الجزائري السابق محمود بوعنيق في حوار خاص لجريدة «الشعب» عن أسفه الكبير للوضع الذي وصلت إليه كرة اليد الجزائرية في السنوات الأخيرة بسبب الإهمال الكبير من طرف القائمين عليها..  وخير دليل خروج الفريق الوطني من الدور ربع نهائي البطولة الأفريقية مؤخرا والذي لم يكن مفاجأة، بل تحصيل حاصل للمشاكل التي تعصف بكرة اليد الجزائرية، إضافة إلى عدة أمور أخرى ستكتشفونها معنا.

«الشعب»: ما هو تعليقك على خروج الفريق الوطني من الدور ربع النهائي؟
«محمود بوعنيق»: اللاعبون والمدرب قدموا أكثر مما كان متوقعا منهم في هذه البطولة بسبب الوضع الصعب الذي مرت به الفريق قبل التنقل إلى مكان الحدث، حيث بقي من دون مدرب أو بالأحرى لم يحضّر أبدا ومع ذلك لعبوا بكل حرارة وشجاعة وعملوا على تشريف الألوان الوطنية خلال هذا الموعد الكبير، إلا أن غياب الجاهزية البدنية كان لها أثر واضح أمام أنغولا ما جعلنا لا نستطيع تجاوز الدور ربع النهائي.
 كيف تقيّم مستوى الفريق في الدور الأول؟
 الفوز أمام الكاميرون عادي وهو أمر جيد من الناحية المعنوية، لكن كنا قادرين على تجاوز الهزيمة ضد الغابون لأن هذه المواجهة صنعت الفارق، فيما بعد وكان لها أثر والجزائر بلد له تقاليد في كرة اليد ولكن حسب إعتقادي فإن اللاعبين كانوا متخفوين ولم يدخلوا في المباراة كما يجب، وهذا ما انعكس عليهم وجعلهم يضيعون الفوز، ولكن دائما نعود إلى غياب التحضير قبل المنافسة هو العامل المباشر للإخفاق لأننا في السابق كنا نحضّر عن طريق المشاركة في ثلاث دورات كبرى على الأقل بدليل أننا تحصلنا على عدة ميداليات ذهبية مثل البحر المتوسط، البطولة الأفريقية، مشاركتنا في البطولة العالمية والألعاب الأولمبية.
هل كنت تنتظر نتيجة أفضل من الفريق؟
 خروج الفريق الوطني من الدور ربع النهائي لم يكن مفاجآة لأننا لا نستطيع أن نحمل اللاعبين والمدرب أكثر من طاقتهم، ولهذا فإن خروجهم كان أمر عادي لأن الفرق المشاركة حضرت جيدا، ما جعل الجانب البدني يصنع الفارق بدليل تعرض أغلب العناصر للإصابات والتي أتمنى أن لا تكون خطيرة لكي يعودوا إلى المنافسة مع نواديهم في أقرب وقت، وللإشارة، فإن كرة اليد الحديثة أصبحت تعتمد على الجانب البدني بشكل مباشر، وهو الآن يدرس في المخابر وأريد إضافة نقطة أخرى.
 ما هي، تفضل؟
 الثقة بالنفس لها دور كبير من أجل تحقيق نتائج إيجابية خلال البطولة الأفريقية، ولهذا فإن التحضير النفسي مهم ويساعد المدرب على ربح الوقت أكثر خلال العمل البدني من خلال تصحيح الأخطاء أثناء المباريات الرسمية ولكن عدم استعداد الفريق كما يجب قبل الموعد القاري كان له الأثر الواضح وهنا يمكن أن نتطرق إلى الإستراتيجية المحكمة للمدرب حيواني الذي إستغل مواجهات الدور الأول كما بدليل تحسن مستوى المجموعة من لقاء لآخر وهنا يمكننا القول، إن المنتخب لو حضر كما يجب لكانت النتيجة مغايرة تماما ولكن للأسف هذا هو الواقع.
لكن شاهدنا مستوى رائع للفريق أمام تونس، أليس كذلك؟
 الفريق الوطني كان ممتازا أمام نظيره التونسي لأنه عكس كل التوقعات وتمكن من الدخول بقوة خلق صعوبة لمنافسه بعدما كان يعتقد الجميع أننا سنهزم بفارق كبير، ولهذا أحيي اللاعبين والمدرب على كل ما قدموه فوق البساط والأكثر من ذلك أن التونسيين تفاجأوا للمستوى الذي شاهدوه من طرف العناصر الوطنية وهنا يمكننا القول، أنه لو حضرنا كما يجب ماذا كما سنفعل، أما فيما يتعلّق بأنغولا هذا الفريق دائما يخلق لنا مشاكل، حيث كنا نفوز عليه بصعوبة وهو الآن تطور كثيرا في السنوات الأخيرة حال كل الفرق الأفريقية الأخرى لأنهم يعملون عكسنا نحن ما جعلنا نتراجع بشكل رهيب.
 من المسؤول على ما يحدث لكرة اليد الجزائرية؟
في البداية يجب أن نشكر فريق المجمع البترولي الذي حضر لنا اللاعبين من خلال مشاركته في البطولة العربية والبطولة الأفريقية وإلا لكانت الكارثة من دون شك لأننا لا نستطيع أن ننكر الواقع لأن الجانب البدني عامل النجاح ومثلما شاهد الجميع، فإن كل من بركوس، شهبور، برياح هم الذين صنعوا الفارق في هذه الطبعة، خاصة هذا الأخير الذي كان له دور كبير في تحرير بركوس من الرقابة وجعله يتحرّك أكثر بسبب العمل الجماعي والتناسق الذي كان موجود لأن المنتخب لم يحضر للمنافسة مثلما سبق لنا الحديث ومن هنا يجب أن تتدخل الوزارة لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان.
 وضح لنا الفكرة أكثر؟
 المنتخب عاش وضع صعب قبل التنقل إلى الغابون لأنه بقي بعيد عن المنافسة لفترة طويلة لأسباب يعرفها العام والخاص، كما أن المدرب أكد أنهم سيتنقلون من دون هدف لأن الإتحادية لم تحدد إن كان سيلعب على الأدوار الأولى أو الأخيرة كما أننا لم نسجل تواجد أي واحد من الهيئة الأولى لهذه الرياضة خلال الندوة الصحفية التي نشطها المدرب حيواني، وهذا الأخير قبل المهمة في ظرف أكثر من الصعب .. وغامر وهو مشكور على ذلك مع اللاعبين الذيم قدموا كل ما عليهم وللتوضيح أكثر، فإن الذين يسيرون كرة اليد الجزائرية ليسوا من أبناء الدار.
 ما هي الحلول الممكنة للخروج من هذا الوضع؟
 ضرورة إتخاذ اجراءات لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان لأن المسؤوليين الذين يشرفون على الإتحادية أغلبهم ليست لهم أي علاقة مع كرة اليد، ما جعل الأوضاع متعفنة بسبب التوتر الموجود داخل الإتحادية بين الرئيس والمكتب الفيدرالي، ما جعلنا نغيب عن حفل الإفتتاح رغم أننا دفعنا 2000 أورو للإتحاد الأفريقي، ما يعني أن كرة اليد الجزائرية تعيش أزمة حقيقية والعلاج يجب أن يكون من الجذور من خلال وضع قاعدة عمل محكمة من خلال الإعتماد على أهل الإختصاص والإعتناء بكل الفئات حتى يكون لدينا خزان للفرق الوطنية.