طباعة هذه الصفحة

كاميليا حاج السعيد (مصارعة المنتخب الوطني للكاراتي) لـ «الشعب»:

والدي كان ضد ممارستي للكاراتي .. وبعد سنوات بات مشجعي الأول

حاورها: محمد فوزي بقاص

اتصلنا بالبطلة العالمية في الكاراتيه في اختصاص «الكاتا» «كاميليا حاج السعيد» التي روت لنا قصتها مع رياضة الكاراتيه وتحدثت عن مسيرتها الرياضية التي بلغت موسمها الـ 17، في هذا الحوار الشيق:

«الشعب»: أولا عرّفي لنا نفسك لقرائنا الكرام؟
كاميليا حاج السعيد: كاميليا حاج السعيد، من مواليد 30 نوفمبر 1992 ببلدية بني مسوس بالعاصمة، متحصلة على شهادة ليسانس في علوم الإعلام والاتصال تخصص سمعي بصري، وبطلة العالم في رياضة الكاراتيه تخصص «كاتا».
 كيف بدأت قصتك مع رياضة الكاراتي؟
أخي الأكبر الذي يفوقني بسنتين كان يمارس رياضة الكاراتيه وكنت في كل مرة أرافق والدي إلى القاعة لنصطحبه معنا إلى البيت، وفي أحد المناسبات دخلنا القاعة وشاهدنا جزءا من التدريبات، وعند رجوعنا إلى البيت كنت أطلب من أخي أن يعلمني بعض الحركات، بعدها طلبت من والدي أن يسجلني في نفس الفريق مع أخي الذي  رفض الأمر جملة وتفصيلا، وقتها أتذكر بأنه قال لي بالحرف الواحد الكاراتيه رياضة لا تلائمك، لكني ألّحيت عليه وبمساعدة من والدتي تمكنا من إقناعه وكان ذلك سنة 1999 في نادي الشباب الرياضي لبلدية الشراقة.
أروي لنا قصتك مع الكاراتيه من البراعم الشابة إلى النجومية التي بلغتها في سن مبكرة؟
 مشواري مع رياضة الكاراتيه انطلق موسم (1998 – 1999)، كما قلت لك مع نادي الشباب الرياضي لبلدية الشراقة وتدرجت في كامل الأصناف العمرية للنادي، وخلال مسيرتي الرياضية التي بلغت موسمها الـ 17 هذه السنة غيرت فريقا واحدا والآن أحمل ألوان نادي الأمن الوطني، وكان ذلك مطلع سنة 2016، أول بطولة وطنية خضتها كانت سنة 2004 في اختصاصي «الكوميتي» و»الكاتا» وفي أول مشاركة تمكنت من حصد أول ميدالية ذهبية، ومنذ تلك السنة إلى السنة الجارية أنا بطلة الجزائر، وفي سنة 2007  تلقيت أول استدعاء لي للمنتخب الوطني الجزائري، بعدما تم إنشاء لأول مرة في تاريخ الكاراتيه الجزائري منتخب أقل من 16 سنة، وشاركنا بعد أشهر من ذلك في البطولة العربية التي أقيمت في ليبيا، وهي البطولة التي شاركت فيها وتمكنت من نيل الذهب في «الكاتا» والفضة، بحسب الفرق، وفي 2009 انتخب رئيس جديد على رأس الاتحادية الجزائرية للكاراتيه اسمه «أبو بكر مخفي» ويومها تم انشاء منتخب وطني للأشبال والأواسط والآمال، وهو ما ساهم في رفع مستوى الكاراتيه الجزائري، وسمح للمنتخب من المشاركة في أول طبعة للبطولة العالمية للأشبال والأواسط والآمال سنة 2009، لأن المنافسة حتى على المستوى الدولي كانت تقتصر على فئة الأكابر، وخلال تلك الطبعة فزت بالميدالية الذهبية في البطولة العالمية بالمغرب في اختصاص «الكاتا»، وبحسب الفرق، وتلك كانت انطلاقتي الحقيقية في مسيرتي الرياضية وفي السنة الموالية شاركت لأول مرة في البطولة العالمية للأكابر وقتها كنت أبلغ 17 سنة ونصف ونلت المركز الخامس في الترتيب العام، لأفوز بالبطولة الإفريقية في الفردي، وبحسب الفرق، وفي سنة 2011 في الألعاب الإفريقية بالموزمبيق نلت الميدالية الذهبية في «الكاتا» وفضية، بحسب الفرق وهي نفس الجوائز التي نلتها في الألعاب العربية بقطر في 2011، وفي سنة 2012 توقفت بسبب الإصابة التي تلقيتها في الرباط الصليبي وهو ما جعلني أضيع مونديال «بارسي»، وفي 2013 شفيت من الإصابة وعدت للمنافسة، أين شاركت في الألعاب الإسلامية وتمكنت من الفوز بالفضية في اختصاصي، وهي السنة التي شاركنا فيها إلا في تلك المنافسة بعدما حدث تغيير على مستوى رئاسة الاتحادية وحدث نوع من نقص الاستقرار، وفي السنة الموالية ولسوء حظي لمشاكل ادارية، أنا وإحدى الزميلات، ما جعلنا نضيع المشاركة في البطولة العالمية في شهر ديسمبر في «بريمن» والتي كانت الدورة التي كنا سنشارك فيها، وبعدها في سنة 2015 جاء رئيس جديد وعدنا للمشاركات الخارجية، أين شاركنا في الألعاب الإفريقية بالكاميرون وعدت للتتويجات بميداليتين ذهبيتين في الفردي، وبحسب الفرق، في 2016 توقفت للمرة الثانية في مسيرتي الرياضية بعد الزواج ورزقت بطفلة، وعدت للمنافسة في 2017، أين شاركت في البطولة الإفريقية بالكاميرون ونلت ذهبيتين، وهذا الموسم شاركت مع فريق الأمن الوطني في أول بطولة عربية نسوية للأندية بالإمارات ونلت ذهبيتين في الفردي، وبحسب الفرق، هذه كل الألقاب التي نلتها في مسيرتي الرياضية لحد الآن وأطمح لنيل المزيد.
أقل من 26 سنة متزوجة أم ورياضية في المستوى العالي، ألم تتأثر مسيرتك الرياضية بعد المرور إلى الحياة الزوجية؟
 منذ نعومة أظافري كنت متعودة على تقسيم الوقت وضرورة التفوق في الدراسة والرياضة وكانت مسؤولية على عاتقتي طوال سنوات، بعدها لما أنهيت الدراسة تنقلت للعمل في أحد القنوات الخاصة وكانت لدي حصة تلفزيونية وتمكنت كذلك من التوفيق بين العمل والرياضة، لأتنقل بعدها إلى نادي الأمن الوطني، ومعه تزوجت، والآن أتفرغ لواجباتي المنزلية والتدريب، صحيح أن حياة الإنسان تتغير عندما يتزوج لكن الحمد لله الزوج يلعب دورا كبيرا خلال هذه الفترة، كما أن الأمر الذي ساعدني هو أن مكان إقامتي ليس بالبعيد عن أهلي وهو ما ساعدني كثيرا، زوجي إنسان متفهم وتركني أكمل هوايتي ولا يضغط عليا، الأمر الوحيد الذي كان صعبا عليا خلال هذه الفترة هو التوقف عن التدريبات لمدة 9 أشهر خلال فترة الحمل وضيعت البطولة العالمية في 2016 بالنمسا، وخلال كل تلك الفترة التفكير الوحيد الذي كان يدور في عقلي هو هل أني سأكون قادرة على العودة إلى مستواي بعد تحول جسمي، الحمد لله تربية البنت كان أمرا صعبا علي في بداية الأمر لكن وجدت المساندة العائلية ووالداي هما اللذان يتكفلان بالطفلة في غيابي وهو ما جعلني أكمل مسيرتي الرياضية ولم أشعر بالتحول في حياتي.
نعود قليلا للوراء، في بداية الحوار قلت بأن الوالد كان ضد ممارستك لرياضة الكاراتيه، لكن بعدها هل تقبّل الأمر؟
 والدتي عرفت كيف تقنعه ودون موافقته كان من المستحيل أن أمارس الكاراتيه، ووقتها ساهم كذلك بشكل كبير المدرب في إقناعه، وهو كان ضد ذلك لأنه كان متخوفا بحكم أني كنت وقتها أول طفلة منخرطة في نادي الشباب الرياضي لبلدية الشراقة، وأتذكر أني في تلك الفترة قلت له أتركني أمارس الكاراتيه لأني سأكون بطلة في المستقبل، والأمر الوحيد الذي جعلني أواصل هوايتي المفضلة هو أني كنت دائما متفوقة في الدراسة، والآن هو بات يقول لي لو لم أتركك تمارسين الكاراتيه لكان ذلك جريمة، بعدها كان يتابعني وأخي إلى أن توقف عن ممارسة الكاراتيه بعد تعرضه لحادث بالدراجة النارية، ليتفرغ لمتابعتي ولحد الآن يتنقل معي في مختلف البطولات والدورات داخل وخارج الوطن، وشرطه الوحيد حين تقدم زوجي لطلب الزواج مني كان أن أواصل ممارسة الكاراتيه.
 ما هي أهداف حاج السعيد مستقبلاً؟
التحضير للمشاركة أولا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتراغونا، والألعاب الأولمبية 2020 بطوكيو بعدما باتت الآن رياضة أولمبية، والآن الحمد لله أنا متواجدة في تصنيف «الرانكينغ» لأفضل 50 مصارعة عبر العالم، وأنا مجبرة على المشاركة في الدورات كي أرفع من نقاطي، في الأشهر القليلة الماضية كنت في المركز السابع والآن تدحرجت في الترتيب العام إلى المركز الأربعين، وإذا لم نتوقف عن المشاركة في الدورات الدولية لكان ترتيبي الآن مع العشرة الأوائل عالميا، سنشارك في البطولة الإفريقية وفي نوفمبر لدينا البطولة العالمية بإسبانيا، وهو ما من شأنه أن يسمح لي بالمشاركة في الأولمبياد.
كلمة للمرأة الجزائرية بمناسبة الثامن مارس؟
 المرأة لا يجب أن تحصر في عيد واحد وكل الأيام هي عيدها، المرأة الجزائرية اقتحمت كل الميادين وأثبتت قوتها وكفاءتها، وحتى عندما ترجع للتاريخ لدينا «لالة فاطمة نسومر» وفي الرياضة الميدالية الأولمبية الأولى للجزائر امرأة، وهي التي جلبتها ورفعت الراية الوطنية، مع احترامي لكل الرياضيين الجزائريين، وعلى المرأة الجزائرية مواصلة العمل ومواصلة رفع التحدي.