طباعة هذه الصفحة

محطّات لها تاريخ

 الصّحراء الغربية... مكاسب وانتصارات

حقّقت الجمهورية الصّحراوية مكاسب إضافية في كفاحها ضد الاحتلال المغربي، سواء على الصعيد الاوروبي أو على مستوى مجلس الأمن الدولي.
في 27 فيفري 2018: أصدرت محكمة العدل الأوروبية، حكما قضائيا بخصوص اتفاق الصيد البحري الموقع بين المغرب والاتحاد الأوروبي سنة 2014، والذي انتهى سريانه يوم 14 جويلية 2018، وأكّدت صحة الاتفاق «شريطة ألا ينطبق على المياه المتاخمة للصحراء الغربية».
وذكرت المحكمة في نص القرار بحكمها الصادر في 21 ديسمبر من سنة 2016، الذي نص على أن «الصحراء الغربية ليست جزء من أراضي المغرب، وبالتالي فإن الاتفاق لا ينطبق على المنتجات القادمة من الصحراء».
واعتبر نص القرار أن إدراج «إقليم الصحراء في نطاق اتفاق الصيد البحري سيكون خرقا لعدة قواعد من القانون الدولي العام المعتمد في العلاقات بين الاتحاد ومملكة المغرب، بما في ذلك مبدأ تقرير المصير».
في 03 ديسمبر 2018: أصدرت محكمة العدل الأوروبية قرارا ثالثا، أكّد على أن الاتفاق بشأن الطيران المدني الذي تم توقيعه في جانفي 2018 بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، «لا ينطبق على أراضي الصحراء الغربية ومجالها الجوي».
ما يعني أن إدراج إقليم الصحراء الغربية في هذا الاتفاق من شأنه أن ينتهك «مبدأ تقرير المصير المشار إليه في المادة 1 من ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ الأثر النسبي للمعاهدات، وبالتالي خلصت المحكمة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه مشاركة المملكة المغربية في إدراج الإقليم ضمن هذا الاتفاق».
تقليص مدّة المينورسو
في 27 أفريل 2018: أصدر مجلس الأمن قرارا يقضي بتمديد عهدة «مينورسو» بستة أشهر، بدلا من عام وفق ما كان معمولا به سابقا.
وحثّ القرار على «ضرورة استئناف المفاوضات» بين طرفي النزاع المغرب وجبهة  البوليساريو «دون شروط مسبقة وبحسن نية بما يفضي إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره».
في 31 أكتوبر 2018، اعتمد مجلس الأمن اللاّئحة 2440 القاضية بتمديد مهمة البعثة الأممية للصحراء الغربية بـ 6 أشهر أخرى، في إصرار واضح على كسر الجمود الذي لازم الملف طيلة عقود.
جنيف الأولى
أدى التعاطي الجديد لمجلس الأمن الدولي مع القضية الصحراوية، إلى إعادة بعث العملية السياسية للتسوية المتوقفة منذ 2012، حيث دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة هورست كوهلر في 02 أكتوبر 2018، المغرب والبوليساريو إلى جولة مفاوضات أولية يومي 05 و06 ديسمبر 2018، بجنيف السويسرية وحضرتها الجزائر وموريتانيا بصفة بلدين جارين.
وجرى الاتفاق على عقد طاولة مستديرة ثانية في الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2019.

 

 ليبيا...بين مطرقة التدخل الأجنبي وسندان الخلافات الداخلية

لا يمكن القول، أن أشياء جديدة عرفتها الأزمة الليبية خلال 2018، فقد استمر الانقسام السياسي بين الأطراف الليبية، وتواصلت المعارك بين مختلف المليشيات المسلحة المسيطرة على الأرض، مع تسجيل هجمات إرهابية دامية.
في المقابل، تتواصل الجهود الدولية التي يقودها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، لحل الأزمة، وفق خطة يؤكد المجتمع الدولي على دعمها علنا، لكن خلافات المصالح بين القوى الكبرى لازالت تلقي بثقلها على عجلة التسوية.
قمّة باريس: في 29 ماي 2018، دعت فرنسا إلى قمة حول ليبيا، بالعاصمة باريس حضرتها أبرز الأطراف الليبية ودول الجوار والبلدان التي لها علاقة بالملف، وانتهت بالاتفاق على تنظيم انتخابات في 10 ديسمبر من السنة ذاتها وفق دستور جديد.
وسقطت خلاصات قمة باريس في الماء، حيث لم تنظّم الانتخابات في الوقت المتفق عليه، ولم يتغير شيء على الأرض.
مؤتمر باليرمو: التنافس بين فرنسا وايطاليا على الملف الليبي، دفع بالأخيرة إلى تنظيم مؤتمر ضخم احتضنته باليرمو عاصمة جزيرة صقلية، يومي 12 و13 نوفمبر 2018، ولم يتوّج بأي بيان ختامي أو توافقات، ماعدا الإشادة برغبة الجميع في الخروج من المستنقع.
 خطّة جديدة: وخيّم على مؤتمر باليرمو مناقشة الخطة الجديدة للمبعوث الأممي غسان سلامة، التي تقضي على تنظيم ندوة وفاق وطني مطلع 2019، تحضرها كافة الأطياف الليبية وتعقبها انتخابات عامة في السداسي الأول من السنة ذاتها.
معارك طرابلس: عرفت العاصمة الليبية نهاية شهر أوت 2018، اشتباكات عنيفة بين فصلين مسلحين استمرت إلى غاية منتصف سبتمبر، بعد اتفاقات للهدنة أشرفت عليهما بعثة الأمم المتحدة، وقدرت الحصيلة النهائية للاشتباكات ب106 قتلى وإصابة 300 شخص و17 مفقود.

 

 مالي.. انتخابات بتحديات الأمن والمصالحة
 
عرفت دولة مالي الواقعة في السّاحل الإفريقي حدثا سياسيا بارزا، وتمثل في انتخابات رئاسية تنافس فيها 23 مرشحا، أبرزهم الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا وغريمه التقليدي سوميلا سيسي.
كيتا لولاية ثانية: نظّم الدور الأول للاستحقاق الذي شابه كثير من الترقب وبعض من التوتر، في 29 جويلية 2018، وفاز فيه الرئيس المنتهية ولايته إبراهيم بوبكر كيتا بنسبة 41 بالمائة،  بينما حاز سيسي زعيم المعارضة على 17 بالمائة.
وبعد 15 يوما نظّم الدور الثاني، الذي أكّد فيه كيتا فوزه بولاية ثانية بنسبة 67 بالمائة من الأصوات، ليواصل بذلك مهمة إستعادة الأمن والاستقرار في البلاد وكسب رهان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطبيق اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة بشمال البلاد.
هجمات إرهابية
واستمرّت الجماعات الإرهابية في تنفيذ هجماتها الدامية في مالي ودول أخرى في الساحل خاصة بوركينافاسو والنيجر، مستهدفة القوات الأممية لحفظ السلام وقوة برخان الفرنسية.
وكان أسوأ هجوم نفّذته هذه التنظيمات الدموية في 15 أفريل 2018، بمدينة تمبكتو وأدى إلى مقتل 20 شخص.
وفي 29 جوان 2018، استهدف هجوم إرهابي، مقر القيادة المشتركة لقوة الـ 5 ساحل، بوسط مدينة مالي خلّف 6 قتلى على الأقل.

 فلسطين..حرب مفتوحة مع الاحتلال ورعاته

 استمرت الأخبار السلبية جدا للقضية الفلسطينية، بالتدفق في الإعلام الدولي طيلة سنة 2018.
الانقسام الفلسطيني: لم تعرف المصالحة الوطنية الفلسطينية أي تقدّم، حيث ظل اتفاق ديسمبر 2017، والقاضي بعودة حكومة الوفاق الوطني إلى غزة معلقا، ومع استمرار الخلافات قرر القيادة الفلسطينية عن طريق المحكمة الدستورية حل المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2006، في 22 ديسمبر 2018، على أن يتم تنظيم انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر.
نقل السّفارة الأمريكية: نقلت الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها لدى الكيان الصهيوني إلى القدس المحتلة، يوم 14 ماي 2018، منفّذة بذلك قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلنه يوم 06 ديسمبر 2017 والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
صفقة القرن: يحاول الرئيس الأمريكي طرح خطة سلام بديلة تقوم على سياسة الأمر الواقع، والانحياز الكلي للاحتلال الإسرائيلي تحت ما سمي بصفقة القرن.
صمود: وتصر الدولة الفلسطينة على مقاومة هذه الصفقة التي تريد اختطاف القدس وإسقاط حق العودة وتصفية القضية نهائيا، وقرّرت القيادة تعليق مختلف الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل وسحب اعترافها بها كدولة ورفض الجلوس إلى طاولة مفاوضات تقودها أمريكا باعتبارها وسيطا منحازا وغير نزيه.
مسيرات العودة: أطلق الشّعب الفلسطيني بتاريخ 30 مارس 2018 مسيرات العودة إلى أرضه من غزة، وحاول عشرات الآلاف تجاوز السياج الحديدي الذي شيّده الاحتلال الصهيوني.
واختار الفلسطينيون أيام الجمعة لتنظيم هذه المسيرات التي تعرف في كل مرة سقوط شهداء برصاص الاحتلال، والذي فاق عددهم الـ 200 شهيد وأزيد من 20 ألف جريح  بينهم أطفال ونساء.
واتّسمت سنة 2018 باستمرار آلة القمع الإسرائيلي في الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل باستخدام الرصاص الحي والطائرات الحربية والدبابات والاعتقالات التعسفية.
وتعتزم القيادة الفلسطينية التقدم بمشروع قرار للأمم المتحدة من أجل توفير الحماية الدولية للشّعب الفلسطيني.                          
 حمزة محصو