طباعة هذه الصفحة

عام صعب على أقوى نساء العالم

ميركل..ماي.. السّقوط من قمّة الهرم

فضيلة دفوس

 إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد برز كرجل العام القوي، فإنّ السنة 2018 التي طوينا آخر أيامها أمس الأول، مرّت سيّئة وصعبة على بعض الزّعامات الغربية التي تهاوت شعبيتها وأصبح خروجها من عالم السّلطة عبر الأبواب الضيّقة أمرا محتملا بعد أن وجدت نفسها غارقة في أزمات وانسدادات لم تحسن التعامل معها.
السنة المودّعة كانت بلا شكّ بمثابة الجحيم بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وجد كرسي حكمه يهتزّ من تحته في غفلة من أمره، كما تفاجأ بحركة «السترات الصفراء» وهي تتحوّل إلى حبل يلتفّ حول رقبته.
 الرّئيس الشاب لم يكن يدري بأنّ إصلاحاته التي طالما تغنى بها ستدمّر شعبيته التي انهارت إلى الحضيض، ورغم أنّه رضخ صاغرا لمطالب الشارع المنتفض وتنازل عن زياداته الضريبية، فإن مستقبله السياسي بات مهدّدا،خاصة وأن جزءا  كبيرا من الشعب الفرنسي  يطالبه بالرحيل.
 الوضع المحرج والصّعب الذي يعيشه ماكرون، تواجهه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى درجة أنّهما رفعتا الراية وأعلنتا عدم الترشح مستقبلا.
ميركل التي كانت توصف بأقوى امرأة،وجدت نفسها بعد 13 عاما قضتها كمستشارة لواحدة من أقوى الدول في العالم، في مواجهة انهزامات انتخابية متتالية، آخرها في أكتوبر الماضي إثر تعرّض حزبها لهزيمة قاسية في الانتخابات المحلية بهيسن وبافاريا، ففي الأولى سجّل أسوأ نتيجة له منذ 1966، وفي الثانية حصد جناحه البافاري «الحزب المسيحي الاجتماعي» أسوأ نتائجه على مدى سبعين عامًا، فاقدًا أغلبيته المطلقة بخسارته لخمس مؤيديه.
أما ماي، ثاني أقوى سيدة بالعالم ، فقد خاضت معارك سياسية شاقة، ما بين محاولات لسحب الثقة وانتقادات حادة وصلت إلى حد وصفها بعبارات مسيئة وجارحة، بعد أن اعتادت على لقب المرأة الحديدة منذ أن قادت حكومة بلادها في جويلية 2016.
وقضت ماي العام المنصرم بين بروكسل ولندن محاولة التوصل إلى صفقة تضمن انفصال بلادها عن الاتحاد الأوروبي بأقل الخسائر وتحظى بالدعم الكافي محليًا، إلا أن هذا لم يكن سهلًا على الإطلاق وكلّفها الكثير من سمعتها السياسية، بل أنه وصل إلى حد تهديد حكومتها بالسقوط أكثر من مرة، وسط انسحابات للعديد من الوزراء اعتراضا على صفقتها للانفصال.
ويبدو أنّ وضعها لازال هشا مادام أنّها لم تحقّق الخروج الذي ينشده البريطانيون.
  من قمّة الهرم نرى تدحرج السيدتين، حيث  انتهى العام بإعلانهما عدم الترشح لولاية جديدة، ففي أكتوبر أعلنت ميركل أن ولايتها الحالية ستكون الأخيرة وأنها لن تخوض انتخابات 2021، فيما أبلغت ماي مطلع ديسمبر أعضاء حزبها بأنها لن تعود للترشح لمنصبها في الانتخابات المقبلة في2022.