طباعة هذه الصفحة

في ظل الدعم الجوي الروسي، الجيش السوري يواصل زحفه

تقليل المعاناة وتكثيف العمل الدبلوماسى وزيادة فرص نجاح المفاوضات

نورا لدين لعراجي

 حقق سلاح الجو الروسي منذ توليه قيادة العمليات العسكرية ضد الجماعات الارهابية العديد من المكاسب والنتائج الايجابية، حيث ساهم في تغيير المعادلة العسكرية فوق الارض السورية، وساعد في الوصول الى العديد من الاهداف والمراكز الخلفية لأفول الجماعات المسلحة من التنظيم الارهابي في العراق والشام “داعش” وجيشا “النصرة” و«الفتح”.
إدارة العمليات العسكرية يتم بالتنسيق مع الجيش السوري لتخطي عقبات الخسائر سواء في الارواح أو في المعدات، وتجنبا لأي احباطات قد تكون عواقبها غير حسنة على معنويات القوات المسلحة السورية والمتطوعين.
 
 يضيق الخناق على الاهداف الارهابية جوا وتدمير مواقعها، ليتسنى للقوات البرية الوصول اليها بالقليل من الاضرار، وفي ظرف وجيز، تكون فيه قواها منهارة ان لم نقل معدومة، تلك هي الخطة المنتهجة من القوات المشتركة السورية الروسية وتجسيدها منذ بدأت العملية العسكرية، والنتائج المحققة الى حد الآن تؤكد مدى نجاعتها على الارض من خلال التحكم في الكثير من البلدات سواء الواقعة شمال مدينة حماة أو في أريافها، تمانعة وسكيك وتل سكيك أو تلك العمليات الاخرى باللاذقية وحلب، وحمص ودرعا وغيرها من المحافظات الاخرى.
مما لاشك فيه ان الضربات المتتالية عبر أنظمة التحكم عن بعد حققت العديد من الاهداف وساهمت من رفع معنويات الجيش السوري  وتقويض الروح الارهابية المتشددة، والحاقها الكثير من الخسائر في المعدات الحربية والبشرية، ففي غضون أسبوع من الطلعات وبداية زحف القوات السورية تكبدت الجماعات المسلحة تدمير مالا يقل عن المئات من العربات العسكرية الناقلة للافراد او المدرعة، اضافة الى تدمير المخابئ والمخازن ومرافق يتخذها عناصر الجماعات الدموية للتمويه والعبور من قرية الى اخرى.
الحاق الضرر بمراكز قيادة هذه الجماعات هي عملية نوعية من حيث التوصل وتحديد احداثياتها، عن طريق الوسائل المتطورة، هذه الاخيرة تستخدمها روسيا للوصول الى رؤوس هذه الجماعات، ثم عزلها عن المحيط الخارجي، وتضييق الخناق عليها من جهة اخرى، حيث وردت معلومات كثيرة حول تحرك عناصرها وهويتها، وهو الجدل القائم الآن عبر بعض الممثليات الدبلوماسية للدول التي تغيرت مواقفها تجاه ما يحدث في المنطقة، رغم ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حصل في نهاية شهر سبتمبر الماضي على تفويض المجلس الفيدرالي الروسي بالإجماع من أجل استخدام القوة العسكرية الروسية في سوريا، ضد تنظيم “داعش” الارهابي وبطلب من الرئيس السوري بشار الأسد
الامر الذي أثار حفيظة بعض الدول المشاركة في عملية الحلف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، لما تقوم به روسيا في المنطقة.
 هو ما تبرره جولة دي مستورا الى موسكو لعقد بعض اللقاءات مع المسؤولين الروس وبحث العمليات العسكرية في سوريا، باعتبار هذا الاخير لا ينسجم مع القرارات الدولية التي تنص على حماية المدنيين ضمن هذه العمليات، مع احترام قرارات مجلس الامن  2170 و2187 المتعلقين بمحاربة الارهاب وإيقاف التمويل للمسلحين.
 مما لاشك فيه ان المساعي المقدمة لحل النزاع السوري لن تكون إلا بالقضاء على الارهاب باعتباره يهدد العالم برمته، وهو عابر للقارات ولن ينحصر في سوريا فقط دون غيرها من الدول الأخرى فحتى اوروبا هي الاخرى ليست في منأى عن هذا التهديد القاتل، مما يتوجب عليها الحذر هي ايضا وهو التخوف الذي ابدته فرنسا مبررة به تدخلها الجوي في سوريا، وأشارت موغيريني خلال اجتماع لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ - إلى أن “التدخل العسكري الروسي ينطوي على جوانب مثيرة للقلق”. 
وتقصد الخرق الذي تعرضت له تركيا في مجالها الجوي، مشدّدة في الوقت ذاته عن ضرورة تنسيق التدخلات في النزاع.