طباعة هذه الصفحة

من تفجيرات بروكسل إلى حادثة الدهس ببرلين

إعتـداءات متعـددة وإرهاب واحـد

مسلسل الدم والتفجيرات الإرهابية والاعتداءات لم يتوقف خلال سنة 2016 بل زادت وتيرته وأفظعها كانت تفجيرات بروكسل في شهر مارس، حيث قتل 34 شخصاً، وأصيب 135 آخرون في تفجيرين وقعا في مطار بروكسل، صباح يوم دامٍ وآخرين استهدفا محطتين للمترو في العاصمة البلجيكية. وقد تبنى تنظيم “داعش” الارهابي  الهجمات.
بعد أقل من ساعة، هزّ انفجار جديد محطة قطارات قرب مبنى للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية لدى وصول القطار إلى المحطة أثناء ساعة الذروة الصباحية، ما أسفر عن مقتل أشخاص عدة.
كما وقع تفجير رابع في محطة مالبيك أو محطة شومان المجاورة، حيث مقرات الاتحاد الأوروبي، أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 40 آخرين.
ولو رجعنا بكرونولوجيا  التفجيرات والاعتداءات الإرهابية فلن نخلص من سرد تفاصيلها من تركيا إلى أمريكا إلى العديد من دول العالم، لكن هجوم نيس الفرنسية سيظل دون شك راسخاً في ذاكرة الجميع، فقد وقع ما لا يقل عن 84 قتيلاً ناهيك عن أكثر من 100 جريح، إثر اندفاع شاحنة صوب جمع من الناس كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، فدهستهم على امتداد كيلومترين.
وبنفس الطريقة نفذ “داعش” يوم الاثنين 19 ديسمبر 2016، هجوما على أحد أسواق أعياد الميلاد ببرلين بشاحنة ضخمة دهست عددا كبيرا من الناس وخلّفت  12 قتيلا و48 جريحا.
الإرهاب ضرب بقوة في السنة المودعة، فمن الهجوم الذي استهدف ملهى ليليا باورلاندو في فلوريدا في 12 جوان الماضي، إلى مجموعة تفجيرات الكرادة العراقية والتي خلفت أزيد من 700 بين قتيل وجريح، فتفجير الكنيسة القبطية بمصر، والهجوم على مدينة الكرك الأردنية قبل أيام.
لكن تبقى العملية الإرهابية الأكثر ترويعا هيتلك التي طالت السفير الروسي في تركيا.
اغتيال السفير الروسي بتركيا
سنة 2016، التي جاءت بدايتها دموية على وقع التفجيرات، لم تختلف نهايتها كثيراً، فقبل أقل من أسبوعين عن انقضائها، دوى في منابر الإعلام خبر اغتيال السفير الروسي في أنقرة، جراء إطلاق نار استهدفه خلال زيارته لمعرض فني بالعاصمة التركية.
ولم يكن هذا الاغتيال ليأخذ كل هذا الزخم لولا الصورة التي انتشرت لحظتها كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ليأتي بعدها الفيديو موثقاً عملية الاغتيال.
عملية الاغتيال التي تبناها تنظيم “داعش” الإرهابي، كانت ترمي كما أكدته السلطات الروسية والتركية إلى ضرب تقاربهما السياسي الذي جاء بعد فترة من الفتور.
هذا إذن غيض من فيض عن أحداث سنة 2016، خفتت على استحياء فاسحة المجال لانبلاج سنة 2017، علّها تحمل في جعبتها بشائر خير.