طباعة هذه الصفحة

الكاتب الصحراوي حمدي حمودي لـ «الشعب»:

المخزن يعرقل المسار الإفريقي في تسوية القضية الصحراوية

أجرى الحوار: جلال بوطي

تشكل القمة الـ 28 للاتحاد الإفريقي التي تنطلق أشغالها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا محطة هامة يتحدد خلالها موقف القارة السمراء من انضمام المغرب إلى الاتحاد، حيث يرى الكثير من المحللين أن انضمام دولة تحتل جزءا من دولة عضو يحمل إبعادا خطيرة على مستقبل القارة، وهو ما يؤكده الكاتب الصحفي الصحراوي حمدي حمودي في هذا الحوار مع «الشعب».
 
«الشعب»: ما هي الأهداف الجوهرية لعودة المغرب للاتحاد الإفريقي وإلحاحه على ذلك بقمة اديس ابابا؟
الكاتب حمود حمودي: هناك نقاط جوهرية نطرحهما هنا كمتتبعين للملف وهي تتركز حول غرض المغرب أو هدفه من الانضمام نحو الاتحاد لا شك وهنا لن ندخل في التفاصيل والتي يعرف الجميع ملخصها، وهو محاولة إفشال توجه إفريقيا في فرض حلول في مجلس الأمن والمنظمات القارية الأخرى وحتى على مستوى الدول في قضية إيجاد حل سريع للقضية الصحراوية وتكريس الدولة الصحراوية في غياب المغرب، الذي يجد فقط دول خارج محيطه الطبيعي مثل فرنسا واسبانيا وغيرها من الدول الخليجية الحليفة.
غير أن القارة الإفريقية لا بد لها من تبرير رفضها للمغرب بمبررات واضحة وتتماشى مع قوانينها التي تبنى على الديمقراطية واحترام التعهدات والمواثيق. وبناء عليه يأتي المهم ما هي الشروط التعجيزية التي يمكن طرحها على الرباط، والتي تجعله برفضها يتمّ إقصاؤه من القارة ورفض ملف الطلب إلى حين استيفاء الشروط؟
هل تعتقد أن المغرب سيوقع على مبادئ الاتحاد الإفريقي التي يعترف من خلالها ضمنيا باستقلالية الصحراء الغربية؟
@@ المغرب يعترف بالبوليساريو كحركة ولا ادل الجلوس معها ومفاوضتها سنين طويلة، ولكن الجديد أن المغرب قد اعترف بالجمهورية الصحراوية ضمنيا مؤخرا برفع رايته في دول ترفع راية الجمهورية الصحراوية مثل بنما. وقد وافق المغرب على أنه سيجلس جنبا إلى جنب إلى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وسيرفع علمه إلى جنب علم الدولة الصحراوية لما في ذلك من هزيمة دبلوماسية وخسارة سياسية تكرس أحقية اعتراف العالم اجمع بالدولة الصحراوية وسيكون مبررا في يد الصحراويين في مطالبة العالم بالاعتراف لدى الأمم المتحدة والمنظمات القارية بدولتهم وإن كانت لا تبسط سيادتها على كل الأرض ولكن على الأقل على بعضها وكذا يعتبر الاعتراف بها ككيان مستقل من الخصم هو أكبر انتصار لها.
ما هي الحدود التي سيقدمها المغرب لقبول الانضمام؟
@@ سيكون من العقبات في وجه المغرب تقديمه لخريطة واضحة المعالم يعترف بها بالجمهورية الصحراوية وبحدوده لحظة الاستقلال 1956، وبرسم نهائي لحدوده مع الجار الجزائري وغيره واحترام سيادة الدول بما فيها الجمهورية الصحراوية، وهنا لا ندري كيف يمكن أن يجتاز الاختبار. لكن نتوقع أن يقدم المغرب على القبول على مضض بكل تلك التعهدات بما فيها خريطة أيضا للصحراء الغربية على أنها جزء منه إلى حين تسوية النزاع في الأمم المتحدة، والإشكالية هي الوفاء بالتعهدات وبكلمة أخرى، ما هي الضمانات التي يمكن أن تبقى في يد القارة.
 نتساءل هنا عن ماهية الوسائل الملموسة التي يمكن فرضها عليه في حالة التراجع عن تلك التعهدات؟ لا أعتقد أن المغرب يمكن أن تُفرض عليه تحديات كبيرة، خاصة حينما نجد أنه لدى أكبر مجلس للعالم مجلس الأمن يصول ويلعب ويرفض ويتراجع عن الاستفتاء دون أي عقاب ولا أي ردع بل بالعكس تدافع وتنافح عنه دول كبرى في مقدمتها فرنسا التي تلجأ وتلوح إلى استخدام الفيتو دائما إذا كان القرار في صالح الصحراء الغربية.
 يُفهم من كلامك هناك خطر في حال انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي؟
@@  نعم لابد من وضع حاجز أو متراس قوي والاستمرار في تمديد فترة دخوله وفرض عليه حلول تعجيزية، خاصة إذا علمنا أن القارة صارت كتلة موحدة وتستطيع قبل أن تقبله أن تحقّق معه المستحيل ما دام خارج طاولة اللعبة ولم يمسك الأوراق. لأن هدف رفض المغرب في الاتحاد الإفريقي سيكون في مصلحة القارة الإفريقية وقبوله سيكون كارثة وأكبر خطأ استراتيجي لإفريقيا، لأنه سيعمل عل كسر وحدة القارة وتشتيت لحمتها وإفشال مشاريعها وبالتالي فرض استمرار تحكم فرنسا والدول الاستعمارية التي ستوقع اتفاقيات مع قارة مشتتة ضعيفة وغارقة في صراعات داخلية في غنى عنها.
ما هي العقبة التي تجعل المغرب يرفض الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي؟
@@ إن الحاجز الرئيسي الذي يمكن أن يجعل المغرب يرفض الانصياع هو الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية رسميا، ورفضه سيسبّب مشاكل مع دول كثيرة سيجد الجميع أن عدم دخوله للقارة هو الحل الوحيد لبقائها موحدة. إن غير هذا السبيل سيبقى مجرد تعهدات على الورق وكلام ينتهي مفعوله عندما يصبح المغرب عضوا في الاتحاد وستفرض خيارات أخرى وطرق لعب مختلفة، والخاسر هو القارة الأفريقية والقضية الصحراوية التي لن تستطيع أن ترافع عنها القارة آنذاك وسيكون خطأ استراتيجيا للأفارقة المشتتة صفوفهم تتنابشهم أطماع الدول العظمى وستتم كل الاتفاقيات معهم وهم ضعاف وسيعيش المغرب دائما ويسمن على حساب الآخرين كما فعل مع شعبنا وأرضنا التي ينهب خيراتها كل يوم وسيبقى الجار المزعج للجميع.
في حال دخول المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ما مستقبل الجمهورية الصحراوية؟
@@ إن هذا الافتراض حسب رأيي الخاص ستكون له انعكاسات سلبية على مخطط السلام الأممي لا محالة وسيكون علينا اللجوء إلى خيارات أخرى لا شك أن من بينها الحرب لفرض سيادتنا وارجاع شعبنا إلى أرضه، ولكن بعد أن يدخل المغرب الاتحاد الإفريقي، سيكون الأمر أكثر صعوبة، لذلك نرى أن التصعيد اليوم وليس غدا والضغط المستمر على المغرب سيكون له ردود فعل قوية من المغرب تكون مبررا لرفضه في الدخول إلى الاتحاد الإفريقي.