طباعة هذه الصفحة

اهتمام العرب بالقضية الصحراوية

بداية محتشمة ومحاولة من المجتمع المدني لتدارك التقصير

حبيبة غريب

بالرغم من الحصار الإعلامي الذي  يفرضه المغرب على قضية الشعب الصحراوي وكفاحه المرير من أجل استرجاع وطنه وحقه الشرعي في تقرير مصيره، إلا أن  صوته كسّر كل العقبات وأصبح يسمع اليوم في البلدان العربية، تلك التي أدارت ظهرها عقودا من الزمن لما يجري من استعمار وانتهاكات لحقوق الإنسان بأرض الساقية الحمراء ووادي الذهب.
 يتزايد كل يوم عدد المساندين لقضية الشعب الصحراوي، في شبكة مواطنة دولية، ما فتئت تتسع رقعتها إلى المجتمعات المدنية العربية، فمن مصر، إلى اليمن، مرورا بلبنان فتونس والأردن، والقائمة مرشحة لتطول دولا عربية أخرى،  هذا مع كل تظاهرة أو لقاء تضامني مع الشعب الصحراوي.
وكانت آخر هذه اللقاءات الندوة الدولية لحق المرأة في المقاومة: حالة المرأة الصحراوية، التي احتضنتها الجزائر أيام 19 ـ 20 ـ 21 أفريل الماضي، فرصة للشعب لمحاورة حقوقية تونسية وإعلامية لبنانية، انضمتا مؤخرا لمؤازري ومساندي القضية الصحراوية.
 وكشفت لنا مونيا العابد، محامية وناشطة تونسية في مجال حقوق الإنسان، أن زيارتها لأول مرة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، كانت فرصة لها وللوفد المرافق لها “للقيام برحلة ميدانية ولاكتشاف واقع المرأة الصحراوية،  خاصة، والمجتمع الصحراوي عامة “.
وأضافت مونيا العابد قائلة، إن الزيارة شكلت أيضا “تجربة استثنائية، مميزة، حيث سنحت لنا الفرصة للوقوف على معانات المرأة الصحراوية وما تعانيه في المعيشة اليومية ونضالها أمام قسوة الطبيعة والبيئة، وهي تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية، كما عشنا مع العائلات الصحراويات لمدة يومين، واكتشفنا تسيير محكم للنظافة ولكل جوانب الحياة اليومية”.
 ونوّهت الحقوقية التونسية بشجاعة المرأة الصحراوية التي اعتبرتها إمرأة كادحة، تناضل وشعبها في صمت،  ومن خلال الحياة التي تعيشها، تعتبر  من الحالات التي يجب الاعتزاز بها’’.
  وتضيف العابد في هذا الشأن أن المرأة الصحراوية   تكافح من أجل الوجود وحقوق شعبها في الحرية وتقرير المصير، بعيدا عن الاستغلال الإعلامي الذي يميز قضايا المرأة في الدول العربية الأخرى، وهذا دليل على عظمة  وتواضع المرأة الصحراوية”.
 وعن اطلاع التونسيين بالقضية الصحراوية، كشفت لنا، أنه، بدأت تعرف طريقا لها في تونس وخاصة بعد مشاركة وفد صحراوي في الفوروم الدولي الاجتماعي الذي احتضنته تونس في أواخر شهر مارس. والذي أدلى بشهادات حول انتهاكات حقوق الانسان الرهيبة ضد صحراويي المناطق المحتلة.
  بعد يومين قضيناهما في المخيمات وبعد مشاركتنا في الندوة الدولية حول مقاومة المرأة الصحراوية، لابد لنا من التفكير اليوم بطريقة جدية في السبيل الأنجع لايصال القضية الصحراوية لكل فئات المجتمع التونسي، وخاصة الجمعيات وكل شرائح المجتمع المدني.
 كما أضافت المحامية التونسية أنه “لابد اليوم من التعريف بما يعيشه الصحراويون في المخيمات، وبقضية الشعب الصحراوي، والشرعية الدولية، وتقرير المصير”.
على الضمير العربي أن يستيقظ  
 من جهتها  كشفت الإعلامية والكاتبة اللبنانية مها الخليل، التي زارت هي أيضا المخيمات الصحراوية لأول مرة في شهر أفريل أنه “ينبغي اليوم، التحرك وبسرعة من أجل  القضية الصحراوية و من أجل وضعية النساء في المخيمات وموضوع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة”.
وأردفت مها الخليل قائلة إن “الوضع  جد خطير ويتطلب رفع  نداء إلى الأمم المتحدة وكل هيئاتها التي تهتم بحقوق الإنسان وحثها على التعجيل بحل النزاع وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقوقه في تقرير المصير”.   
 ونددت الإعلامية اللبنانية  بموقف الدول العربية من القضية، مستغربة عدم تحركها حتى الآن رغم وجود هذا الشعب العربي تحت وطأة الاستعمار”.
وتساءلت مها الخليل “متى يستيقظ الضمير العربي، ويقوم العرب بواجبهم تجاه شعب الصحراء الغربية وهم أولى بمؤازرته والدفاع عنه وعن حقوقه ومساعدته لاسترجاع أرضه وكرامته”.