طباعة هذه الصفحة

سنتان على هجوم باردو الإجرامي

تونس ماضية في القضـاء على الإرهاب

 

مرّت يوم السبت الماضي، الذكرى الثانية لهجوم متحف باردو الإرهابي، الذي هزّ قبل سنتين سكون العاصمة التونسية مستهدفا مجموعة من السياح، ومن خلالهم ضرب القطاع السياحي الذي يشكّل عصب الاقتصاد التونسي وقلبه النابض.
تمكّنت وحدات مكافحة الإرهاب التونسية رغم قلّة تجربتها بالنظر إلى حداثة هذه الظاهرة المقيتة، من القضاء على الإرهابيين الإثنين وتحرير الرهائن في وقت قياسي، وبالتالي نجحت في تفادي مذبحة كانت ستكون خسائرها البشرية رهيبة، وأجهضت عملية دموية تبناها تنظيم «داعش» الارهابي ونفذها في مكان يحمل زخما تاريخيا وثقافيا وإنسانيا، ويقع بالقرب من مقر البرلمان التونسي، المؤسّسة التّشريعية الأولى في البلاد، ورمز سيادتها.
هجوم باردو، لم يكن التحدّي الارهابي الوحيد الذي واجهته تونس، فبعده بأشهر معدودة وبالتّحديد في 26 جوان، وقع اعتداء سوسة الذي استهدف هو الآخر السياحة التونسية،وفي نوفمبر من نفس السنة، فجّر إرهابي نفسه في حافلة للأمن الرئاسي وقتل 12 من رجال الشرطة، وفي مارس 2016 شنّت مجموعات تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي هجمات على مقرات أمنية وعسكرية ببن قردان، لكنها لقيت مواجهة قوية من القوات التونسية التي قضت على خمسين دمويا وأوقفت 52 آخرين، كما كشفت مخازن للأسلحة الحربية والذخيرة.

الوضع تحت السّيطرة والأمن مستتب
  
التحدي الأمني فرض نفسه في تونس بقوّة في السنتين الماضيتين، وكان لابد للسلطات أن تتحرّك بحزم لمحاصرته ودحره قبل أن يستفحل ويمدّ جذوره بهذه الدولة التي ظلّت تتمتّع بالهدوء والسكينة وتستقطب السياح بأعداد كبيرة لما يجدونه  فيها من أمن وأمان.
اليوم وبعد مرور عامين على هجوم باردو، وبفضل الخبرة التي اكتسبتها القوات التونسية في محاربة الارهاب ، يبدو الوضع كما وصفه رئيس المركز التونسي للأمن الشامل العميد مختار بن نصر «تحت السيطرة، والأمن مستتب».
وسنة 2017 - كما أضاف - ستكون سنة الحسم التونسي في ملف الإرهاب، مضيفا أن التونسيين لم يعودوا يخشون الإرهاب، وأن الخوف غادر نفوس المواطنين ليستقر في نفوس الإرهابيين بفضل فقدان الإرهاب للحاضنة الإجتماعية، وبفضل الوحدة بين قوات الأمن والجيش والمواطنين في مواجهة هذه الافة التي نراها تفتك بأمن واستقرار العديد من الدول».
وشدّد بن نصر على أنّ تونس استطاعت، وفي ظرف عامين فقط على هجوم باردو، المضي قدما في كسب المعركة على الإرهاب، مبيّنا أن وحدات القوات المسلحة التونسية هي من تسيطر اليوم على الوضع، وليس الإرهابيين.
وبخصوص تواصل التّهديدات الأمنية التي تستهدف بلاده، قال العميد التونسي «إنّه لا يوجد أي بلد في العالم محصّن من الإرهاب»، مضيفا أن التهديدات الإرهابية التي تستهدف الأمن القومي التونسي تبقى قائمة، إلا أن البلاد ماضية قدما في كسب المعركة ضد هذه الافة خلال هذه السنة، وبشكل كامل».
محاربة الدّمويّين أولوية حكومة الوحدة
 بدوره أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الخميس الماضي أنّ الوضع الأمني في البلاد يشهد اسقراراً  لكن لا يمكن بلوغ معدل صفر من المخاطر.
وأوضح الشاهد، في جلسة استماع في البرلمان، إن تونس حققت انتصارات كبرى ضد الإرهاب وأن هناك إجماعاً حول الاستقرار الأمني في البلاد.
وقال بأنّ الضربات التي تلقاها الدمويون شكلت انتكاسة لطموحات تنظيمهم الدموي بوضع قدم له في تونس.
ووضعت حكومة الوحدة الوطنية الحالية مقاومة الإرهاب ضمن الأولويات الخمسة في برنامج عملها منذ استلامها لمهامها في أوت 2016، وقال الشاهد منحنا الأولوية القصوى للحرب ضد الإرهاب لأن له انعكاس فوري ومباشر على الوضع الاقتصادي.
وأضاف الشاهد كل ما حقّقناه لا يعني أن الخطر الإرهابي انتهى، لا يوجد في العالم صفر مخاطر في الأمن، وإن المعركة ضد الإرهاب تدار أيضاً بسلاح الثقافة والمعرفة والفكر ضد التطرف والعنف.
يشار إلى تونس أعلنت عن وضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرف بمشاركة أغلب الوزارات لتوسيع الجبهة المقاومة للإرهاب، علاوة على المقاومة الأمنية والعسكرية.