طباعة هذه الصفحة

أعلنت من خلالها ترشحها للتشريعات الفرنسية

تغريدة عيشي على تويتر تهز عرش المخزن

أمين بلعمري

«شكرا لكما بايرو وماكرون على الثقة التي وضعتموها في شخصي، إنه لشرف عظيم أن أترشح لتمثيل الفرنسيين في الخارج»
هذه  التغريدة التي أطلقتها الفرنسية ذات الأصول الجزائرية  ليلى عيشي عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن كتلة الايكولوجيين على حسابها الرسمي على تويتر يوم 12 ماي الجاري، كانت كافية لتصيب المخزن وأبواقه بحالة من الهلع والهيستيريا وتجلى ذلك بوضوح في تصريحات بعض ما يسمى بالمثقفين المعروفين بقربهم من المخزن وكذا وسائل إعلامية مغربية تعرف بأنها لا تعدو أن تكون مجرد أبواق لنشر الدعاية المغرضة والتضليل الإعلامي وضمن هذه الوظيفة نفسها حاولت هذه المرة تصوير عضو مجلس الشيوخ الفرنسي على أنها منحازة لجبهة البوليساريو ومعادية للمغرب، في حين لم يثبت عن المرأة أنها أبدت أي سلوك في هذا الاتجاه ما عدا انتقادها الموضوعي سنة 2013، أثناء ملتقى نظمه مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس حول قضية الصحراء الغربية أين انتقدت عيشي تحيّز الحكومات الفرنسية المتعاقبة لمواقف المغرب التوسعية في الأراضي الصحراوية المحتلة ولا يعدو أن يكون ذلك مجرد انتقاد موضوعي له ما يبرره على أرض الواقع وموقف شجاع يحسب لها مثلما اعتبر كثيرون انتقاد ماكرون للماضي الاستعماري لبلاده في الجزائر عندما وصف ما حدث بالجريمة ضد الإنسانية بالشجاعة، إلا أن الصحافة الفرنسية لم تتهمه بمعاداة فرنسا كما يفعل الإعلام المغربي مع السيدة عيشي أو ما يفعله أذرع المخزن في باريس التي تحاول تصوير ترشيحها على أنه الجريمة التي لا تغتفر في حين أن لا هذه الدوائر نفسها ولا الإعلام المغربي حركا ساكنا أو أبديا أي حرج عندما اقترح الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند وزيرته للثقافة والإعلام أودري آزولاي ابنة مستشار القصر الملكي المغربي اندريه ازولاي لعضوية اليونسكو رغم أنها معروفة بولائها الأعمى لإسرائيل؟!.
المخزن تصدق فيه الآية القرآنية الكريمة «يحسبون كل صيحة عليهم » فهذا الأخير أصبح يصنف كل من ينتقد سلوكه في الأراضي الصحراوية المحتلة في خانة الأعداء والمتآمرين على وحدته الترابية، كما فعل مع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ليلى عيشي وقبلها  مع الجزائر التي طالما كال لها تهمة افتعال النزاع في محاولة لإنكار وجود الشعب الصحراوي بأكمله، في حين أن محكمة العدل الدولية وفي قرارها الاستشاري الصادر قبل 42 سنة والذي أصدرته بطلب من المغرب نفسه أكدت على وجود هذا الشعب ونفت وجود أي روابط سيادية بينه وإقليم الصحراء الغربية وبين المملكة المغربية، إلا أن ذلك لم يمنع المغرب من احتلال الصحراء الغربية عسكريا.
الجزائر لم تكن وحدها ضحية الهجمات المغربية فبان كي مون وبمجرد وصفه للوضع في الصحراء الغربية بالاحتلال أصبح هو الآخر هدفا مباحا للدبلوماسية المغربية التي حوّلت القضية إلى خلاف شخصي مع شخص الأمين العام الأممي وقام المغرب بطرد المكون السياسي للمينورسو في سابقة لم تشهد الأمم المتحدة مثيلا لها منذ تأسيسها.
إن ترشيح السيدة ليلى عيشي للانتخابات التشريعية لتمثيل الفرنسيين المقيمين في الخارج عن منطقتي شمال وغرب إفريقيا أوجعت المخزن كثيرا وأثبتت فشل دبلوماسيته وكولستها، فهذه الأخيرة كانت تلقت قبل ذلك ضربة أخرى بصدور قرار مجلس الأمن الأممي القاضي بتمديد مهمة بعثة المينورسو لسنة جديدة وإلى ذلك يضاف إعلان أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة أن الأمين العام الجديد السيد انطونيو غوتيريس لديه إرادة قوية لإيجاد حل تفاوضي للنزاع الصحراوي يسمح لهذا الشعب بتقرير مصيره بكل حرية.—