طباعة هذه الصفحة

حقوق الإنسـان تضيــع تحــت ولاية صاحبة نوبل للسلام

ميانمار تواصل مذبحتهـا ضد مسلمــي الروهينغا

حمزة محصول

فصــــول الإبــــادة والتهجــــير متواصلــة في إقليــم أراكـان

تعرضت أقلية الروهينغا المسلمة بمنطقة أراكان (راخين حاليا)، في الأسابيع القليلة الماضية، لواحدة من أبشع حملات العنف والتقتيل والتهجير من طرف جيش ميانمار، ما أدى لسقوط مئات القتلى من المدنيين العزل وفرار قرابة نصف مليون شخص إلى بنغلاديش.
الحملة التي صنفت على أنها “ تطهير عرقي” و«تهجير قسري”، من قبل منظمات دولية، تضاف لتاريخ طويل من العنصرية والكراهية تجاه أقلية الروهينغا المسلمة، المحرومة من حق المواطنة والتعليم والتنمية والعمل.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، استعملت سلطات ميانمار المتعاقبة قبضة من الحديد والنار، لقتل وتعذيب والتنكيل بالروهينغا في إقليم أراكان، بعيدا عن أعين العالم وبتواطؤ فاضح من قبل القوى الدولية الكبرى، غير أن العمليات الأخيرة غيرت السلوك الدولي تجاه المأساة، حيث صدرت ردود فعل قوية ومنددة زادت من تسليط الضوء على ما يجري في المنطقة الواقعة جنوب شرق آسيا.
وشن الجيش الميانماري حملة قمعٍ ضد السكان الروهينغا في البلاد زاعما تعرض مراكز الشرطة وقاعدة للجيش للهجوم في أواخر أوت 2017 من طرف ما يسمى “جيش خلاص روهينغا أراكان”.
ووصف السكان الفارون عبر الأنهار نحو بنغلاديش، والناشطون مشاهد للقوات وهي تقوم بإطلاق النار عشوائيا على رجال ونساء وأطفال الروهيغنا العزل. وقالوا إن الجيش البورمي، استخدم الرشاشات الثقيلة والقنابل المتفجرة، مستهدفا المدنين من مختلف الفئات دون رحمة.
ومنذ اندلاع العنف، وثقت الجماعات الحقوقية حرائق نشبت في 10 مناطق على الأقل من ولاية راخين (أراكان) في ميانمار. وقد فر أكثر من 140 ألف شخص نتيجة لأعمال العنف، فيما حُوصر الآلاف فى منطقةٍ خالية بين البلدين.
بينما عرض الكثيرون من الروهينغا حياتهم للخطر خلال محاولاتهم الوصول إلى ماليزيا بالقوارب عبر خليج البنغال وبحر أندامان. فبين عامي 2012 و2015، خاض أكثر من 112 ألف شخصٍ هذه الرحلة الخطرة.

حاجـز الصمــت ينكســـر

وقدرت الأمم المتحدة أن هناك ما يصل إلى 420 ألف لاجئ روهينغي في جنوب شرق آسيا. بالإضافة إلى ذلك، يوجَد نحو 120 ألف روهينغي من المُشرَّدين داخل ميانمار.وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أن أعداد اللاجئين من الروهينغا المسلمة الفارين من العنف المسلط عليهم بميانمار بلغ منذ 25 أوت الماضي حتى الآن نحو 290 ألف لاجىء. وقال المتحدث باسم المفوضية  فيفيان تان إن “أعداد الأشخاص الذين يصلون إلى بنغلاديش تتواصل في الارتفاع، والمخيمات مكتظة بالفعل باللاجئين، وهناك حاجة ماسة لبناء المزيد من الملاجىء المؤقتة”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة طلبت من السلطات البنغالية توفير المزيد من الأراضي لبناء مخيمات إغاثية جديدة لاستيعاب الفارين الجدد من العنف الدائر في ولاية “راخين”غربي ميانمار.
وكانت مشاهد العنف الفظيع الأخيرة، سببا في تسليط الضوء على معاناة أقلية الروهينغا، أكثر من أي وقت مضى، حيث انكسر حاجز الصمت الدولي الذي طوق القضية لعقود طويلة من الزمن.
وطالبت شخصيات دينية وسياسية بارزة عالميا، بوقف العنف الوحشي ضد مسلمي أراكان، وتقديم المساعدة الضرورية للفارين والناجين من آلة القتل البشعة التي تستخدمها القوات الأمنية لميانمار.