طباعة هذه الصفحة

إفريقيـا تتجنّد لمكافحة الإرهاب

قوة مجموعة الساحل 5 تباشر مهامها نهاية الشهر

فضيلة دفوس

رغم أن الغرب عزّز انتشاره بقوة في منطقة الساحل منذ سنوات، خاصة فرنسا من خلال عملية برخان التي تعد 3000 عسكريا تقريبا، وأمريكا عبر قاعدة للطائرات المسيرة في أغاديز (شمال النيجر) وأيضا  قوة الأمم المتحدة في مالي التي تقدّر بحوالى عشرة آلاف رجل، إلا أن التحدي الأمني لازال يفرض نفسه بقوة في هذه المنطقة، التي تواجه تصعيدا إرهابيا كبيرا، ما جعل الجميع يقتنع بضرورة إشراك جيوش دول الساحل في مكافحة الجماعات الدموية، ومن هنا كان قرار إطلاق قوة عسكرية مكونة من خمس دول، هي موريتانيا ومالي وبوركينا فاسووالنيجر وتشاد، وتضمّ في مرحلة أولى 5000 عسكري.

اقتراح انشاء هذه القوة طرحته فرنسا في جويلية الماضي، لتتملّص من عبء الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب في الساحل مند 2013، تاريخ تفجّر الأزمة في مالي، ولتلقي بالمهمة في مرمى الافارقة مصرّة على أن يتولوا بأنفسهم مواجهة الدمويين، لكن «أفرقة» الحرب على الإرهاب بحاجة الى قوات ذات كفاءة عالية وإلى عتاد حربي قوي وأيضا إلى أموال طائلة وهو ما لا تتوفّر عليه دول الساحل، ما يطرح علامة استفهام كبرى عن النجاح  في تشكيل القوة الخماسية الافريقية  أوّلا، وبعد تشكيلها يبقى السؤال مطروحا عن قدرتها على مواجهة جحافل الدمويين الذين تعززت صفوفهم بالارهابيين الفارين من سوريا والعراق.
ترتيبات لمواجهة العقبات
 انشاء قوة الساحل 5، لا تبدومهمة سهلة بالنظر الى العديد من المعطيات، لعلّ أهمها كلفتها المالية المرتفعة التي تقدّر مبدئيا بـ 423 مليون أورو، والتي جعلت الولايات المتحدة الامريكية تتحفّظ  ولا تتجاوب مع انشائها، لكن فرنسا تتحرك في كل الاتجاهات لتبديد المخاوف وجمع الأموال اللازمة، حيث أعلنت عن مؤتمر للمانحين يعقد في 16 ديسمبر المقبل ببروكسل، وقد حرّكت نهاية الأسبوع الماضي سفراء البلدان الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الى دول مجموعة الساحل 5  لبحث ترتيبات انشاء هذه القوة العسكرية الافريقية لتبدأ نشاطها في الميدان نهاية الشهر التالي، وفي 30 أكتوبر سيعقد وزراء خارج الدول الافريقية المعنية اجتماعا يبحث الدعم الخارجي للمشروع.
رغم العقبات المالية، والتحفظات التي تحيط بها، فإن فرنسا تراهن على رئاستها الدورية الحالية لمجلس الأمن لتشكيل القوة الافريقية، حتى تزيل عن كاهلها عبء الحرب على الإرهاب المتعبة والمكلّفة، فهل ستتشكل هذه القوة في الموعد كما هو مقرّر، وهل ستنجح في أداء هذه المهمة الصعبة ؟ الجواب تكشفه الأيام.