طباعة هذه الصفحة

القمة العربية منتصف أفريل بالدمام

حتمية الارتقاء إلى مستوى التحديات الماثلة بالقضية الفلسطينية

فضيلة دفوس

تلتئم، منتصف هذا الشهر، بمدينة الدمّام السعودية، القمة العربية 29 التي كان من المزمع عقدها في مارس الماضي، وفق ما يوصي به ميثاق الجامعة، لكن تم تأجيلها نظرًا لمصادفة تاريخ انعقادها مع موعد بدء الانتخابات الرئاسية في مصر.
القمة ستعقد في 15 أفريل الجاري، وعلى جدول أعمالها الكثير من القضايا، الأزمات والتحديات التي تواجه البلدان العربية، سواء تعلّق الأمر بحمّام الدّم الذي يغرق بعض الدول، أو بالخلافات التي تعكّر صفو العلاقات بين الأشقاء، أو التهديد الإرهابي الذي استقرّ كالورم السرطاني بجنبات الوطن العربي، إضافة إلى أمّ القضايا العربية؛ القضية الفلسطينية التي تعيش مرحلة صعبة في مواجهة الجلاّد الصهيوني الذي يطلق العنان لجيشه الغاصب ليسفك دماء الأبرياء العزل، وغطرسة أمريكا ورئيسها ترامب الذي قرّر أن ينتزع من الفلسطينيين مدينة القدس ليقدّمها هديّة للصهاينة في ذكرى اغتصابهم فلسطين، ثم في مواجهة «صفقة القرن» التي نسجت خيوطها دهاليز السياسة الأمريكية للإجهاز على الحقّ الفلسطيني في أرضه.
جدول أعمال القمة 29 سيكون مثقلا بهموم بلدان «الربيع الدموي»، في مقدّمتها سوريا الجريحة، التي يصرّح الجميع بحتمية الحل السلمي لأزمتها التي دخلت عامها الثامن، لكن لا أحد يبذل جهدا في سبيل بلوغ هذا الحل، بل ما نشاهده هو صبّ للزيت على النيران الملتهبة، لهذا المطلوب من قمة الدمّام الخروج بموقف صريح وفعّال لمساعدة الأشقاء السوريين على استعادة أمنهم واستقرارهم.
والأمر نفسه ينطبق على الأزمتين الليبية واليمنية. وأعتقد أن حلّ هذه الأخيرة أبسط من الأولى، لأن دولا عربية معنية مباشرة بها.
من جملة المسائل التي ستستحوذ على اهتمام المجتمعين في القمة 29، التحديات الأمنية والخطر الإرهابي، الذي يهدد الكثير من الدول ويحتاج إلى استراتيجية تعاون وتنسيق لدحره، وإلى تفعيل العمل العربي المشترك الذي يسدّ الأبواب أمام التدخلات الغربية المشبوهة والمؤجّجة للخلافات والنزاعات والتوترات.
قمة الدمّام أمام تحدّيات كبيرة والمطلوب من الجامعة العربية، الاضطلاع بمسؤولياتها بما يفرضه ميثاقها، الذي يتألف من ديباجة وعشرين مادة وثلاثة ملاحق. وعليها الارتقاء إلى مستوى هذه التحديات الماثلة بالقضية الفلسطينية، وتطورات الوضع فى سوريا واليمن والعراق وليبيا، ومواجهة قضايا التنمية والتعثر الاقتصادي وخطر التطرف والإرهاب والتشرذم.
لكن السؤال المطروح، هل بإمكان القمة المقبلة أن تواجه هذا الحمل من الهموم والقضايا لتحقّق ما ترجوه الشعوب العربية؟