طباعة هذه الصفحة

وكالة الأمن القومي الأمريكي تتجسّس على زعماء العالم

احتجاج شعبي داخلي وغضب أوروبي من الفضيحة

س / ناصر

قام المئات من الأشخاص بداية الأسبوع بواشنطن بمسيرة حاشدة احتجاجا على مشروع تجسّس سري تقوم به وكالة الأمن القومي وتحميل اسم “بريسم” حيث طالبوا حكومة أوباما بوقف مثل هذه الممارسات.
 كما جمع المتظاهرون أكثر من نصف مليون توقيع ومطالبة الكونغرس بوقف هذا السلوك.
كما أثار برنامج التجسّس الذي قالت الولايات المتحدة إنه هام لمصالحهاالوطنية موجة غضب خارج الولايات المتحدة وكان “إدوارد ستودن” كشف عن وثائق سرية وقد منحته موسكو حق اللجوء المؤقت لمدة سنة واحدة وقد ذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في عدد الأحد الأخير، أن وكالة الأمن القومي الأمريكية ظلت تتجسس على الهاتف المحمول الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ أكثر من ١٠ سنوات، حيث أن رقم هاتفها كان مدرجا على قائمة   خاصة لوحدة تابعة للوكالة الأمريكية للأمن القومي تدعي خدمة المجموعة الخاصة منذ عام ٢٠٠٢، وكان يجري التصنت على هاتف ميركل عبر قاعدة مقرها السفارة الأمريكية في برلين، وقد اتصلت ميركل بالرئيس الأمريكي أوباما لمجرد علمها بمزاعم التجسس يوم الأربعاء الماضي وهو ما دفع أوباما إلى الاعتذار لها وتأكيده أنه لا يعرف شيئا عن قضية التجسس هذه.
وقد استدعت ألمامنيا يوم الخميس السفير الأمريكي لديها على خلفية ما تردّد من أن أمريكا تتجسّس على الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية ميركل وقالت هذه الأخيرة لأوباما، إنها ترى أن مثل هذه الأنشطة حال تأكيدها غير مقبولة تماما، ونفى البيت الأبيض في الحال مزاعم التجسس على مكالمات ميركل وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك قال، إن فرنسا تضغط لإدراج مزاعم التجسّس على حلفائها الأوروبيين في قمة بروكسل وكان لها ذلك كون التجسّس عملية خطيرة وصادمة.
وقد شكّك مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلاير في المعلومات الصحفية التي أوردتها جريدة لوموند، واعتبرها غير دقيقة ومضللة، حيث قالت لوموند إن وكالة الأمن القومي الأمريكي جمعت أكثر من ٧٠ مليون تسجيل لبيانات هاتفية لمواطنين فرنسيين ما بين (١٠ديسمبر٢٠١٢ / ٨ جانفي ٢٠١٣)، وقد طالب فابيوس من نظيره الأمريكي توضيحات بخصوص ذلك.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت مؤخرا ملفات سرية حصلت عليها من المتعاقد مع وكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية “إدوارد ستودن” تفيد بأن الولايات المتحدة تجسست على هواتف ٣٥ من زعماء العالم.
التجسس على رئيسة البرازيل يلغي زيارة دولة ويعطّل صفقة سلاح
وأفاد مستشار كبير بالبيت الأبيض، أن المخاوف المتعلقة بعمليات التجسّس الأمريكي لها تأثير كبير على العلاقات البرازيلية الأمريكية، لكن لم يكن لها تداعيات واسعة النطاق على السياسة الخارجية الأمريكية أو جهود أوباما في تغزيز الصادرات.
وأقر مستشار الأمن القومي الأمريكي “بنرودس” بأن التقارير عن التجسّس الأمريكي على “ديلماروسيف” رئيسة البرازيل قد وتّرت العلاقات بين البلدين ودفعت روسيف إلى إلغاء زيارة دولة لواشنطن وعطلت صفقة سلاح محتملة مع شركة بوينغ قيمتها أربعة ملايير دولار، وصرّح بأن الخلاف مع البرازيل يمثل تحديا فريدا.
 من جهته قال رئيس الوزراء الإيطالي أنريكو ليتا من بروكسل أن ما تردّد بشأن قيام المخابرات الأمريكة والبريطانية بمراقبة الاتصالات التي قامت بها المخابرات دولتين حليفتين لإيطاليا استهدفت الحكومة والشركات، إضافة إلى جماعات إرهابية مشتبه بها.
وكان وزير الخارجية الأمريكي كيري قال لرئيس الوزراء الإيطالي يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة تعمل لتحقيق التوازن الصحيح بين حماية الأمن وخصوصية المواطنين، وفضلا عن التنصت المحتمل من جانب وكالة الأمن القومي الأمريكية قالت اسبريسو في تقريرها أن هناك برنامجا منفصلا أطلق عليه اسم “تمبورا” وتديره مؤسسة الاتصالات الحكومية البريطانية تجسس على الاتصلات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتورني والاتصالات عبر الإنترنت التي نقلت عبر ثلاثة كابلات ألياف بصرية تحت الماء في صقلية.
ومن بين المجالات التي اهتم بها البريطانيون التكنولوجيا العسكرية المتطورة التي قد تضمن صفقات تجارية مشروعة بين إيطاليا ودول عربية.

قمة بروكسل غاضبة  من فضيحة التجسّس

وقد تطرقت قمة بروكسل الأوروبية إلى موضوع تجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية على دول الاتحاد، واجتمع قادة الـ ٢٨، حيث أعرب العديد منهم عن غضبهم الشديد حول فضيحة التجسّس الأمريكي عليهم، وقد طالب الرئيس الفرنسي هولاند بتفسير من أوباما على التجسس على ملايين المكالمات الفرنسية.
وقد أكد قادة الاتحاد الأووربي خلال القمة يوم الجمعة، عدم الثقة في الولايات المتحدة قد يمسّ التعاون في عملية جمع المعلومات الاستخبارية ويضر بالجهود الرامية لمكافحة الإرهاب وحرص زعماء الاتحاد على تقدير العلاقات الوثيقة مع الجانب الأمريكي والتنويه بالعلاقات والشراكة التي تقوم على الثقة والاحترام والاعتماد المتبادل، بما فيها التعاون حول العمليات الاستخبارية والخدمات السرية.