طباعة هذه الصفحة

زمـان...يا زمان

طارق لعزيزي.. القوّة البدنية والتّمركز الذّكي

بقلم: حامد حمور

توّج بكأس إفريقيا للأمم مع المنتخب الوطني في عام 1990 وعمره لا يتجاوز 19 سنة، حيث أبهر الجميع بطريقته في كبح محاولات المنافس وإعطاء قوة للدفاع..إنّه طارق لعزيزي الذي تألق بشكل كبير مع مولودية الجزائر والفريق الوطني.
عشاق العميد يتذكّرون هذا اللاعب الذي يمتاز بمورفولوجية معتبرة، ويتموقع بشكل ذكي في الخط الخلفي، مساهما في صلابة الدفاع حيث حجز مكانه ضمن الأكابر مبكرا حتى أن المدرب المرحوم عبد الحميد كرمالي قرر إعطائه الفرصة وعمره لا يتجاوز 17 سنة.
وفعلا كان محقا في قراره كون لعزيزي قام بدوره، وأصبح قطعة أساسية لدفاع المولودية لسنوات طويلة.
طارق لعزيزي من مواليد 8 جوان 1971 بالأبيار بالعاصمة، بدأ مشواره ضمن أصاغر نادي الأبيار عام 1981، لكنه انتقل في الموسم الموالي الى مولودية الجزائر، لينطلق في مسيرة عرفت ترقية سريعة بالنسبة لهذا اللاعب الذي بالرغم من أنه كان في صنف الأواسط، الا أنه تم ترقيته الى أكابر فريق المولودية عام 1987.
ولعب مقابلات في القمة رغم صغر سنه، حيث أصبح محبوب جماهير المولودية التي تلقّبه بـ «باريزي» أي اللاعب الايطالي الشهير، وبعد مشوار ناجح في المولودية انتقل الى نادي الملعب التونسي في تجربة احترافية عام 1996، وتألق كذلك كونه اختير أحسن لاعب أجنبي في البطولة التونسية. وفي 1998 تحول الى نادي جيلبرليجي التركي في تجربة قصيرة، ليعود في عام 1999 الى المولودية العاصمية بنجاح كبير حيث توج معها بالبطولة الوطنية، وبعد 3 مواسم قرّر لعزيزي التوجه الى البطولة الفنلندية بنادي أتلنتيس لموسم واحد ليعود الجزائر ويمضي لفريق مولودية البويرة، حيث لعب معها لموسمين وأنهى مشواره كلاعب في عام 2005.
نجاح لعزيزي كان واضحا في النادي، الأمر الذي جعل استدعاءه للمنتخب الوطني يكون بمثابة ثمرة لهذا النجاح، واستدعي لصفوف «الخضر» مبكرا في عام 1989 ولعب كأس افريقيا بالجزائر 1990 وتوّج بلقبها رفقة لاعبين مميّزين على غرار ماجر، مناد، عماني، شريف الوزاني...وشارك 3 مرات في كأس افريقيا للأمم بعد ذلك عامي 1992 و1996، والكل يتذكر الهدف الذي سجله في مرمى منتخب جنوب افريقيا عام 1996 بطريقة مميّزة.
كما أنّ لعزيزي توّج بالكأس الأفرو-آسيوية، وسجل هدفا أمام المنتخب الإيراني عام 1991...إنّها محطات هذا اللاعب الذي استدعي 60 مرة للمنتخب الوطني في الفترة ما بين 1989 و1998، فقد اعتمد جل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للفريق الوطني على الامكانيات البدنية والفنية لهذا اللاعب، الذي شكّل ثنائيا مميّزا مع مراد سلاطني في الدفاع.