طباعة هذه الصفحة

مدير الوكالة الولائية للتّشغيل بباتنة:

نحرص على شفافية في عروض العمل

باتنة: حمزة لموشي

تعتبر الوكالة الولائية للتشغيل بولاية باتنة من بين أهم الوكالات وطنيا في تحقيق نسب تشغيل مرتفعة، حيث قطعت أشواطا كبيرة في التكفل بطالبي الشغل من مختلف الفئات وفي جميع التخصصات خاصة خلال العام الجاري 2019، الأمر الذي سمح بتسجيل تحسن كبير في الخدمات المقدمة من طرف الوكالة بفروعها الثمانية الموزعة عبر كل إقليم الولاية حسبما أفاد به مدير الوكالة السيد عصام بن عدودة.

اعتبر بن عدودة أن مصالحه تبنت نهجا اقتصاديا مغايرا وإستراتيجية واضحة وفعالة في التشغيل عن طريق الوكالة بالولاية، ترتكز على دعم النشاط الاستثماري وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة في التشغيل بتوظيف خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني، حسبما أفاد به خلال لقاء جمعه بجريدة «الشعب»، مؤخرا.
وقد أشار مدير الوكالة الولائية، السيد عصام بن عدودة، إلى أن مسار العصرنة في مجال التشغيل والذي تم الشروع فيه منذ سنوات، في إطار إستراتيجية الوزارة الوصية الخاصة بخفض نسبة البطالة من خلال إدماج العديد من طالبي العمل واستحداث مؤسسات مصغرة في مختلف القطاعات التي يعول عليها في تحقيق النجاعة الاقتصادية والمرور بالاقتصاد المحلي نحومرحلة أخرى مبنية على خلق بدائل ثروة جديدة، حيث حققت الوكالة ما نسبته 40 بالمائة من الهدف السنوي المسطر في مجال التشغيل ما يعادل  توفير 3600 منصب شغل من مختلف الصيغ إلى غاية الشهر المنصرم.
 ونوّه بن عدودة  بمختلف البرامج والإجراءات الفاعلة التي أطلقتها الدولة لترقية التشغيل وتقليص معدل البطالة، وكذا معالجة اختلالات سوق العمل والعوائق التي تواجه بعض طالبي العمل، من خلال الوكالة الولائية للتشغيل وهي الهيكل الذي أخذ على عاتقه في كل ولاية تنفيذ البرامج الخاصة بإدماج وتشغيل الشباب، مع المساعدة على إنشاء مؤسسات مصغرة لتشجع الاستثمار الذي يعد عاملا أساسيا لخلق فرص عمل دائمة وكثيفة على المدى المتوسط والبعيد مما يساهم في تقليص البطالة في ظل الطلبات المتزايدة على التشغيل.
وتسعى الوكالة التي تعتبر نموذجا وطنيا في المجال إلى تفعيل دورها كوسيط بين طالبي العمل والمؤسسات الاقتصادية، من خلال  تنفيذ إستراتيجية المديرية العامة ومعها الوزارة الوصية، حيث وقفنا خلال زيارتنا العديدة لوكالة ولقاء مسؤولها الأول السيد بن عدودة وبلغة الأرقام على تحول دور الوكالة من المرافقة المهنية إلى مرافقة التنمية المحلية من خلال خلق الثروة وفتح آفاق جديدة للتشغيل.
وفصل المصدر في هذه النقطة بالتأكيد على ان الوكالة الولائية لباتنة تقوم بالربط بين المؤسسات العاملة على المشاريع الكبرى واليد العاملة المؤهلة والمتمثلة في طالبي العمل مستدلا بتجربة الوكالة مع مجمع «قلوبال موتورز» لصناعة السيارات من خلال الاتفاقية التي تم توقيعها معهم منذ مدة لتوفير2500 منصب عمل مؤهل.
وقيّم بن عدودة نشاط الوكالة الولائية للتشغيل للأربعة اشهر الأولى لسنة 2019 بتسجيل تحسن كبير من حيث نوع النشاط، خاصة بعد إدخال تكنولوجيا الإعلام والاتصال على تسيير الوكالة والتقرب من طالبي الشغل على غرار النجاح في عملية إعادة إدماج المحبوسين، حيث تم وضع برنامج مع المصلحة الخارجية لإدارة السجون يتضمن مرافقة المحبوسين على مستوى المؤسسات، إضافة إلى تسهيل عملية تسجيلهم كطالبي شغل على مستوى الوكالات المحلية، حيث أطلقت الوكالة ورشات كثيرة للتعريف بتقنيات البحث عن عمل من خلال إعداد سيرة ذاتية، رسالة تحفيز، جرد الكفاءات والإعداد لمقابلة مهنية، وبذلك يمكن لهذه الفئة الولوج في عالم الشغل كل حسب مؤهلاته وكفاءاته كما يمكنهم الاستفادة من برامج التشغيل التي تقررها الدولة وفق شروط التأهيل لكل جهاز، حيث استفاد من هذه الورشات قرابة 3000 طالب شغل، يضيف بن عدودة.

 انفتاح على المحيط والشّركاء

وبالحديث عن حصيلة العام الماضي، فأشار المدير إلى تحقيق نسبة 124 بالمائة من أهداف صيغة الكلاسيكي بتوفير 11429 منصب، توزعت بين 360 منصب في القطاع الفلاحي و1974 في قطاع البناء والأشغال العمومية، و5156 منصب شغل في قطا الصناعة و3939 في قطاع الخدمات.
وفي صيغة العقود المدعمة «ستيا» المطلوبة بكثرة فتم توفير1359 منصب بنسبة نجاح فاقت الـ 247 بالمائة، بين القطاعين العمومي بـ 253 منصب والخاص بـ 1106.
وقد ساعد على هذا النجاح تفعيل السياسة الإعلامية للوكالة، بعد الانفتاح على المجتمع والشركاء بتسهيل الحصول على المعلومة وتقديمها في وقتها لمستخدميها سواء طالبي العمل أوالمستخدمين من مؤسسات عمومية أو خاصة، على غرار إذاعة الأوراس المحلية والحرص على التواجد في الصحافة المكتوبة وكذا الصفحة الرسمية في الفضاء الأزرق والتي يتم خلالها إشهار عروض العمل التي تستقبلها الوكالات وكذا النشاطات التي تقوم بها كل وكالة ناهيك عن الإعلانات المتعلقة بكل ما هوجديد فيما يخص قطاع التشغيل، في إطار الشفافية يتم من خلالها التواصل مع جميع شرائح المجتمع، في شفافية لم تشهدها الوكالة من قبل، الأمر الذي ساهم يضيف بن عدودة في خلق جسور ثقة أكثر بين الوكالة وطالبي الشغل ويظهر ذلك حسبما وقفنا عليه بوكالة باتنة الـ 8 من خلال الاستقبال الحسن بالوكالات والتوجيه المهني الجيد للشباب.
ولتقريب نشاط الوكالة أكثر من الشباب المتحصلين على شهادات سواء جامعية أوشهادات التكوين المهني قامت الوكالة بتنظيم أكثر من 571 ورشة على مستوى وكالاتها خلال سنة 2018، سجلت حضور 2371 طالب جامعي و3096 متربص تكوين مهني و485 شاب بدون تأهيل، تلقوا تكوين وشروحات وتوجيهات حول كيفية كتابة السيرة الذاتية، كيفية التحضير للمقابلات المهنية وكيفية إجراءها، تقنيات البحث عن عمل.
وبخصوص طالبي الشغل الذين لم يتم توجيههم في عروض العمل بسبب تخصصاتهم غير المطلوبة في سوق الشغل لدى المؤسسات الاقتصادية، خاصة تخصصات التعليم والعلوم الإنسانية وبعض تخصصات التكوين المهني مثل الحلاقة، الطرز،السكريتاريا وغيرها من التخصصات التي تعرف بطاقية الوكالة تشبعاً فيها، دعا المصدر المعنيين إلى أجهزة التشغيل الأخرى على غرار «اونساج» و»كناك» و»أونجام».
والجدير بالذكر في الأخير، أن وكالة التشغيل بباتنة تكتسي أهمية كبيرة باعتبارها مرفقا عموميا مكلفا بتسيير وضبط سوق الشغل وضمان الوساطة ما بين الطلب وعروض العمل، حيث شدد بن عدودة في هذا السياق على ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى عصرنة الوكالة وتعزيز هياكلها الجوارية وتحسين خدماتها، مشيدا في نفس الوقت بالجهود المبذولة من طرف عمال وإطارات الوكالة من أجل ضمان الخدمة العمومية والتكفل الأمثل بالمواطنين، لاسيما الشباب طالبي الشغل.