طباعة هذه الصفحة

إضراب يلقي بظلاله على العملية بتيبازة

80 عونا لمراقبة 1074 تاجرـ

تيبازة: علي ملزي

كشفت مديرية التجارة لولاية تيبازة عن قوائم التجار المعنيين بالمداومة يومي عيد الفطر في مختلف النشاطات وبمختلف البلديات، بحيث أحصت هذه الأخيرة 1074 تاجر مداوم من بين 3539 تاجر مقيدين ومسجلين بالسجل التجاري على مستوى الولاية، وجنّدت لهذه العملية 80 عونا لمباشرة عمليات المراقبة.

غير أنّ الاشكال القائم في هذه العملية الروتينية التي تتجدّد عبر مختلف مواسم الأعياد يكمن في تزامن عي الفطر لهذه السنة مع فترة اضراب اعوان الرقابة، وهو الاضراب الذي شرع فيه منذ الأيام الأولى لشهر رمضان بوتيرة 4 ايام في الأسبوع من الأحد الى الأربعاء، بحيث شرع أعوان الرقابة بولاية تيبازة فعلا في اضرابهم بداية الأسبوع الجاري وبلغت نسبة الاضراب اكثر من 70 بالمائة لتلقي هذه القضية بضلالها واسعة على برنامج مداومة التجار يومي العيد لاسيما حينما يتعلق الأمر بالتخصصات الأكثر طلبا وارتباطا بالاستهلاك المناسباتي، كما يفترض بأن يكون إضراب اعوان الرقابة المتجدد بصفة ألية أسبوعيا الى غاية الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتحسين الظروف المهنية وراء خفض عدد التجار المداومين من 1722 تجارا خلال عيد الفطر للعام الفارط الى 1074 تاجرا خلال السنة الجارية في حين كان عدد هؤلاء يرتفع بصفة آلية من مناسبة لأخرى على مدار عدّة سنوات خلت.
وبلغة الأرقام فقد علمنا من مصلحة تنظيم وملاحظة السوق بالمديرية الولائية بأنّ نسبة التجار المداومين توقفت هذه السنة عند حدود 30,34 بالمائة من العدد الاجمالي للتجار المسجلين بالسجل التجاري في حين بلغت هذه النسبة حدود 49 بالمائة العام المنصرم، وبلغت نسبة التجنيد بنشاط الخبازة 80,14 بالمائة بتكليف 109 خبازا بمزاولة النشاط من بين 136 خبازا مسجلا ويبقى عدد المخابر المعنية بالمداومة مع ذلك محدودا، ولا يلبي الحاجة المعبّر عنها خاصة حينما يتعلق الأمر بمناسبة يعتبر فيها الخبز مادة يكثر عليها الطلب فيما توقف عداد تجار المواد الغذائية والخضر والفواكه عند نسبة ضئيلة بتجنيد 546 تاجرا من بين 2515 تاجرا مسجلا، وبلغت نسبة المداومة بالنشاطات الأخرى حدود 46,96 بالمائة من خلال تكليف 415 تاجرا بالمداومة من بين 884 تاجرا مسجلا.
وفيما يتعلق بالنشاطات الاستراتيجية والمتعلقة بالمواد الأكثر استهلاكا والمدعمة من طرف الدولة من حيث سعرها، فقد ارتأت مديرية التجارة تعميم المداومة على مجمل المؤسسات التجارية النشطة في هذا المجال، بحيث تمّ تكليف مطحنتين بمزاولة النشاط على غرار ملبنتين في بادرة تهدف الى توفير قدر محترم من المواد الاستهلاكية للمستهلكين على مدار يومي العيد، فيما لم تشر مصادرنا الى مداومة محطات تقديم خدمات التزود بالوقود على غرار ما حصل خلال سنوات خلت، مع الاشارة الى كون تلك المحطات يشهد نشاطها تذبذبا نسبيا خلال المناسبات الدينية من كل سنة، لاسيما تلك التي تتبع القطاع الخاص بالنظر الى نقص الوقود أوركون العمال للراحة في الكثير من الحالات، ويفترض بأن تبقى مناسبة العيد لهذه السنة مماثلة للسنوات الفارطة، ولا تشكّل استثناء بالنظر الى تشابه المعطيات الميدانية وعدم حصول طفرة نوعية في القطاع.
ولأنّ الأمر يحتاج الى متابعة ومراقبة صارمة من طرف أعوان مصالح التجارة لغرض ضمان سير أحسن للعملية فقد جنّدت ذات المصالح 80 عونا خلال يومي العيد لضمان المراقبة من بينهم 71 عونا يشكلون 36 فرقة يرتقب بأن تنتشر بالميدان للتأكّد من مدى التزام التجار بالمداومة فيما سيقبع عونان بالمديرية الولائية للاشراف على العملية ولائيا بالتنسيق مع 7 أعوان آخرين، يفترض بأن يتم تجنيدهم على مستوى المفتشيات الاقليمية لمصالح التجارة بالولاية ، وهو التنظيم الهيكلي الذي تراه المصالح التجارية مناسبا للتدخل المناسب في الزمان والمكان لضمان سير أمثل للمداومة، ناهيك عن توفير المعلومة للجهة المعنية ولائيا ووطنيا بالسرعة القصوى.
تجدر الاشارة الى كون مجمل تجار الولاية كانوا قد التزموا ببرامج المداومة المعتمدة خلال مناسبات الأعياد الدينية للسنوات الفارطة، حسب ما أشارت اليه مصادرنا من المديرية المعنية، ومن ثمّ فلم تسجّل أية متابعات قضائية ضد التجار ففي هذا المنحى وفقا لما تنص عليه القوانين السارية المفعول باستثناء بعض الحالات الشاذة التي تمّ الفصل فيها في حينها بالنظر الى حصول سوء تقدير من طرف هذه الجهة أو تلك، وتأمل مديرية التجارة بالولائية بأن يواظب التجار على هذا النهج، ويلتزموا ببرنامج المداومة خدمة للمستهلك وللصالح العام.