طباعة هذه الصفحة

منتخبو عين الدفلى يشرّحون ظاهرة الوقفات المطلبية

ضرورة الإصغاء للإنشغالات والالتزام بها

عين الدفلى: و ــ ي ــ أعرايبي

لازالت ظاهرة الوقفات تسجّل ببعض بلديات ولاية عين الدفلى على قلّتها ومحدوديتها من بين النّقاط التي تلقى استياءً من طرف أغلبية السكان، الذين يعتبرون ذلك بالتصرف المعزول الذي تكون وراء فئة قليلة لا تمثل أبناء البلدية بكل مداشرها، الأمر الذي يجعل حكمة التعامل والتحاور بين هؤلاء والمنتخبين مسألة ضرورية لتفادي التفاقم وتعطيل مصالح غالبية السكان، يقول من تحدّثوا إلينا.
 بحسب التّصريحات التي سجّلناها من خلال الأحداث التي عرفتها 4 بلديات بولاية عين الدفلى، فإنّ غياب التحاور والتعامل الرزين والحكيم بين المنتخبين، وهذه الفئات القليلة التي عادت ما تلجأ إلى غلق مقر البلديات أو تنظيم وقفات أو قطع الطريق كرد فعل على صراعات بداخل المجلس البلدي، والتي عادة ما تعود إلى حسابات مصلحية لا تمت بانشغالات السكان، أو تكون لأسباب تتعلق بالطابع التنموي والمعاناة والنقائص المسجلة هنا وهناك بفعل عدم فهم سير المشاريع، والمدة التي تستغرقها سواء مع الإجراءات الإدارية القانونية التي تتطلبها عملية تجسيد هذه العمليات، حسب ما سجلناه من مواقف للسلطات الولائية والمنتخبين المحليين وكذا مسؤول المديريات، وكذا العارفين بالشأن التنموي وطبيعة تحقيق هذه المشاريع.
فبخصوص وقفات السكان بخميس مليانة عن قائمة توزيع السكنات الإجتماعية التي تفوق أزيد من 1200 وحدة سكنية، فإن عدم تقرب المنتخبين واحتكاكهم بالسكان طالبي السكن الإجتماعي أو الإصغاء لإنشغالاتهم خاصة أولئك الذين لم تشملهم القائمة، كان وراء استمرار عملية الإحتجاج حسب العارفين بالشأن الإداري أو من زملائهم ببلديات أخرى لم تشهد مثل هذه الظواهر.
هذه الوضعية تطلّبت تدخل الوالي بن يوسف عزيز، الذي استقبل مرارا ممثلي السكان وفتح معهم نقاشا وجلسات انتهت برفع وتجميد الإحتجاج، وتكفل ذات المسؤول الولائي بدراسة ملفات طالبي السكن، ووزّعت بطريقة لقيت رضا أغلبية المحتجين وسكان المنطقة، الذين استفادوا من الحصة المسلمة وفي انتظار حصص أخرى يجري انجازها.
أما ببلدية تاشتة التي غلق مقرها وعطّلت مصالح المواطنين، حدث في فترة وجود رئيس البلدية لخضر مكاوي في عطلة سنوية، الأمر الذي جعل بعض المحتجين يغتنمون الفرصة ويقدمون على هذه الحادثة التي لقيت استنكارا من طرف سكان ومداشر البلدية 18 قرية ريفية. وبحسب تصريحات السكان فإنّ المنتخبين الذين أسندت لهم مهمة التسيير في غياب رئيس البلدية لم يقوموا بالدور المنوط بهم، الأمر الذي مكّن «مير» تاشتة لخضر مكاوي حسب قوله من الدخول في حوار، والإصغاء لما يطرحه المحتجون على قلتهم حيث تم ضبط آليات التعامل اليومي وتوضيح خطة وعمل البرنامج التنموي وطريقة تحقيقه، والمدة التي يستغرقها والمناطق التي يمسها ضمن مبدأ الأولويات التي حددتها السلطات الولائية لفائدة السكان، خاصة بأولاد بن يوسف الذين يستفيدون من مشروع الماء الشروب والسكن على شطرين، وتحقيق المدرسة الإبتدائية والمرافق الإدارية والخدماتية التي تدخل ضمن مسألة تعويض وتحويل هؤلاء إلى منطقة آمنة من خطر سد كاف الدير الرابط بين ولايات الشلف، تيبازة وعين الدفلى. هذا التعامل والتقرب من السكان المحتجين مكّن من تجاوز استمرار تلك الإحتجاجات التي قام بها فئة قليلة جدا، حسب ما عايناها بذات البلدية.
أما بخصوص غضب السكان ببلديتي العطاف وعريب، فقد كانت المطالب تتعلق بالجانب التنموي والتكفل بالإنشغالات المطروحة التي رفعها هؤلاء، فبمنطقة الشيخ بن يحيى ببلدية العطاف كانت الفيضانات الأخيرة التي عرفتها الناحية القطرة التي أفاضت الكأس، حيث اقتحمت المياه بذات الحي وأتلفت 5 هكتارات من المزروعات الخاصة بزراعة البسباس لأحد الفلاحين الذي كان يشغّل عشرات العمال. هذه الحادثة أغضبت السكان الذين طالبوا بتدخل البلدية، وساعدتهم في القيام بأشغال التهيئة وتجديد قنوات الصرف الصحي.
 وفي غمرة هذه الحادثة، زارهم رئيس المجلس البلدي ودخل معهم في مناوشات كلامية تأثّر منها ذات المنتخب، الذي قام على الفور وحرّر رسالة استقالة وجّهها للوالي، حسب قوله وهو ما اعتبرها السكان تهربا من المسؤولية وعدم معالجة الأمر عن طريق الحوار والإصغاء بهدوء مع الحجة الإقناع، في وقت تحرّك نائبه محمد بوجلة رئيس البلدية بالنيابة بحكمة مكّنته من امتصاص غضب السكان والإصغاء إليهم وتحديد الاولويات التنموية للناحية، معتبرا التعامل والإستماع للإنشغالات مكسبا وتوطيدا للعلاقة ومد جسور التواصل بين السكان المحتجين والمنتخب، الذي يبقى قوة وضمان للتسيير المنسجم الذي اعتبره بوجلة نابع من حنكة وتجربة المنتخب وقدرته على التعاطي والتعامل الحكيم الذي يضمن السير الحسن للمجلس ولانشغالات المواطن، يقول محمد بوجلة المعروف بتجربته وحنكة تسييره بالبلدية.
وفي المقابل تمكّن رئيس بلدية عريب من تجاوز الوقفة التي شنّها بعض سكان المنطقة، الذين رفعوا مطالب التكفل التنموي وهو ما عجّل برئيس المجلس البلدي الحاج علا أوفقير للدخول في لقاء وحوار مباشر، مستعملا حكمته كونه عضو مجلس الأمة سابقا ممثلا للولاية، هذا التعاطي والتعامل فوت الفرصة على بعض الذي لم يطلعوا على جهود الولاية في البلدية والبرامج المخصصة، والتي سجلت هنا وهناك على الأحياء والمداشر، وهو ما أراح السكان وأعاد المياه إلى مجاريها، حسب ما علمناه من ذات المنتخب الذي نوّه بالدعم الذي تقدّمه السلطات الولائية لفائدة سكان منطقته، يقول محدثونا بعين المكان.