طباعة هذه الصفحة

ممثّلو مؤسّسات إعلامية بتيبازة يجمعون:

الإعلام الجواري يعاني من التّضييق والتّهميش

تيبازة: علي ملزي

أجمع معظم مراسلي المؤسّسات الاعلامية بتيبازة، على أنّ الاعلام الجواري لم يبلغ بعد مستواه المأمول، ولا يزال يتخبّط في جملة من العوائق والصّعاب التي تحدّ من وتيرة ممارسته على أرض الواقع، بحيث يقتضي الأمر في الغالب نسج علاقات شخصية قوية مع مصادر الخبر للتمكن من الظفر بالمعلومة في آوانها.

 أكّد العديد من المراسلين الممارسين في الميدان على أنّ ما يروّج له حول حرية الوصول إلى مصدر الخبر يبقى مجرّد حديث السنة، وحبر على ورق لا غير وأنّ افتكاك المعلومة من مصدرها لا يزال يستلزم جهودا أكبر وتضحيات أجدر تليق بمقام السلطة الرابعة، وتترجم في الواقع إرهاصات مهنة المتاعب، ومن ثمّ فلا يزال مبتغى ردّ الاعتبار للاعلام الجواري يتطلّب مزيدا من المثابرة والتصدي للاعلام المزيف الذي تؤطّره العديد من الصفحات الفايسبوكية.

مراسل وكالة الأنباء الجزائرية:

الممارسة الإعلامية المحليّة بعيدة عن المستوى المطلوب

يعتقد مراسل وكالة الأنباء الجزائرية هشام همال، بأنّه بالرغم من أنّ التوجه العالمي للاعلام يسير نحو الجوار، ويجعل من المعلومة الجوارية أحيانا تتصدّر الأخبار العالمية على غرار حادثة سقوط العياشي في بئر بإحدى قرى المسيلة، إلا أنّ الممارسة الاعلامية محليا تبقى بعيدة عن المستوى المطلوب، وتبقى رهينة أخبار الاثارة والأحداث، ما يفتح الباب واسعا أمام الأخبار المزيّفة أحيانا بداعي السّبق المزعوم، وأخبار الاستفزاز أحيانا أخرى أو أخبار تمس بشرف العائلات والأشخاص دون أدنى مراعاة لخدمة إعلامية ذات منفعة عامة. والمؤسف أنّ واقع المراسل الصحفي يجعله مجبرا على اعتماد أيّ طريقة لجلب الخبر، في ظل غياب الإعتبار اللازم من بعض أرباب العمل الذين لا يولونه الاهتمام اللازم.
من جهة أخرى، تبقى أغلب المصادر الإخبارية المحلية، رسمية كانت أو غير رسمية، تتعامل مع المراسل المحلي بحساسية مفرطة، دون مراعاة للعلاقة التي يفترض أن تكون مهنية تسود فيها نوع من الثقة المتبادلة، على اعتبار أنه شريك أساسي في كل مبادرة محلية تنموية لإيصال الرّسالة الصحيحة، ولا يحظون بحماية اجتماعية وعقود عمل محترمة تكفل لهم حقوقهم وواجباتهم، فيما تبقى بعض المؤسسات الاعلامية لا تعتمد في أغلب الأحيان على الكفاءة في انتقاء مراسليها، لذلك تحوّلت هذه المهنة الى مهنة من لا مهنة له، بحيث أضحى الحديث عن أخلاقيات المهنة والضوابط المهنية يتنافى تماما عن واقع الصحافة المحلية.
 أما عن المخرج لمعالجة هذا الواقع المرير، فيؤكّد ممثل وكالة الأنباء الجزائرية بأنّ الأمر يتعلق بمسؤولية مشتركة بين المؤسسات الاعلامية المدعوة لترقية مستوى مراسليها مهنيا واجتماعيا، والسلطات العمومية المعنية بسنّ قوانين واضحة تأخذ في الحسبان مهنة المراسل الصحفي، التي تبقى مغيّبة في مجمل القوانين المنظّمة لقطاع الاعلام، وتبقى هذه الخطوات جدّ مهمّة ومستعجلة قبل أن تستفحل ظاهرة الانتشار العشوائي للإعلام الهاوي، الذي أضحى ناطقا باسم الاشاعة الهدّامة، ومروّجا قذرا للمعلومة المغلوطة في ظلّ غياب رقابة دقيقة عليه.


مراسل يومية «HORIZONS»:

هناك حساسية تجاه الإعلاميّين

أكّد مراسل يومية «أوريزون» النّاطقة بالفرنسية عميروش ـ ل، على أنّه كثيرا ما تطرح اشكالية جلب المعلومة في الوقت المناسب ممّا يؤثّر سلبا على طبيعة الخبر ويجبر المراسل احيانا على تغيير زاوية المعالجة للتمكن من توصيل الفكرة للقارئ، ويرى محدّثنا بأنّ بعض مصادر الخبر لا تزال تحتفظ بقدر كبير من الحساسية تجاه الاعلاميين، وتتعامل معهم بحذر بدلا من اعتبارهم شركاء في بعث وترقية التنمية المحلية، وما يؤسف له كثيرا كون المراسل الصحفي يبقى مطالبا بنسج شبكة قوية من العلاقات الشخصية مع أقطاب مصادر الخبر للتمكن من جلب المعلومة في اوانها وبأقصر فترة زمنية ممكنة، فيما يجد المراسل الصحفي كإعلامي وكفى صعوبات جمّة للحصول على الخبر اليقين لا لشيء إلا لكون مصادر الخبر ألفت التعامل مع أشخاص لا مع الاعلاميّين.

مراسل جريدة الخبر:

حريّة الوصول إلى مصادر الخبر مجرّد حديث السنة

يعتقد مراسل جريدة الخبر بأنّ المراسل الصحفي يعيش في دوّامة غير مأمونة لأسباب متعدّدة، كون ما يشاع حول حرية الوصول الى مصادر الخبر مجرّد حديث السنة وفقط ولا علاقة له بالواقع، ولا يزال المراسل الصحفي يعاني من إشكالية كانت مطروحة منذ عقود خلت، تتعلق بصعوبة الوصول الى مصادر الخبر لاقتناء المعلومة الكاملة والصحيحة بفعل تهرّب المسؤولين من تحمّل مسؤولياتهم كاملة تجاه قطاع الاعلام، ومن ثمّ فقد أضحى المراسل الصحفي مطالبا بنسج شبكة علاقات تمكنه من افتكاك أكبر قدر من المعلومات في آوانها.
وحسب سليم بن شامة دائما، فقد أسهم هذا الواقع المرير في انتشار فظيع للاعلام المزيف المعتمد على الصفحات الفايسبوكية المجهولة، والأدهى من ذلك كلّه جنوح العديد من المسؤولين الى التعامل مع الاعلام المزيف بالتوازي مع التهرّب من التعامل مع الاعلام الرسمي لحاجة في نفس يعقوب، ليتحول الاعلام المزيف بذلك بديلا قائما للاعلام الرسمي، وأضحت مطالبة السلطات المعنية بالتضييق على مروجي الاشاعة ومسيري الصفحات الفايسبوكية المجهولة بترسانة من القوانين القابلة للتطبيق على أرض الواقع يفرض نفسه في الوقت الراهن.

رئيس تحرير الاذاعة المحليّة بتيبازة:

كل التّسهيلات نجدها لدى السّلطات المحليّة

يعتقد رئيس تحرير الاذاعة المحلية بتيبازة حسان زيتوني، بأنّ الاذاعة الجوارية تعتبر من بين وسائل الاعلام الأقرب إلى منافذ الخبر بحكم تعاملها الدائم مع الجهات التي تزود الصحفي بالمعلومة، وهو ما لا نجده أحيانا عند وسائل إعلامية أخرى، وبالرغم من ذلك فالعلاقة مع مصادر الخبر هي علاقة أخذ وعطاء، فكل التّسهيلات نجدها من طرف السلطات الولائية التي لا تبخل في التعاون مع الاذاعة لاعتبارات عديدة، إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من الجزم بأنّ صاحب القرار في أي إدارة من الادارات أو مؤسسة من المؤسسات هومن يصنع الفارق في مدى تعاونه مع أي وسيلة إعلامية من عدمه، فقد يتميز مثلا مدير من المديرين أو رئيس بلدية أو دائرة بتجاوبه الجيد والسريع مع الاذاعة أو غيرها من وسائل الاعلام، كما قد يتميز آخر بالثقل في منح المعلومة أو تأجيلها في وقت آخر قد لا يخدم الصحفي.
ويفسّر حسان زيتوني هذه التّصرّفات بكونها تهربا من الواقع، كما يمكن أن يكون هذا هوالواقع ذاته الذي يعكس وجود صنّاع قرار في أي مكان لا يجيدون التواصل مع وسائل الاعلام، إلا أنّه بالرغم من ذلك يضيف حسان زيتوني «يبقى أن نؤكّد بأنّنا نسعد كثيرا عندما يبحث أي مسؤول عن طريقة يتواصل بها مع المواطن مرورا بالاذاعة وبطلب منه، كما يفرحنا أيضا أن يتفهّم أي مسؤول دور أي وسيلة إعلامية، ويرد على إنشغالات الصحفيين التي تعتبر في آخر المطاف من انشغالات المواطن. ما يحزننا عدم التواصل الجيد مع وسائل الاعلام، وهو دلالة بنظري على ضعف تسيير قطاع من القطاعات على اعتبار عدم وجود سياسة واضحة تعنى بالتواصل مع المواطن عبر وسائل الاعلام في برنامج عمل أي جهة كانت بالتوازي مع بقاء مختلف وسائل الاعلام منبرا يعبّر من خلالها المواطن عن انشغالاته اليومية».