طباعة هذه الصفحة

رئيس المكتب الولائي للنقابة الوطنية للأطباء الممارسين بتيبازة:

ثقافـة الوقايـة الحلقـة الأضعــف في مكافحـة الأوبئـة

تيبازة: علي ملزي

كشف رئيس المكتب الولائي، بتيبازة، للنقابة الوطنية للأطباء الممارسين للصحة العمومية، الدكتور محمد سواس، أنّ المرحلة التي نمر بها حاليا فيما يتعلق بمجابهة فيروس كورونا المستجد 2019 تقتضي ايلاء القسط الأكبر من الاهتمام للوقاية، إلا أنّ الواقع المعيش يشهد بأنّ التثقيف الصحي لا يزال يشكل الحلقة الأضعف في هذا المسار.
أكّد الدكتور محمد سواس على أنّه لا داعي للفزع والتهويل حاليا خاصة من لدن وسائل الاعلام المطالبة بنشر التوعية والتحسيس والتثقيف الصحي بالدرجة الأولى، بعيدا عن أوجه التخويف والتضخيم لاسيما وأنّ نسبة الوفيات بهذا الفيروس لا تتجاوز حدود 5 بالمائة من جملة المصابين بحسب الاحصائيات المتداولة، وهي ترتبط بالحالات المعقدة لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، مشيرا الى أنّ مرض الأنفلونزا الموسمية يفتك بالمصابين أحيانا أكثر مما حصل مع فيروس كورونا وكذلك الأمر مع أنواع أخرى من الأوبئة، ومن ثمّ وجب الاهتمام بجدية بالجوانب المتعلقة بالوقاية أكثر من التخويف بفزاعة الوباء، بحيث يمكن أن يساهم الغسل المتكرر لليدين من منع الاصابة بنسبة قد تصل الى 50 بالمائة، فيما تبقى النسبة المتبقية مرتبطة بنظافة المحيط والمأكل والملبس والتغذية المتوازنة التي توفر للجسم مناعة قوية بالتوازي مع ممارسة الرياضة.

حالة استنفار قصوى

وعن وضعية المؤسسات الصحية بالولاية، أشار محدثنا الى أنّها وضعت جميعها في حالة استنفار قصوى على مدار الفترة الأخيرة ولا تزال كذلك مع تكثيف لقاءات التشاور وتبادل الأفكار والمعلومات على مستوى مديرية الصحة والسكان وعلى مستوى المؤسسات الصحية في بادرة تهدف الى بعث روح الاستعداد والتضحية لدى الأطقم الطبية المعنية باليقظة والحذر من كل التطورات غير السارة بالتوازي مع توفير مجمل الوسائل المادية والبشرية التي يمكن توفيرها للتصدي لمثل هذه الحالات وخاصة على مستوى الاستعجالات الطبية للمستشفيات التي تحوي جميعها على فضاءات للعزل وكذا للانعاش الصحي، ولا تزال مختلف المؤسسات الصحية في حالة استنفار وترقب لكل ماهو جديد لاسيما وأنّ التعليمات الرسمية من الوزارة الوصية لا تزال ترد إليها تباعا وبدون انقطاع.
وفي السياق ذاته، أشار الدكتور محمد سواس الى أنّ مختلف الإجراءات المتعلقة بالتكفل بالحالات المحتملة تمّ تحديدها على أرض الواقع من خلال تهيئة أجنحة الاستعجالات على مستوى العيادات متعددة الخدمات مع ارسال الحالات المشتبه فيها الى الاستعجالات الطبية للمستشفيات الجهوية التي تتكفل هي الأخرى بعمليات العزل والحجر الصحي وارسال عينات من الدم للتحليل بالمخبر المرجعي بالعاصمة ( معهد باستور)، وهي العملية التي تتم عادة في فترة لا تتجاوز حدود 24 ساعة، وبالرغم من هذه الحركية وحالة الاستنفار المعلنة، إلا أنّ الوسائل المادية والتقنية وحتى البشرية منها تبقى غير كافية للتصدي للوباء في حالة بروز بوادر انتشاره الأفقي على نطاق واسع، إلا أنّ تجنّد الأطباء واستعدادهم للتضحية من أجل مجابهة كل الطوارئ المحتملة يبقى يشكّل في الوقت الراهن الضمان الأكثر فاعلية لحصر الوباء والحد من توسع رقعته، كما أنّ حملات التحسيس والتوعية حول كيفيات الوقاية من الاصابة تبقى تشكل الضمان الأكثر نجاعة وفعالية لتجنب الاصابة أصلا.