طباعة هذه الصفحة

الطبيبة المختصة في الأوبئة والوقاية نجاة خروبي من تيارت:

العمل في مصلحتنـا يتطلـب التركــيز الــــدائم

تيارت: عمارة ع.

تصنف مصلحة الوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة من ضمن المصالح الحيوية على مستوى المستشفيات والمصّحات، كون الأطباء العاملين بها يتوّلون عمليات الكشف والتبليغ إلى الجهات المختصة قبيل انتشارها بالتنسيق مع وزارة الصّحة والسكان واصلاح المستشفيات.
 السيدة خروبي نجاة طبيبة مختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي بمديرية الصحة بتيارت شرحت لنا ظروف العمل في مجال الأوبئة وطرق الوقاية والتحسيس، كون الولاية تتوفر على العديد من المصالح بخمسة مستشفيات وثلاث مؤسسات عمومية متخصصة وسبع مؤسسات جوارية بالدوائر والبلديات بمجموع 26 منطقة حراسة غير ان الوحدة الرئيسية متواجدة بمستشفى يوسف دمرجي، بعاصمة الولاية. وعن الاستعدادات الروتينية لاستقبال مرضى المصلحة تقول أن العمل بهذه المصلحة يتطلب اليقظة والنزاهة في العمل وتركيز  ومراقبة يومية، لأن الأمر يتعلق بصحة الناس وليس مريض واحد، وقد شهدت مصلحة المستشفى حالة ماريا، وأخرى لإلتهاب السحايا وبوشوكة وأمراض الإيدز، كلها أمراض تم اكتشافها خلال السنوات المنصرمة.
 عن الإجراءات المتخذة عند اكتشاف الأمراض المعدية أوضحت أنه مباشرة يتم إخطار مديرية الصحة والشروع في التدابير الوقائية أولا للحد من انتشار الداء وحصره من خلال النظافة والتعقيم والعزل وفي الأخير الكشف عن طبيعته، وبعدها تأتي المطالبة بالتحاليل والكشوفات لتوقيف الخطر وتحرير تقرير الى الجهات المختصة لتحيينه وعرضه لإيجاد الحلول المستعجلة إذا وجد خطر يهدد صحة المواطن، طبعا بإشراك المختصين.
ولتكوين الأطباء والمتخصصين في علم الأوبئة دوريا أهمية خاصة في الاطلاع على المستجدات العلمية واكتساب الخبرات وتبادلها مع المؤطرين وذوي الاختصاص، وكون نجاعة الكشف المبكر والمراقبة المستمرة أعطت ثمارها فإن العاملين في علم الأوبئة يطالبون بتكوين أكثر وتوفير وسائل حديثة لتمكينهم من القيام بأعمالهم على حسن وجه.
 وعن مدى استعداد العاملين في الصحة بشريا ومن حيث الهياكل، أجابت الطبيبة خروبي، أن لكل ولاية أومصحة إمكانيات متفاوتة عن الأخرى ولا سيما في الهياكل، وان الجزائر لم تتعرض إلى هزة كبيرة في مجال الأوبئة حتى يتسنى لنا التقييم، لكن الاستعداد من الجانب البشري موجود على مستوى المصحات والمستشفيات ولا سيما في مجال التحسيس والكشف، فالمراقبة الدورية والكشف لتلاميذ المؤسسات التربوية والجامعات ونزلاء المؤسسات العقابية والعمال في اطار طب العمل وتنظيم قوافل صحية الى القرى والأرياف أعطت ثمارها، ومراقبة النساء الحوامل والتنظيم العائلي للولادات وحماية الطفولة والأمومة، كما تعتبر مراقبة وسائل تخزين المياه والمنابع والآبار من أهم بؤر انتقال الأوبئة لذا تخصص مصلحة دوريا لمراقبة وتحليل للمياه، ومحاربة الحيوانات الضالة والكشف عن المتشردة التي غالبا تحمل أمراضا، وبفضل العمل الدوري تضيف الدكتورة خروبي، إنه تم القضاء نهائيا على بعض الأمراض المعدية كالسّل والبوحمرون وغيرهم وفي سؤال عن داء الكورونا الذي يشغل العالم، قالت محدثتنا أنه لم يتم اكتشاف أي حالة لحد الساعة بولاية تيارت وعن إشاعة اكتشاف حالة بقصر الشلالة أجابت الطبيبة أنه تم الكشف على الشخص المقصود وتبين أنه غير مصاب، وعن النصائح الموجهة للمواطنين، قالت السيدة نجاة إن الداء لا موطن له ولا صفة له، لذلك يجب توّخي الحيطة وشروط النظافة الاستشفائية والاستعمال الأمثل للوسائل الوقائية كالاختلاط واستعمال أدوات الغير وزيارة المصّحات عند الاصابة بالزكام وأعراض الحمى وغيرها.