يرى مختصون في الصّحة العمومية أن مشكل الأوبئة والأمراض التي تعرف عادة إنتشارا راجعا بالدرجة الأولى لغياب مخطط وقائي، وتربية صّحية لدى المواطن، معتبرين ماعاشته الجزائر من قبل بمثابة إنذار لإعادة النظر في بعض المعطيات بما فيها المكتب البلدي للنظافة والوقاية فعليها أن تكون أكثر فعالية في الميدان لضمان نظافة المحيط الذي يعد العامل الأول في انتشار الأمراض المعدية.
من هذا الباب أكدت الطبيبة «ليلى-م.» في تصريح لـ»الشعب»، أنه من بين أهم الإجراءات الواجب اتخاذها للتصدي لمختلف الأوبئة والأمراض المعدية والحد منها، يكمن في الوقاية والنظافة لأن أصل إنتشارها راجع الى التلوث وكثرة النفايات التي تأكل منها الحيوانات المتشردة الناقلة للأوبئة على غرار الكلاب والقطط وكذا اختلاط مياه الشروب بالمياه الصرف الصحي، الذي يتسبب حدوثه في مرض الكوليرا.
عوامل عدة تتسبب في إصابة المواطنين بأمراض مزمنة وكذا معدية تتطلب من المواطنين الحذر والتحلي بالسلوكيات الحضارية واتخاذ إجراءات الوقاية وبالأخص غسل اليدين قبل وبعد الأكل مباشرة بعد الخروج من دورات المياه.
ويعد تنظيف المحيط أهم ركيزة للقضاء على الأوبئة بإعتبار أن العنصر الرئيسي لاستعمال الحشرات والحيوانات والفئران، الجرذان ناقلة للأمراض على غرار مرض الملاريا الذي ينقل عن طريق الناموسة الذبابية وهي حشرة تتكاثر في المستنقعات الراكدة.
أما مرض الكوليرا تؤكد الطبيبة أنه راجع الى اختلاط مياه الصرف الصحي مع المياه الشروب ما يتطلب إجراءات صارمة فيما تعلق بتفادي هذا الاختلاط من قبل السلطات المحلية من خلال مخططات وقائية تمنع حدوث مثل هذا الاختلاط.
واعتبرت الدكتورة، أن نظافة المحيط من شأنها أن تقضي على الانتشار الرهيب للحشرات التي تتسبب في أمراض عدة كالبعوض والذباب والتي عادة ما تعرف انتشارا كبيرا في الأوساط التي تكثر فيها النفايات، فضلا عن الديدان المترتبة عن الأوساخ بعد مرور عليها 48 ساعة دون الحديث عن الروائح الكريهة متسببة في حساسية للعينين خاصة بسبب المواد السامة التي تختلط مع الهواء ومشاكل في التنفس.
وعليه توجب إعادة النظر في مخطط النظافة من أجل الحد من هذه الأمراض المعدية على غرار القضاء على النفايات المتراكمة في الشوارع والمياه الراكدة عبر مختلف الأحياء وتنقية الشوارع التي باتت تشهد حالة كارثية.