طباعة هذه الصفحة

رئيس دائرة عين كرمس بتيارت:

سننطلق في مشروع نقل المياه من سعيــدة إلى 6 بلديات بولايتنا

تيارت: ع ــ عمارة

أكّد رئيس دائرة عين كرمس بولاية تيارت، السيد بلقنيان احمد، أن تسجيل مشاريع مناطق الظل يعتبر قفزة نوعية في بناء الجزائر الجديدة، لاسيما أنها تمس المناطق البعيدة عن الوسط الحضري.
وكتعريف لمناطق الظل، قال السيد رئيس الدائرة إن هذا المصطلح الذي دخل قاموس الإعلام وبقوة في الآونة الأخيرة بعد خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في اجتماع الحكومة ــ الولاة، وَأصبح مصطلحا سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا، ويقصد به - أي مناطق الظل - تلك المناطق المعزولة والنائية والمهمَّشة والمحرومة من التنمية.
هذه المناطق التي تتميز بطبيعة موقعها الجغرافي كونها مناطق جبلية أو سهبيَّة أو صحراوية أو مناطق حدودية مع الدول المجاورة أو المناطق في الحدود بين الولايات. هذه المناطق غادرها السكان لغياب البنى التحتية من شبكات الطرق البلدية والمسالك الريفية، الربط بشبكات الكهرباء الريفية والغاز الطبيعي، نقص أو انعدام المياه الصالحة للشرب، وَفي الجانبين التعليمي وَالصحي عدم وجود مدارس وَمرافق صحية نهائيا أو موجودة وَلكنها مغلقة، وَفي حالة وجودها فهي غير مجهّزة وَتقدّم خدمات َغير كافية، كل هذه المعطيات أدت إلى غياب عدالة الإقليم وَخلل واضح في التوازن الإقليمي.
وَتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وَفي إطار تنفيذ المخطط الإستعجالي لحكومة عبد العزيز جراد في جانبه الفلاحي والريفي، وجهت الوزارات المعنية على وجه الاستعجال للمصالح المحلية بضرورة إحصاء شامل لمناطق الظل مع تحديد النقائص والاحتياجات، وكذا تحديد المناطق ذات الأولوية لوضع برنامج للتدخل وتحريك عجلة التنمية بهذه المناطق، وَكذا تنظيم الوسط الريفي من خلال الآليات المناسبة لتحسين الظروف المعيشية للساكنة.
وعن دائرة عين كرمس التي تضم خمس بلديات: عين كرمس، مدريسة، سيدي عبد الرحمان، الرصفة ومادنة، أكد رئيس الدائرة أن مشاريع عديدة برمجت بالبلديات المذكورة، ويبلغ عددها 22 مشروعا انطلقت عشرة والبقية في مرحلة الاجراءات الادارية.
فمثلا بلديتي مادنة والرصفة برمجت بهما فتح طرق بين البلديتين، مما فتح وسهل التنقل بينهما ولا سيما لسكان الدواوير المحاذية،كذلك مشروع آخر يتمثل في فك العزلة عن قاطني منطقة الشبكة وكذلك الزاوية، كما تم الشروع في مشروع بناء متوسطة ببلدية سيدي عبد الرحمان، التي تعتبر من بين أكبر البلديات الحدودية مع ولايات الاغواط، البيض وسعيدة وكانت تفتقر الى متوسطة وسبق لنا أن نشرنا موضوعا حول الانشغال، لكن في اطار سياسة مناطق الظل تمّت برمجة المشروع والذي سيسهّل من مهمة كراء وسائل النقل للتلاميذ من طرف البلدية، وسيرفع الغبن عن التلاميذ الذين كانوا يعانون من مشكل الاكتظاظ الذي وصل إلى أكثر من 50 تلميذا في القسم الواحد، كما استفادت البلدية من 6 مشاريع جديدة منها التهيئة الحضرية وفك العزلة، كما تمّت برمجة متوسطة وثانوية ببلدية مدريسة، حيث كانت هي الاخرى قد شهدت اكتظاظا في الثانوية القديمة، كما تمت برمجة ملعب جواري بحي الدوار.
أما بلدية عين كرمس فقد استفادت من مشروع كبير للكهرباء الريفية بمنطقة مرزودان، والتي تعتبر من اكبر المناطق النائية بعين كرمس لكن السكان المبعثرين والذين يمتهنون الفلاحة وتربية المواشي يحتاجون الى الكهرباء، وسينطلق المشروع بعد ايام، كذلك مشاريع تهيئة الطرق والأحياء بمختلف جهات المدينة.
أما ببلدية الرصفة التي لها حدود مع ولاية سعيدة، التي تقربها أكثر مقارنة بولاية تيارت التي تبعد عنها بـ 90 كلم، منطقة الزرزور، والتي تعتبر من أكثر المناطق المتضررة من حيث المشاريع استفادت من إنجاز 4 اقسام تربوية، إيصال الماء الشروب وتركيب ألواح الطاقة الشمسية، في انتظار تزويد المنطقة بالكهرباء الريفية، كما تمت تهيئة مدرسة مغوال العربي بنفس البلدية.
حسب رئيس الدائرة السيد احمد بلقنيان، فإن أكبر مشروع سيشهد الانطلاق هو مشروع القرن المتمثل في نقل ماء تيداس بمنطقة عين السخونة بولاية سعيدة الى 6 بلديات، وتزويده بالماء الشروب على مدى 24 ساعة، والبلديات هي عيد كرمس، مدريسة، سيدي عبد الرحمان، الرصفة، مادنة وفرندة. ورغم وفرة الماء الذي تمّ جلبه من تيداس إلا ان بعض مواطني عين كرمس رفضوا تزويدهم بالماء بحجة أنه غير صالح للشرب نظرا لمذاقه، غير أن رئيس الدائرة الذي استقبلهم أكّد لهم جودته المخبرية لكنهم رفضوا الماء المذكور لكونهم لم يكونوا في احتياج للماء، وكانوا يتزوّدون كل يومين بماء حلو المذاق.
وتبقى مناطق كثيرة أخرى مصنفة كمناطق الظل، يطالب سكانها  بمشاريع بدوائر أخرى كعين الذهب، السوقر، مهدية، حمادية وفرندة كالماء الشروب، الكهرباء، الطرق، غاز المدينة، بناء مدارس، قاعات علاج وملاعب جوارية، وكنا خلال الأشهر المتعاقبة قد سلّطنا عليها الضوء من خلال زياراتنا الميدانية اليها، وطلب منّا رفعها الى السلطات المحلية.