طباعة هذه الصفحة

النّشاط الجمعوي بمعسكر

التّضييق الإداري يحاصر المؤسّسين

معسكر: أم الخير ــ س

تشتكي جمعية «أنامل حواء» النّاشطة على مستوى بلدية بوهني بدائرة سيق، حرمانها من تجديد اعتمادها رغم مساهمتها الفعّالة في خياطة وتوفير ألبسة ووسائل الوقاية منذ حلول الجائحة، وذكرت في شكوى استلمتها «الشعب»، أنّ جهودها خلال الفترة الماضية لم تشفع لها في الحصول على اعتماد يمكنها من مضاعفة عملها الميداني بصفة قانونية ومنظّمة.

وضع جمعية «أنامل حواء» لا يختلف كثيرا عن وضع العديد من الجمعيات، بقي نشاطها محصورا في محاولات ومبادرات لا تلقى الكثير من التشجيع، رغم دعوات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لتسهيل عمل الشباب المتطوّع وتشجيعهم على إنشاء جمعيات، فالوضع بولاية معسكر يوحي بوجود تضييق على النشاط الجمعوي لشباب مفعم بالحيوية وروح المواطنة، الأمر الذي كان كافيا لانطفاء شعلة الحماس بينهم، ودفعهم إلى الانسحاب من الميدان، رغم ما يتطلّبه الوضع الصحي والاجتماعي العام في هذه الفترة التي تزداد سوءا مع الوقت.

جمعية «آفاق»..في انتظار الاعتماد
 
ثلاث سنوات مضت عن تأسيس جمعية «آفاق» لمرضى القصور الكلوي لولاية معسكر، دون أن يحصل مؤسّسو الجمعية على اعتماد أو ردّ رسمي يوضّح الأسباب الحقيقية لحرمان الجمعية من اعتمادها، تقول رئيستها الطبيبة العامة أمينة بهلول، إن أعضاء الجمعية المؤسّسة، احتوتهم فيدرالية عاجزي الكلى، حيث تمكّنوا من تفجير طاقاتهم وأفكارهم الإيجابية، والعمل بشكل منظم سمح بإطلاق عدة مبادرات لمساعدة شريحة مرضى القصور الكلوي، غير أنّ حرمانهم من تأسيس جمعية محلية مستقلة ماليا ومعنويا بقي مبنيا على تحفّظ مديرية الصحة عن شخص رئيس الجمعية، بحكم مهنتها كطبيبة بمركز تصفية الكلى، الأمر الذي قالت عنه محدثتنا إنه لا يتنافى مع القانون والتنظيم المعمول به في تأسيس الجمعيات وفق القانون العضوي 12 / 06.
غير ذلك، لبّى العشرات من الشباب المتطوّع النّداء، منذ حلول الجائحة بشكل عفوي ومنظّم، حيث تمكّن هؤلاء من التنسيق بينهم وخلق فضاء من التعاون، والمساهمة الفعالة بمجهوداتهم وإمكانياتهم الخاصة لتوفير الاقنعة الطبية ووسائل الوقاية، يقول أحد الطلبة المتطوعين «قاديرو سحنوني»، إنّ مجموعة من زملائه الطلبة الجامعيين وبقيادة أساتذة من جامعة معسكر، تمكّنوا من توفير جوّ من النشاط والتفاعل، نسّقوا مع مختلف الهيئات العمومية التي وفّرت لهم فضاءات لصناعة وإنتاج وسائل الوقاية، أنتجوا كميات كبيرة منها لكنهم تفاجأوا في نهاية المطاف بتغييبهم عن اجتماع رسمي دعت إليه ولاية معسكر للتنسيق مع الجمعيات والمتطوعين، ومساعدتهم في توفير الإمكانيات المادية اللازمة لصناعة وسائل الوقاية، اجتماع استدعيت إليه العشرات من الجمعيات الفاعلة وأخرى لم يلحظ لها أثر في الميدان، وأكّد سحنوني في حديثه أنه زيادة على الإقصاء، تعرّض المتطوعون لمضايقات كثيرة، منها ما تذكره إحدى الحرفيات المتطوعات بعين افكان، «بوديسة نور الهدى»، في حرمان فريقها من ترخيص يمكّنها من فتح ورشات الخياطة، ما أسمته المتحدثة بالتضييق المطبّق على المتطوعين في هذه المنطقة من طرف مصالح بلدية ودائرة عين افكان، واضطر بفريق عملها إلى طلب المساعدة من مديرية الشبيبة والرياضة التي سمحت لهم باستغلال مركب رياضي للخياطة، ما سهّل كثيرا من ظروف نشاطهم التطوعي.