طباعة هذه الصفحة

توجّه نحو الفلاحة، التّجارة، المؤسّسات المصغّرة والتّربية

الشلف: و ــ ي ــ أعرايبي

عرف سوق التّشغيل حسب المؤشّرات التي كشفت عنها 10 مديريات تنفيذية ولائية تضاف إليها 4 أجهزة من آليات التشغيل المعروفة بولاية الشلف، قفزة نوعية خلال السنة المنصرمة، مسجّلة 97628 منصب شغل منها 14825 منصب دائم حسب الوثيقة الموجودة بحوزتنا، والتي أشارت إلى تفضيل الشباب القطاع الفلاحي والتجاري وإنشاء المؤسسات المصغرة والتربية والوظيف العمومي.
وبالنظر إلى المعطيات التي استقيناها من تقارير ومصادر رسمية، فإنّ توجّه فئات الشباب في معظم البلدايات يسير وفق طبيعة المنطقة وخصوصياتها، والإمكانيات التي تتوفر عليها ضمن منظومتها ونشاطها الإجتماعي والإقتصادي والخدماتي، الذي يلقى رواجا من طرف أكبر عدد من الشباب، الذين ظفروا بمنصب عمل ضمن القطاعات السالفة الذكر وأجهزة آليات التشغيل المعروفة.
وضمن البيان التفصيلي الذي كشفت عنه السلطات الولائية، فإن القطاع الفلاحي يعدّ الأول في استقطاب اليد العالمة الخاصة بالشباب، حيث سجّل خلال سنة 2014 حوالي 58500 منصب منه 1382 دائم، ثم يليه قطاع التجارة بـ 2049 منصب دائم لينزل رواق النقل نحو 1385 منصب يضاف إليه 15 منصب شغل مؤقت. فيما يحقّق قطاع الصيد البحري الوثبة اللازمة رغم الإمكانيات المتوفرة وحجم الإستثمارات المسجلة، والدعم الذي حظي به هذا القطاع خلال السنوات المنصرمة، وهو ما يعني أن توسيع المؤسسات مازال محدودا حسب الأرقام التي كشفت عنها مديرية الصيد البحري التي لم تسجل سوى 386 منصب منه 346 دائم و40 مؤقت بالنظر الى الإحصائيات الأخيرة التي تناوله التقرير الولائي.
لكن من جهة أخرى، فإنّ الوظيف العمومي والتربية قد سجّلا 2660 منصب جلها دائم ماعدا 182 منصب مؤقت خاص بالوظيف العمومي، تشير ذات الوثيقة الموجودة بحوزتنا. هذا التوجه يعكس تفضيل الشباب للوظائف ذات المردود الإنتاجي والعائدات السريعة التي تنمّي نشاطه وتدفعه للحيوية والمغامرة في توسيع نشاطه من حيث الكم والحجم والنوعية، خاصة في الميدان الفلاحي الذي يعدّ من خصائص الولاية والمرتبط أساسا بالمنظومة التجارية النشيطة بالولاية التي تعرف توافد عدة ولايات مجاورة لها، وهو من العوامل الأساسية لتفعيل القطاع الذي لم تواكبه إدارته بالحجم الكافي بالنظر إلى إمكانياته الهائلة، خاصة في استغلال الأرض وتنشيط مؤسسات تحويلية وخدماتية لفائدة المتعاملين في القطاع، الذي يشكو البطء في وتيرة نشاطه بالرغم ممّا تحقّق يقول العارفون به.
من جانب آخر، تحدّث بعض الشباب ممن التقيناهم بالأسواق الأسبوعية والفضاءات الجوارية بالولاية، عن الإختلال الحاصل في المنظومة التكوينية التي مازالت بعيدة عن عروض سوق التشغيل، حيث لازالت هذه المراكز لا تنسجم مع طموحات ورغبات الشباب، الذي يمتلك مهارات لتفجير طاقاته واختيار الإختصاصات المتعلقة بالمهارات الفنية وتقنية للشباب الذي يبحث عن ورشات تقنية دقيقة، كما هو الحال بأجهزة الإتصالات والهاتف النقال والتعامل مع المستجدات التقنية المتطورة، يقول محدثونا.
ومن جهة أخرى، يتطلب عامل الريف والمداشر ورشات مهنية قريبة من المكننة المحلية والنشاط اليومي غير المعقد، يقول أحمد من الزبوجة وصديقه خالد من نواحي بوزغاية، فتكثيف عالم المهن الحرفية الجوارية من شأنه خلق مئات المناصب الحرفية التي يحتاجها شباب الريف والقرى النائية سواء تعلق الأمر بجنس الذكور أو الإناث، يشير محدثونا الذين خاضوا تجربة هذه المهن المربحة.
وفي ذات السياق، يلجأ الشباب الى حب المغامرة وإثبات الذات من خلال فتح المؤسسة المختصة في حرفة ونشاط مهني وصناعي وفق الإمكانيات المتوفرة، ومنها تفاعلات آليات التشغيل مع رغبات آلاف الشباب، حيث حقّقت الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب خلال نفس الفترة 1812 منصب عمل، أضيف له 295 منصب مؤقت، أما جهاز “لونجام” فقد وفر 3145 منصب عمل دائم، شأنه شأن  «الكناك” بـ 1552 منصب عمل.
هذا وقد علمنا من ذات الجهات المعنية بآليات التشغيل، أنّ هناك 6509 منصب مستحدث خلال الفقرة الوجيزة الأخيرة، وهو ما يفتح الباب أمام مناصب أخرى بفعل عملية التوسيع التي طالت أصحاب هذه المؤسسات التي أثبتت نجاعتها ميدانيا، وهي كلها مؤشّرات تكشف عن تطور ملحوظ في عالم نشاط المؤسسات المصغرة بولاية الشلف.
تبقى آليات المراقبة والمتابعة والمرافقة من الطرق الناجعة في تثمير دور المؤسسات المصغرة للأخذ بيد الإقتصاد الوطني، وتفعيل رواق التصدير والشراكة من المتعاملين الأجانب بالولاية.
هذه التوجهات المحفّزة والنّشيطة بين أوساط الشباب بحاجة ماسة لتحريك النوايا الحسنة لدفع بعجلة الإقتصاد والتشغيل نحو آفاق واعدة، حسب ما تضمّنه تصريح المجلس الإقتصادي في المدة الأخيرة حول توجه الشباب نحو قطاعات معينة توفر له سبل النشاط والكشف عن امكانياته، لكن تبقى مسألة غياب خارطة الطريق المهنية والإنتاجية من أهم المعوقات التي ينبغي وضع آلياتها تحت تصرف الشباب عن طريق ملتقيات وأيام تحسيسية ودراسية، واتصالات مباشرة مع عالم المؤسسة والمقاولاتية، وهذا بالإحتكاك مع خبرات التسيير والمناجمنت لتوسيع رقعهة اهتمام الشباب بتنويع فرص العمل والتشغيل غير المستغلة.