طباعة هذه الصفحة

نجية بن عمارة تفرض نفسها بغليزان

نعمل على إنتاج المربى الطبيعي ونجتهد في تسويقه

غليزان: ع. عبد الرحيم

السيّدة نجية بن عمارة واحدة من النسوة اللواتي تبذلن قصارى جهودهنّ من أجل فرض أنفسهن في المجتمع، من خلال العمل على البحث عن مكانة للمنتوج المحلي في السوق الجزائرية، وهو ما جعل لها مكانا بعدما اجتهدت في السنوات الأخيرة لكي تعيد قيمة «المربي الطبيعي» في السوق الغليزانية.
تنحدر السيّدة نجية من عائلة فلاحية تقطن ببلدية بلعسل بولاية غليزان، اختارت هي وشقيقتها ووالدها أن تخدم الفلاحة لما لها من أهمية في حياة سكان الريف.    
نجية هذا البنت التي عاشت زمنا في عائلة والدها، وهي من مواليد 1965، لم تنس هذه المهنة التي وجدت عائلتها مهتمة بها، وهي «صناعة المربى الطبيعي».
وتقول السيّدة بن عمارة إنّ «المربى الطبيعي» التي تصنعه مكون مواد طبيعية، ولا يوجد بها أيّ مادة حافظة، مثل المربي المستورد، وهي صنعة تقليدية ورثتها عن عائلتها، وتناقلت بين أفراد العائلة.
وتضيف نجية بأنّ الحفاظ على هذه الصنعة أصبح من دورها اليوم، إذ أنّها تستغل سنويا فائض الفواكه في حقل أبيها، وتعمل على صناعة المربى.
وتؤكد نجية أهمية هذا المربي الطبيعي، الذي يتميز بنكهته الخاصة، وقيمته الغذائية المميزة، ولا يتوفر على أيّ مواد حافظة تضرّ بصحة المستهلك، ولأجل ذلك تقول نجية في حديثها مع جريدة « الشعب» فكرت في ضرورة إيجاد مكان لهذا المنتوج الطبيعي في السوق المحلية، في الوقت الذي سيطر على هذه السوق كل ما هو مستورد، رغم أنّ الفرق بينهما واضح وميزة الطبيعي وإفادته صحيا لأي مستهلك معروفة.
نجية تتحمل صعاب إعداد هذا المربي، الذي ينتج بطريقة تقليدية، حيث إنّها تجالس مطبخها التقليدي لساعات وسط درجة حرارة مرتفعة، ورغم ذلك تتحمل كل الصعاب من أجل المحافظة على هذا الإرث العائلي.
وتدعو السيدة نجية بن عمارة إلى ضرورة فتح باب التسويق عن مثل هذه المنتوجات التي أصبح مسقبلها اليوم مرهون بمدى توفر مخطط التسويق، بحكم أنّ مثل هذا المنتوج الطبيعي حسبها لا يستطيع أن يحتفظ به لمدة طويلة، بسبب تركيب صنعته الطبيعية، ولا توفر على أيّ مواد حافظة ضارة.
ولأجل ضمان مستقبل لهذه المهنة، انخرطت السيّدة نجية في الإتحاد الولائي للحرفيّين، بغية الاحتكاك واكتساب الخبرة من أصحاب الحرف الأخرى، وكان ذلك منذ سنة 2008، وهو الارتباط الذي وفر لها المشاركة في التظاهرات والأيام التحسيسية، بغية عرض منتوجها وتقريبه من المستهلك المحلي، وتعتبر السيّدة نجية أنّ مثل هذه المشاركات تعرّف هذا الإرث في صناعة المربي الطبيعي، ويفتح المجال لطموح مستقبلي لتطوير هذه المهنة، وضمان تسويق لها في الجزائر، وهي تردّد دائما ونحن نتحدث معها بضرورة استهلاك المنتوج المحلي، الذي هو ضمان للإقتصاد الوطني.
وتركز السيدة نجية على أهمية الإعلام في التعريف بالمنتوج المحلي، الذي يبقى غائبا عن المواطن الجزائري. ومثل هذا العمل يعتبر نموذجا لامرأة نجحت في التمّيز من خلال المحافظة على صنعة عائلية كانت ضّيقة الانتشار، وتجتهد لتحاول أن تسوق لها، واقناع المستهلك الغليزاني  «بالمربى الطبيعي» من خلال المشاركة في جملة النشاطات التي تنظمها مختلف الهيئات.