طباعة هذه الصفحة

المشاريع المنجزة بتيبازة مفخرة للولاية

انتظار بفارغ الصبر الطريق الاجتنابي لشرشال

تيبازة: علاء ملزي

لاتزال مشاكل السكن والماء الشروب والصحة تؤرق سكان تيبازة بشكل لافت بالرغم من ضخامة الأغلفة المالية المرصودة لهذا الغرض فيما تبقى مشاكل الصرف الصحي والتوصيل بالطاقة والأنترنت، أقلّ حدّة مما كانت عليه الأمور من ذي قبل بالنظر إلى نوعية الانجازات المسجلة طيلة السنوات الأخيرة في هذا المجال.
في ذات السياق، فقد أعرب العديد من سكان الولاية عن قلقهم من تأخر توزيع عدّة حصص سكنية تمّ إنجازها خلال سنوات خلت وأشار هؤلاء إلى كون عدد السكنات المسندة لأصحابها خلال الخمس سنوات الفارطة لم ترق بتاتا الى مستوى تطلعاتهم بالنظر الى محدوديتها ولاسيما حينما يتعلّق الأمر بالسكن الاجتماعي ويتخوّف العديد ممن يعانون من مشكلة السكن من اسناد السكنات الجاهزة حاليا لشاغلي السكن الهش، بحيث تمّ إحصاء أكثر من 16 ألف سكن من هذا النمط سنة 2007، في حين لم تنجز سوى قرابة 15 ألف وحدة مخصصة له الى حدّ الآن ويبقى طالبو السكن الاجتماعي ضحايا بلا منازع لسياسة القضاء على السكن الهش التي اعتمدتها السلطات منذ ما يقارب عقدا من الزمن.
كما يترقب المسجلون في دفعة عدل 2 بالولاية بروز أخبار ايجابية عن قضية إعادة تصنيف الأراضي الموجهة لانجاز سكناتهم وهي الأراضي التي تمّ اقتطاعها نظريا من الوعاء العقاري الفلاحي تجنبا لتكاليف انجاز باهضة، الا أنّ القانون الساري المفعول فيما يتعلّق باستغلال الأراضي الفلاحية حال دون تمكن الجهات المعنية من الشروع في الانجاز بحيث لا تزال مشاريع أكثر من 5 ألاف وحدة سكنية مجرّد حبر على ورق تنتظر تحرير الوعاء العقاري لها، كما تشهد مشاريع السكن التساهمي تأخرا فظيعا في الانجاز بحيث لم تنته الأشغال بعد لعدّة مشاريع من هذا النمط تمّ الشروع فيها سنوات 2004 و 2005 بكل من فوكة والأرهاط على حسب المعلومات المتوفرة، مع الإشارة الى كون المستفيدين منها قد دفعوا الأقساط الضرورية المفروضة عليهم منذ عدّة سنوات خلت، ويشكو سكان الأرياف أيضا من مشكل عدم حيازة وثائق تثبت ملكيتهم للعقار قبل أي استفادة من السكن الريفي ومن أوجه المعاناة القائمة بفعل هذا النمط السكني إدراج أسماء 46 مواطنا من ريف بلدية الأرهاط بالسجل الوطني للسكن باعتبارهم استفادوا من سكنات ريفية مجمعة خلال فترة التسعينيات الا أنّ سكناتهم تمّ تحويلها لجهات عمومية أخرى دون تمكين هؤلاء من سكنات اخرى لاحقا.
أما فيما يتعلق بالماء الشروب فلا تزال الناحية الغربية للولاية تعاني من ندرة الماء لاسيما خلال موسم الصيف بحيث يضطر سكان المنطقة الى جلب المياه من المنابع الطبيعية عن طريق الدلاء تارة وأنابيب بلاستيكية يتم نصبها على مسافة عدّة كيلومترات أحيانا وبالنظر الى تضاريس المنطقة الوعرة، فإنّ الأحياء التي تستفيد من توزيع منتظم للماء الشروب لا تزال تعاني من عدم مرور المياه الى المناطق العليا والبعيدة عن محطات الضخ، ومن ثمّ فقد أعرب العديد من سكان الناحية الغربية عن تذمرهم من تأخر مشروع تزويدهم بالمياه عن طريق سد كاف الدير الذي انتهت به الأشغال بداية العام الجاري وبلغت نسبة امتلائه 44 مليون متر مكعب حاليا، كما أعرب العديد من فلاحي ناحية الوسط بشرق بلدية شرشال ومنطقة متيجة الغربية عن استيائهم من عدم توفر كميات كافية من مياه السقي الفلاحي التي يتم اقتطاعها سنويا من سدي بوكردان وبورومي، بحيث اضطر العديد منهم مؤخرا الى التخلي عن عملية غرس 800 هكتار من البطاطا المتأخرة بفعل عدم وجود مياه السقي وتخوف هؤلاء من تأخر هطول الأمطار للاستفادة من السقي الطبيعي، لتبقى بذلك مشاكل المياه قائمة وبحدة على كافة المستويات.
وبالرغم من الجهود المعتبرة المبذولة من أجل ترقية هياكل الصحة العمومية بالولاية الا أنّ المواطن لا يزال يشكو من قلّة العنصر البشري عموما بذات الهياكل، ناهيك عن انعدام التجهيزات الضرورية لضمان علاج ناجع بالعديد من المراكز الصحية ولاسيما ما تعلّق منه بتجهيزات التصوير بالأشعة وتحاليل الدم والكشوف الطبية المتخصصة الأمر الذي يرغم العديد من المرضى الى التنقل الى مستشفيات بعيدة نسبيا عن مقرات سكناهم أملا في الاستفادة من ظروف علاجية مريحة، فيما تبقى العديد من الهياكل الصحية تفتقد لحد أدنى من الخدمات الطبية لاسيما خلال فترة نهاية الأسبوع والعطل، حين لا يتمكّن العنصر البشري المداوم بها من تلبية حاجات المرضى، ومن ثمّ فإنّ سكان الولاية لا يزالون يطالبون بتدعيم نوعي وعددي للعنصر البشري الساهر على ضمان الخدمة العمومية بالمراكز الصحية على اختلاف مستوياتها بالتوازي مع توفير تجهيزات صحية تتيح إجراء مختلف الفحوصات محليا دون الحاجة للتنقل لولايات أخرى.
إنجازات نوعية
هي إنجازات نوعية تلك التي حظيت بها ولاية تيبازة، فيما يتعلّق بتوفير المياه وكذا المنشآت القاعدية منها ما أصبح عمليا حاليا على غرار محطة تحلية مياه البحر  فوكة والطريق السريع الرابط بين زرالدة وشرشال ومنها ما انتهت بها الأشغال مؤخرا على أن يشرع في استغلالها قريبا على غرار سد كاف الدير الذي يسع لـ125 مليون متر مكعب وبلغت كمية المياه المحجوزة به حاليا حدود 44 مليون متر مكعب على أن تنطلق عملية نصب قنوات تحويل مياهه إلى مختلف البلديات الغربية لتيبازة قريبا ضمن صفقة رصدت لها الجهات المعنية غلافا ماليا قدره 25 مليار دج، لتكتمل بذلك عملية تأمين الولاية من الماء الشروب وذلك عقب مسح مجمل الأراضي الواقعة غرب بلدية شرشال وتموينها من سدّ كاف الدير في حين تستفيد البلديات الوسطى والشرقية حاليا من محطة تحلية مياه البحر لفوكة التي تنتج 120 ألف متر مكعب يوميا نصفها يوجه لولاية تيبازة بحيث شرع في استغلال ذات المحطة منذ أواخر سنة 2011، كما ساهم مشروع الطريق السريع الرابط بين مدينتي زرالدة وشرشال والمنجز خلال سنوات خلت في ترقية ظروف المرور والتنقل عبر الناحية الشرقية للولاية بشكل لافت لاسيما في فترة موسم الاصطياف الأمر الذي اضاف لبنة قوية للحياة الكريمة للمواطن ومن المرتقب بأن تزداد هذه اللبنة قوة وعظمة حينما يكتمل مشروع الطريق الاجتنابي لمدينة شرشال والذي يعتبر امتدادا للطريق السريع السالف ذكره وهو الطريق الذي تشرف مؤسسة صينية على انجازه حاليا على امتداد 24 كلم ومن المرتقب استلامه رسميا خلال العام القادم.
ويندرج ضمن جملة المنشآت القاعدية المنجزة بالولاية خلال الفترة الأخيرة توسيع موانئ قوراية وشرشال وتيبازة بالشكل الذي يسمح لها باستقبال عدد أكبر من سفن الصيد والنزهة بمعية سفن أكبر حجما بوسعها تطوير نشاط الصيد البحري بالمنطقة، على أن تشهد منطقة الحمدانية بشرشال الشروع في انجاز أكبر ميناء متوسطي بداية من شهر مارس القادم الأمر الذي سيساهم مساهمة فعالة في توفير مناصب الشغل وفرص الاستثمار ودعم المجال السياحي بالمنطقة مستقبلا، لاسيما عقب تجسيد مشاريع السكك الحديدة الرابطة بين زرالدة وقوراية وكذا بين الميناء المتوسطي والطريق السيار شرق غرب وهي المشاريع التي تعتبرها الجهات المعنية استراتيجية ولا يمكن التراخي فيما يتعلق بآجال انجازها.
في مجال الطاقة فقد تمّ الشروع في تجسيد مشروع تزويد البلديات الغربية بغاز المدينة خلال السنوات الثلاث الأخيرة بغلاف مالي تجاوز عتبة ألف مليار دج بالتوازي مع تشغيل عدّة محطات تحويل للكهرباء بكل من سيدي راشد وأحمر العين والداموس وكذا بالحطاطبة قريبا وهي المشاريع التي بوسعها تلبية حاجات الساكنة من مواد الطاقة بكل أنماطها بمعية مشاريع مماثلة تمّ تجسيدها هنا وهناك الأمر الذي اسفر عن تطور ملحوظ فيما يتعلق بانخفاظ الانقطاعات المتعلقة بالتيار الكهربائي ناهيك عن تقلّص استهلاك غاز البوتان لاسيما بالناحية الشرقية للولاية.