طباعة هذه الصفحة

في انتظار سد واد جمعة ببومرداس

ثلاثة سدود كبرى ومحطة للتحلية..يقابله عطش وحرمان

بومرداس: ز ـ كمال

شكّلت قضية توفير مياه الشرب والتزويد الدائم والمنتظم لسكان ولاية بومرداس بهذه المادة الحيوية من أكبر التحديات التي واجهت السلطات الولائية والمحلية، بالنظر إلى كثرة الطلب  وارتفاع نسبة الاستهلاك بارتفاع عدد سكان الولاية الذي تعدى الـ 800 ألف نسمة، في وقت تظل عدة مناطق وبلديات بأكملها تعاني من تذبذب عملية التوزيع وأخري جفت حنفياتها لسنوات منها بلدية اعفير.

شهدت سنة 2012 ببومرداس إنجازجملة من المشاريع لتدعيم شبكة مياه الشرب التي لا تزال بعيدة عن المعايير الوطنية على الرغم من اقتراب نسبة الربط بحوالي 88  بالمائة على الأقل من الجانب النظري، حيث تمّ حسب تقرير  لمديرية الري إنجاز 3 آبار عميقة بقدرة 100 لتر في الثانية وعمليات مد قنوات التزود بالمياه الصالحة للشرب على طول 353 . 32 كلم، مع تجديد 445 . 44 كلم طولي وإنجاز 21 خزان مائي بسعة إجمالية تقدر بـ 100 . 16  ألف متر مكعب، بالاضافة إلى 3 محطات ضخ، كما دخلت محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات الخدمة السنة الماضية بطاقة إنتاج تصل إلى 100 ألف متر مكعب في اليوم لتزويد بلديات زموري لقاطة، برج منايل ورأس جنات، في انتظار ربط بلديات اعفير ودلس من نفس المحطة خلال هذه السنة.
178 مليون متر مكعب احتياطي
 كشف مصدر من مديرية الري لولاية بومرداس، أنّ الولاية تتوفر حاليا على ثلاثة سدود كبرى تضمن تزيود سكان الولاية والجزء الشرقي من العاصمة بطاقة اجمالية تقارب 178 مليون مترمكعب، يأخذ سد قدارة حصة الأسد من نسبة التخزين لطاقة تصل إلى 146  مليون متر مكعب، يليه سد الحميز بـ 17 مليون مترمكعب ثم سد بني عمران بـ 15 مليون متر كعب، حيث يتم تحويل وتجميع هذه المياه بمحطة التصفية الرئيسية لبودواو للقيام بعملية معالجة تصل إلى 400 ألف متر مكعب يوميا من أجل تزويد العاصمة، بودواو، قورصو، أولاد موسى وبومرداس وعدة بلديات بغرب الولاية، كما يتم تزويد بعض البلديات الشرقية من نفس المحطة اعتمادا على نظام صد تاقصابت بتيزي وزو الذي يزود المحطة بقنوات قطرها  800 . 1 ملم على مسافة 50  كلم.
وقد صنّفت هذه المشاريع بالبرامج الاستراتيجية التي تهدف إلى ضمان تزويد سكان الولاية  بمياه الشرب، مقابل الحفاظ على المياه الجوفية الكبيرة التي تبقى في راحة إلا في حالة الضرورة، مع العمل عل تجنيب العديد من التجمعات السكانية  المتواجدة على ضفاف الأحواض المائية خطر الفيضانات، كما أنّ هذه الحواجز المائية  الموجودة والأخرى المبرمجة للانجاز مستقبلا، خاصة منها سد واد يسر الذي يتسع حوضه المائي بحسب ذات المصدر إلى 1200 متر مكعب وبطاقة إنتاج تصل إلى مليار مترمكعب في السنة، قد تستغل مستقبلا في مجال السقي الفلاحي لتطوير الزراعة بالولاية.
تيمزريت، شعبة العامر واعفير...معاناة مستمرة
على الرغم من كثرة وتنوع المشاريع الذي تدعم بها قطاع الري والموارد المائية لولاية بومرداس، إلا أن معاناة السكن في بعض المناطق  لاتزال مستمرة وإن اختلفت حدتها من بلدية إلى أخرى، إلا أن التقارير الميدانية صنّفت ثلاثة  بلديات هي تيمزريت، شعبة العامر واعفير من أكبر المتضررين من مشكل  غياب مياه الشرب وتذبذب عملية التوزيع لأسباب عديدة، منها الأعطاب الكثيرة التي تتعرض لها عدد من الشبكات بسب قدمها واهترائها، وأخرى تتعرض للسرقة والربط غير القانوني مثلما تشهده  قنوات مياه الشرب التي تزود بلدية تيمزريت انطلاقا من واد سيبار، وقد دفع هذا الأمر بوالي الولاية خلال الزيارة التفقدية التي قادته إلى المنطقة إلى التفكير في ربط البلدية انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بجنات، بدلا من سد اسردون بالبويرة الذي سيكلف الخزينة الولائية أكثر من 7 مليار دينار لتعويض ملاك  الآراضي فقط دون احتساب كلفة المشروع.
نفس الأمر بالنسبة لبلدية اعفير التي تعتبر من أكثر البلديات تضررا من المشكل، حيث ينتظر السكان منذ مدة عملية تزويدهم بمياه الشرب، والانتهاء من إنجاز مشروعين استفادت منه البلدية هما مشروع نظام تاقصابت ومحطة تحلية مياه البحر، لكن المشروعين وبحسب ما كشف عنه رئيس بلدية اعفير لـ “الشعب” يسيران بوتيرة متباطئة بعد توقف لعدة أشهر نتيجة اعتراض ملاّك الأراضي الذين يطالبون بالتعويض، والقضية نفسها لبلدية شعبة العامر ومناطق أخرى عديدة تعاني من الظاهرة لأسباب أحيانا مرتبطة بمشكل البرمجة والتوزيع العادل لهذه الثروة الحيوية بين كافة سكان الولاية.