طباعة هذه الصفحة

بعد فترة من الانتظار والتوجّس

أمطار تعيد الأمل وانطلاقة مشجّعة ببومرداس

بومرداس..ز/ كمال

أعادت الأمطار الأخيرة المعتبرة أحيانا التي مسّت تقريبا أغلب ولايات الوطن الأمل للفلاحين والمزارعين بعد أن تسلل الشك إلى قلوبهم من أن بداية الموسم الفلاحي الجديد ستكون صعبة وقد ترهن جل التوقعات المسطرة من قبل القائمين على القطاع الفلاحي لتوسيع المساحات المزروعة، خاصة في مجال المنتجات الاستراتيجية كالحبوب وإنتاج الزيتون..

أصبحت ظاهرة التقلبات الجوية وعدم الاستقرار في تهاطل الأمطار حتى في الفترة الزمنية المعروفة والمحدّدة في الرزنامة السنوية للفلاحين تشكّل هاجسا فعليا للناشطين في هذا المجال الاقتصادي الحيوي الذي تعوّل عليه الدولة كثروة بديلة عن المحروقات، حيث كثيرا ما تسببت عملية سقوط الأمطار في وقتها المحدّد في تأخر حملة الحرث والبذر منتصف شهر سبتمبر وبداية أكتوبر، خاصة بالنسبة لشعبة الحبوب والبقول الجافة المرتبطة بفترة زمنية محددة لا يمكن تجاوزها من أجل ضمان نموها ونجاحها من حثّ المردودية المنتظرة.
في هذا الإطار تسببت ظاهرة تأخر سقوط الأمطار مع بداية فصل الخريف في تأخر انطلاق حملة الحرث والبذر بولاية بومرداس وغيرها من ولايات الوطن وبالأخص الداخلية منها المعروفة بإنتاجها الوفير لمحاصيل الحبوب، حيث لم تتجاوز المساحة المحروثة في بداية شهر أكتوبر بولاية بومرداس 1500 هكتار من أصل 6 آلاف هكتار مبرمجة للنشاط هذه السنة نتيجة هذه الظروف الصعبة مع بداية الموسم.
لكن وبحسب عدد من الفلاحين الناشطين على المستوى المحلي بولاية بومرداس، فإن ظاهرة التذبذب في تساقط الأمطار المسجلة سنويا التي تصل إلى حالة الجفاف قد تؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية لكل الشعب الفلاحية المعروفة بولاية بومرداس ومنها شعبة إنتاج عنب المائدة والأشجار المثمرة التي تسيطر على أزيد من 50 بالمائة من المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة التي تتعدى 64 ألف هكتار مقارنة مع المساحة المخصصة لزراعة الحبوب والبقول الجافة، وعليه وبحسب ذات المصادر فإن الكثير من الفلاحين لجؤوا إلى انجاز حواجز مائية لسقي محاصيلهم الزراعية والتخفيف من وطأة تأخر سقوط الأمطار وأحيانا بكميات قليلة، لكن العملية تبقى شبه محدودة نتيجة ضعف شبكة السقي الفلاحي بولاية بومرداس وعدم الاستغلال العقلاني لكمية الأمطار المتساقطة سنويا التي تصبّ أغلبها في البحر.
مع ذلك يشهد القطاع الفلاحي بولاية بومرداس توسعا كبيرا في النشاط بفضل عدد من الاستثمارات المسجلة في الميدان، ناهيك عن المجهودات المبذولة من قبل القائمين على القطاع لتطهير مدونة المستثمرات الفلاحية وتسليم عقود الامتياز لترقية النشاط الذي يعتبر إلى جانب قطاع السياحة والصيد البحري من الموارد الأساسية في الاقتصاد المحلي، كما ساهمت الأمطار الأخيرة في إعادة الأمل والتفاؤل للفلاحين وفي تسجيل موسم ناجح بكل المقاييس.