طباعة هذه الصفحة

الناشطة سليمة دراز :

علينا التخلص من الشعارات.. والتوجّه لتحريك دواليب التنمية

سيدي بلعباس:غ . شعدو

صرّحت الناشطة في المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجتمع المدني لترقية المواطنة بسيدي بلعباس سليمة دراز لـ «الشعب» أن المنتخبين الجدد ينتظرهم تحدّ ورهان كبيرين خلال الخمس سنوات القادمة، بسبب جملة الإنشغالات التي لا تزال على حالها، لاسيما تلك المتعلقة برفع مستوى التهيئة والتحسين الحضري، السكن والخدمات الصحية.

قالت الناشطة سليمة دراز أن المواطن بولاية سيدي بلعباس ينتظر وبشغف تحريك دواليب التنمية المحلية، حيث يرتفع سقف أمانيه عند كل موعد إنتخابي لكن سرعان ما يصطدم بوعود لم تتجسّد وأخرى بقيت على حالها لسنوات، الأمر الذي أفقد حلقة الوصل بين المنتخب والمواطن وتسبّب في شرخ وفجوة واسعة بين الطرفين، وما زاد من تفاقم أزمة الثقة، خلافة العديد من المنتخبين لأنفسهم على مستوى المجالس البلدية وكذا المجلس الولائي.
إن العهدة القادمة ـ تضيف المتحدثة ـ ستفرض على المنتخب القادم رهانات جديدة وجب عليه مواكبتها بما في ذلك تقنيات التسيير الحديث الذي يتماشى والظروف الإقتصادية الراهنة، حيث بات من الضروري الإعتماد على التسيير الذاتي وجلب الإستثمار المحلي لتحقيق مداخيل جبائية تمكن البلدية من تحقيق إستقلالية مالية، بعيدا عن الصراعات والخلافات وحالات الإنسداد التي تعرقل السير الحسن لمصالح هذه الهيئات القاعدية. ففي مدينة سيدي بلعباس على سبيل المثال أصبح التسيير التقليدي للبلدية لا يخدم الواقع التنموي، بعد أن ارتفع عدد السكان وظهرت أحياء سكنية بكثافة سكانية عالية، وارتفعت معها المطالب والإنشغالات، بداية بالتهيئة والتحسين الحضري التي يعدّ الشغل الشاغل لكل الأحياء، ومن ذلك أحياء سيدي الجيلالي، بن حمودة، السوريكور التي تعاني من مشاكل في تهيئة الطرقات الرئيسية والفرعية،الأرصفة، الإنارة العمومية وكذا مشاكل في شبكات المياه والصرف الصحي.
مشكل آخر عجزت المجالس السابقة عن حله وهو مشكل البطالة، فعلى الرغم من الإحصائيات المقدمة والمتعلّقة بتسجيل إنخفاض في نسب البطالة محليا، إلا أن الواقع يعكس معاناة حقيقة لآلاف الشباب العاطل عن العمل، فعلى الرغم من توفر الولاية على منطقة صناعية تعدّ من أهم المناطق بالجهة الغربية إلا أن غياب التنسيق بين الإدارة والمتعاملين أثر وبشكل جلي على عمليات التوظيف، كما أن عدم التحكم في ملف المناطق الصناعية ومناطق النشاط الجديدة بالجهة الجنوبية انعكس هو الآخر على واقع التشغيل بالجهة الجنوبية أين يطالب شباب هذه المنطقة من الجهات الوصية التحرك لخلق مناخ صناعي جديد وبعث مشاريع من شأنها إنتشالهم من البطالة. ومن الآمال التي يتطلّع إليها المواطن أيضا ايجاد صيغة توافقية لحلّ مشكل السكن خاصة بصيغة الاجتماعي، باعتباره محور الإنشغالات اليومية للمواطنين، ما يعدّ رهانا حقيقيا للمنتخبين بالنظر إلى كثرة طالبي هذا النوع من الصيغ مقارنة بالعرض على الرغم من المشاريع الكبيرة المنجزة في هذا الإطار.
هذا وينتظر المنتخبين الجدد أيضا ملف آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، يتعلّق بالإستثمار السياحي الغائب الأكبر بالولاية، حيث لم تخلو أي عهدة من محاولات محتشمة للنهوض بهذا القطاع محليا، غير أن الواقع الحالي يفرض على المنتخبين الجدد الإلتفات وبجدية للملف وإيجاد حلول لمشاكله العالقة ومن ذلك مشكل تهيئة بحيرة سيدي محمد بن علي وجعلها قطبا سياحيا إيكولوجيا، المخيم الصيفي بجبل العطوش، وكذا مشكل المساحات الخضراء على مستوى الأحياء والمجمعات السكنية.
وبالإبتعاد عن عاصمة الولاية تزداد المشاكل ومن ورائها مطالب المواطنين الذين يأملون من المنتخبين الجدد إحداث ثورة تنموية حقيقية بجنوب الولاية، خاصة البلديات النائية وهي البلديات التي تعيش التهميش والإهمال بكل معانيه، حيث لايزال مشكل الماء الشروب يؤرق قاطني بلديات المرحوم، رجم دموش، بئر الحمام، مزاورو، رأس الماء، تلاغ ومرين، فضلا عن الغياب التام للتهيئة الحضرية بمعظم المجمعات السكنية بهذه البلديات، مشاكل أخرى متعلقة بتدني الخدمات الصحية، وغيابها في البلديات النائية، ناهيك عن عشرات الكيلومترات من الطرق التي تنتظر التهيئة، ومشاكل السكن الريفي وغيرها من النقائص التي يأمل المواطن تداركها خلال العهدة الإنتخابية الجديدة.