طباعة هذه الصفحة

ملفّات شائكة أمام منتخبي ولاية تيبازة

غياب الحوار، الأسواق الجوارية وفوضى العمران

تيبازة: علاء ملزي

يتطوّر النّمط المعيشي بتطور بفعل تطور التكنولوجيا، ولأنّ الحاجيات تتجدّد وتتعدّد، فإنّ المنتخبين الجدد بالمجالس الشعبية البلدية والولائية بتيبازة مطالبون بمواكبة هذا التطور وتوفير الحاجيات التي تتماشى وترقية النمط المعيشي للمواطن وتصون كرامته، ذلك ما أدلت به عدّة فعاليات اجتماعية ردّا على سؤال يتعلّق بماهية الطلبات التي يرغب المواطن في تقديمها للمنتخبين الجدد عقب تنصيبهم.

وفي ذات السياق، فقد أشار العديد من رؤساء لجان الأحياء ببلدية فوكة بأنّ السلطات المحلية اجتمعت بهم لمرتين فقط خلال العهدة المنقضية، ممّا أفرز واقعا مليئا بالتشنّج وعدم الثقة في الطرف الآخر، ومن ثمّ فقد طالب هؤلاء من المنتخبين الجدد الذين سيفرزهم الصندوق يوم 23 نوفمبر المقبل بضرورة اعتماد مبدأ الحوار والتشاور كمنهج عمل دائم طيلة العهدة الانتخابية لتمكين المجتمع المدني من توصيل انشغالات المواطن للسلطات، وأشار هؤلاء أيضا الى أنّ العديد من الاحتجاجات التي حصلت ما كان لها أن تكون لولا تجنّب المنتخبين لسياسة الحوار والشفافية والاقناع.
غير أنّ الأمر لم يكن كذلك ببلدية القليعة المجاورة التي شهد معظم مواطنيها بجنوح السلطات لتلبة حاجيات المواطن وفقا لمبدأ الأولوية والامكانيات المتاحة، إلاّ أنّ الفترة الأخيرة شهدت انسدادا جزئيا وواضحا لقنوات الاتصال بين المواطن والسلطات لأسباب تبقى مجهولة، وقد ترتبط برحيل رئيس البلدية نحو قبة البرلمان، ومن ثمّ فقد طالب العديد من سكان القليعة بإعادة فتح قنوات الحوار من جديد وتقديم الخدمات العمومية للمواطن بكل شفافية، كما طالب بعضهم بتوسيع دائرة الحوار والتشاور إلى مجلس استشاري محلي يضم إطارات من كافة القطاعات الفاعلة على غرار ما حصل ببلدية عين تقورايت، الأمر الذي يسهّل على السلطات منهج عملها ويمكّن من توصيل انشغالات المواطن للجهة المعنية من جهة أخرى.
وبعاصمة الولاية، قد أكّد العديد من المواطنين على تسجيل تطور عمراني ملحوظ خلال العشرية الأخيرة، إلا أنّ القدرة الشرائية للمواطن لا تزال تعاني من عدّة كوابيس مرعبة، بحيث يضطر المواطن هناك للتنقل إلى حجوط أو شرشال لاقتناء حاجياته المعتادة، وطالب المواطنون بتوفير أسواق جوارية كفيلة بتلبة حاجيات المواطن بما في ذلك الأسواق الشعبية التي يمكن للمنتخبين المحليين انشائها، وهي الظاهرة التي تتكرّر بكل من بوسماعيل وعين تقورايت بشرق الولاية، بحيث طالب سكانها في اكثر من مرّة بضرورة فتح أسواق جوارية تعتمد أسعارا معقولة للمنتجات، كما أكّد مواطنون من عاصمة الولاية أيضا على أنّ التوسع العمراني الذي يشهد تطورا مذهلا خلال الفترة الأخيرة ليس موجها وفقا للتقاليد والثقافة المحلية ولم يأخذها في الحسبان أصلا، ومن ثمّ فقد طالبوا بضرورة اعتماد توسع عمراني مدروس يتماشى والتقاليد الموروثة عن الأباء والأجداد.
وفي عديد البلديات بالولاية، أعرب المواطنون عن رغبتهم الجامحة في تمكّن المنتخبين الجدد من تحريك عجلة الاستثمار لتوفير أكبر عدد من مناصب الشغل، إضافة الى فك لغز السكن الذي لا يزال يؤرق معظم شرائح المجتمع بالنظر إلى بطء وصعوبة وعدم فاعلية آليات الانتقاء والتوزيع لاسيما حينما يتعلق الامر بالقضاء على السكن الهش، كما أعرب المواطنون أيضا عن حاجتهم لاصلاح طرقاتهم المهترئة بمعية تكفل أمثل بمشكل القمامة الذي أصبح يشكّل ديكورا أسودا تشمئزّ منه أعين وأنوف المارين والناظرين. وأعرب العديد من المواطنين أيضا عن أملهم في مساهمة المنتخبين في التوسط لدى المؤسسات المعنية بالكهرباء، الماء والطاقة لحملها على اصلاح الاختلالات التي يتم تسجيلها من حين لآخر، وتشهد تماطلا لافتا من لدن تلك المؤسسات التي تشتغل هي الأخرى وفق نظام المناولة، والذي يقتضي بطئا ملحوظا في الاجراءات العملية المتعلقة بإصلاح الاختلالات.