طباعة هذه الصفحة

مدير مركز التّكوين المهني «خيثر عامر» بمدريسة

المستخدمون لم يستجيبوا لدعوتنا باستقبال المتربّصين

تيارت: ع - عمارة

هناك تخصّصات لا تتماشى مع الواقع

 قبل أيام من الافتتاح الرّسمي للدخول المهني على المستوى الوطني، ارتأينا أن ننقل عملية التحضيرات الجارية وفضّلنا نقل صورة عن قرب للمتمهنين والادارة بمركز التكوين المهني والتمهين  الشهيد خيثر عامر بمدريسة بجنوب تيارت، المركز موجود ببلدية صغيرة تضم الكثير من الكفاءات.

 مدير المركز السيد حري ابراهيم أقرّ بوجود عقبات في التسجيل بسبب انعدام المستخدمين وتعاملهم مع المركز المهني رغم عدة محاولات، جواريه ومباشرة، وقد تمّت دعوة 31 مستخدما من جميع الأنماط كالنجارة، الحلاقة، البناء، الكهرباء المعمارية، المخابز والفطائر والفلاحة وغيرها من التخصصات، غير أنّه لم يستجب لنا أي مستخدم، وهو ما يؤثّر في التسجيلات التي انتهى أجلها، فالشاب الممتهن يبحث عن مستخدم يتربّص عنده تطبيقيا كون المركز يقدم في التخصصات التي تندرج في التكوين عن طريق التمهين حسب المدير، فإنه تم توجيه دعوة الى رؤساء الاحياء بمدريسة كونهم المسؤولين المباشرين على الاولياء ولم يستجب للدعوة سوى رئيس حي واحد.
 مركز التكوين المهني والتمهين بمدريسة كان محل زيارة للعديد من الشركاء في الأسبوع المنصرم في إطار عملية تحسيسية لفائدة الشباب للتعرف على أهم التخصصات ولجلب الشباب للالتحاق بالمركز، وقد شارك في العملية التحسيسية كل من ممثل عن الصندوق الوطني للتامين على البطالة وممثل عن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر وآخر عن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وممثل عن الوكالة الوطنية للتشغيل وممثلا عن مشتلة المؤسسات، وهي وحدة جديدة مقارنة مع المؤسسات المذكورة وهي عبارة عن وكالة تساعد الشباب على الانطلاق في تجسيد المشاريع التي يستفيد منها  المتربص في اطار دعم الدولة للشاب.
القافلة التي حضرت جريدة «الشعب» جانبا من دورتها كان هدفها الاحتكاك بالشباب ومحاورتهم حول التخصصات التي يستفيدون منها خلال التمهين، والمزايا التي يجنوها بعد إنهاء التربص والتمهين كمناصب عمل والاستفادة من مؤسسات اقتصادية مصغرة، وكذا مرافقتهم خلال استلام المشاريع والتعريف بالتسهيلات التي تسخر للممتهنين، واجمع ممثلو المؤسسات المذكورة على مرافقة الشباب وتسهيل مهماتهم قبل وبعد وأثناء التربص.
وحسب رئيس المركز ومستشارة التوجيه السيدة بن ديدة، فإن هذا المركز يضم العديد من التخصصات في إطار التكوين الاقامي منها التركيب الصحي ويتخرج الممتهن كرصاص، حيث تم تسجيل 52 متربصا خلال دورة فيفري 2018 التي ستنطلق بعد أيام. تخصص آخر يتمثل في المكتبات والتوثيق والارشيف تم تسجيل 22 متربصا،شروط الالتحاق هي مستوى السنة الرابعة متوسط، وسيمنح للمتخرج شهادة التكوين المتخصصة والسن من 16 سنة فما فوق.
بالنسبة للتكوين عن طريق التمهين، فهذا المركز  به عدة تخصصات لكن انعدام المستخدم في مؤسسات تشرف على الجانب التطبيق لهم ادى الى نقص في التسجيل رغم حاجة المنطقة الفلاحية لمدريسة حسب مستشارة التوجيه والتقييم والادماج. متربص واحد في زراعة الأشجار المثمرة رغم أن بلدية مدريسة فلاحية بامتياز،تخصص طبخ الجماعات تم تسجيل 6 متربصين، وهنا يقول مدير المركز أنّ ما ورد بالجريدة الرسمية أثر على التحاق الممتهنين، والتي مفادها ان بعض التخصصات كالطبخ والسكريتارية وتخصصات اخرى يجب على المركز أن يتعامل أو يتعاقد مع مؤسسات خاصة وليست عمومية، ومثل هذه التخصصات لا توجد لدى الخواص فمنطقة مدريسة لا توجد بها مطاعم كبيرة أو مؤسسات كبيرة سياحية أو غيرها للخواص. تخصص الإدارة أو السكريتارية حسب السيد حري ابراهيم لا تتوفر لدى الخواص، الذين يسيرون مؤسساتهم بأنفسهم دون تأهيل إداريين. بالنسبة للتلحيم سجل متربص وحيد رغم احتياج المنطقة لهذه الفئة. والسبب دائما انعدام مستخدمين، صناعة الحلويات تم تسجيل متربص وحيد أي بمجموع 18 متربص بالنسبة للتكوين عن طريق التمهي.
أما التخصصات التالية كالطلاء، تركيب الزجاج وحلاقة رجال التي تفتقر إليها مدريسة، حيث يوجد 7 حلاقين لـ 20 الف نسمة،تخصصات الكهرباء المعمارية، هياكل السيارات والطلاء فلم يسجل أي شاب فيها.
بالنسبة للتكوين التأهيلي الاولي فقد تم تسجيل 30 متربصا لحد الان، وهو تكوين لا يتطلب مستوى تعليمي ومدته 3 اشهر، وهي فرصة لغير المتعلمين والملتحقين بمراكز محو الامية.
حسب مدير المركز السيد حري ابراهم فإن المتربص يستفيد من عدة مزايا منها الانتساب الى الضمان الاجتماعي، وشبه راتب زائد منحة التجهيز بالنسبة للإقاميين، الاستفادة من التأجيل بالنسبة للخدمة الوطنية مع ضمان نظام دراسي ملائم ومكيف مع اساتذة مؤهلين.
 ونشير إلى أن بلدية مدريسة بها مؤسسة اقتصادية كبيرة تتمثل في مصنع للاجر والقرميد لكن تعاملها مع مركز التكوين المهني يعتبر منعدما ممّا سبب نفور الشباب للالتحاق بالمركز حسب ما استقيناه من بعض الشباب، حيث جرب بعضهم عدة مرات للتقرب من هذه المؤسسة الخاصة لكن دون جدوى، وكانت الاجابات دائما لا نحتاج الى ايدي عاملة من التخصصات التي تطرح للتسجيل غير أن ادارة المركز ردت بقولها أن عدم تعاقد أو تعامل المصنع مع المركز يجب أن يسبق التسجيل حتى نضمن للمتربصين حقهم في التكوين التطبيقي، ولا يشترط المركز على مصنع الاجر تشغيل هؤلاء، وما يهم المركز هو ضمان إجراء التربص التطبيقي.
ويبقى الضحية شباب المنطقة، الذين لا توجد ببلديتهم مصانع أو مؤسسات اقتصادية تشغّلهم، أو على الأقل يتربّصون بها.