طباعة هذه الصفحة

على الرغم من تصنيفها ولاية سياحية بامتياز

المقاهي والبيتزريات خيار مفروض على زوار مدينة بومرداس

بومرداس..ز/ كمال

تحوّلت فضاءات الراحة والترفيه إلى متطلبات أساسية في يوميات المدن العصرية التي تتسم بالكثير من الضغوطات التي تدفع الإنسان إلى البحث عن الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينة من أجل الاسترخاء والاسترجاع، خاصة أيام العطل ونهاية الأسبوع، كما تشكل مثل هذه الأماكن العمومية كالحدائق والمنتزهات ملجأ أساسيا مفضلا أحيانا يكون ظرفيا بالنسبة للزوار الذين يقصدون هذه الحظائر يوميا من أجل الحاجة وباقي المصالح الإدارية والمهنية الأخرى..

إلى جانب هذه الفضاءات العمومية التي تعتبر متنفسا حيويا للعائلات والأطفال في مختلف المناسبات التي من المفروض أن لا تخلو مدينة منها، تعتبر المرافق الخدماتية الأخرى ومراكز الراحة اليومية ضرورية أيضا خاصة بالنسبة للمسافرين المتنقلين الذين هم بحاجة إلى مثل هذه الخدمات التجارية والترفيهية التي تتواجد في العادة بالمدن الكبرى وعواصم الولايات خاصة داخل محطات نقل المسافرين بالحافلات والقطارات والحدائق العامة، لكن وللأسف فإن كل هذه المتطلبات والحاجيات لا تزال بعيدة المنال بعاصمة ولاية بومرداس حتى لا نقول مدن الولاية التي فقدت أغلبها معالم المدينة الحضرية التي تتوفر على مختلف الضروريات نتييجة فوضى العمران وافتقاد التجمعات السكنية الجديدة لهذا البعد الحضاري الذي اتسمت به المدينة التاريخية.
الزائر اليوم إلى مدينة بومرداس الساحلية والسياحية مثلما يروج لها وخاصة إذا وصل عن طريق حافلة نقل المسافرين، قد يصطدم في الوهلة الأولى بمنظر مشين لمساحة ترابية حتى لا نقول محطة تفتقد لأدنى شروط العمل بل هي إهانة للمسافرين وأصحاب المركبات وحتى للقطاع في حد ذاته الذي يعتبر شريان الحياة العصرية، وهنا الحديث عن مرافق الراحة والخدمات عبارة عن ضرب من الخيال لأنها ببساطة لا تحوي سوى طاولات لبيع التبغ أما الضروريات الأخرى وقضاء الحاجة البيولوجية المشروعة فعلى المسافر القادم من مسافات بعيدة أن يبحث عنها في المقاهي المجاورة وبدرجة أقل محطة القطار التي تتوفر على شروط النظافة وبعض المتطلبات البسيطة.
كما يفتقد وسط المدينة لمثل هذه المرافق ما عدا بعض الفضاءات الخضراء وكراسي محتكرة من قبل مسنين متقاعدين، وبالتالي لم يبق للعائلات والباحثين عن متنفس للراحة سوى شاطئ البحر أو حديقة النصر بحي 800 مسكن التي تمّ تهيئتها مؤخرا وفتحها أمام المواطنين، خاصة في سهرات رمضان وفصل الصيف وفي الأيام الربيعية المشمسة،لكنها بالنسبة للمسافرين القاصدين عاصمة الولاية هي غير مبرمجة بسبب بعدها وغياب النقل الحضري.
وعليه، لا يجد هذا المسافر من ملجأ سوى المقاهي والبيتزريات، بمعنى هو مضطر للدفع من أجل انتظار فتح المصالح الإدارية وإكماله مهامه، في حين تبقى هذه الهياكل القاعدية شبه منعدمة في المدن ودوائر الولاية وأكثر ما تمّ تحقيقه هو فتح فضاءات للعب الأطفال بالأحياء وكل ما تمّ تسطيره في إطار المشاريع السياحية يبقى في الانتظار على الرغم من أهمية هذه الفضاءات والمساحات الخضراء التي كان من الواجب إدماجها ضمن مخططات التهيئة والتعمير الجديدة الموجهة لتوسعة المدن وإنشاء أخرى جديدة بمواصفات تستجيب لشروط العصرنة والتمدن في مطلع الألفية الثالثة.