طباعة هذه الصفحة

الباحثة في علم الطب ومخترعة الأنف الإلكتروني

فضلت الجزائر على كل العروض الأجنبية

بلعباس: غ . شعدو

تعدّ البروفيسور نصيرة لشلق ابنة ولاية سيدي بلعباس، من النساء اللاتي دخلن عالم الطب من أبوابه الواسعة وخلدن أسماءهن من ذهب في سجله التاريخي بعد حصولها على براءة الإختراع لجهاز الأنف الإلكتروني، فهي تعدّ واحدة من اللواتي أثبتن تفوّق المرأة الجزائرية في مجال البحث العلمي والإختراع بعد أن برهنت للعالم أن للمرأة من القدرات ما يمّكنها من صنع التفوق، وتؤكد للمرة الألف خطأ مقولة «لا يمكن للمرأة أن تصنع آلة».

نصيرة لشلق المنحدرة من منطقة سيدي ابراهيم بضواحي سيدي بلعباس تمكّنت وبفضل بحوثها العلمية التي دامت لسنوات من التوصل إلى إختراع جهاز الأنف الإلكتروني الذي يستعمل في عديد المجالات الطبية، خاصة ما تعلّق بالتشخيص والكشف عن الأمراض كالسكري، أمراض النساء، الأورام وغيرها من الأمراض بما في ذلك الأمراض البسيطة كالإنفلونزا.
قالت البروفيسور الباحثة في علم الطب وخلال تقديمها لشروح مفصلة عن الجهاز الذي صنع بمواد ووسائل جزائرية بنسبة تفوق 90 بالمائة أن منتوجها الجديد الخاص بالأنف الإلكترونية يساعد على كشف وتشخيص الأمراض، وله من المميزات ما يمكنه من تسهيل عملية الفحص داخل الوسط الإستشفائي وداخل المخابر الطبية أيضا، فهوجهاز متطوّر سهل الإستعمال على شكل أداة تثبت على طاولة وتوضع داخله العينات التي سيتم فحصها على أن تظهر النتائج خلال 30 دقيقة عوض التحاليل الروتينية التي تدوم يومين، كما أنه يجنب المريض اللجوء إلى فحوصات إضافية، وبالتالي تفادي تكاليف زائدة. كما أنّه موجه أيضا للإستخدام في عديد الميادين الأخرى كتحديد نوعية العصائر وفي معالجة المياه وحتى في مجال البيئة كتلوث الهواء والصناعة الغدائية، وكذا يمكن استخدامه من قبل مصالح الجمارك وغيرها.
وأضافت البروفيسور، أن العديد من العروض منحت لها لتبني الجهاز من طرف شركات ومؤسسات خارج البلاد بحكم أنها كانت مقيمة في تولوز بفرنسا، لكن غيرتها وحبها لوطنها جعلها تعود إلى الوطن حاملة إختراعها الجديد بنية خدمة وطنها وأبناءه. حيث دخلت منذ حوالي سنة في مفاوضات مع مؤسسة «أيني سيدي بلعباس» من أجل إبرام إتفاقية شراكة بين المؤسسة المذكورة ومركز تطوير التكنولوجيات المتطورة الذي انضمت إليه البروفيسور لشلق، على أن يتمّ بموجبها الشروع في تصنيع هذا الجهاز على مستوى مركب «ايني» الذي يملك الأرضية الإلكترونية التي تساعده على تجسيد المشروع، ومن تمّ تسويقه محليا في مرحلة أولى قبل الانتقال الى تصديره للخارج. وأضافت البروفيسور لشلق، أن الوقت حان لإعادة النظر في طرق تشخيص الأمراض بطريقة دقيقة، حيث أن العديد من العلاجات الحالية تتمّ بطرق غير صحيحة نتيجة التشخيص الخاطئ للمرض، ما يستدعي تطوير هذه الحلقة التي تعدّ أهم حلقة في رحلة العلاج، لتؤكد مجددا أن جهاز الأنف الإلكتروني تمّ تصميمه لهذا الغرض ليساعد الأطباء العامين، المختصين وحتى المخبريين من أجل التوصّل إلى التشخيص الدقيق في وقت قياسي وبتكاليف أقل، وعن تسويق الجهاز قالت البروفيسور بأنها إعتمدت على إمكانياتها الخاصة في صنع الجهاز بداية بمرحلة البحث التي دامت سنوات وإلى غاية تجسيد المشروع، لكنها تطمح حاليا للحصول على إهتمام من السلطات المحلية من أجل تسويق جهازها عبر كافة المستشفيات والمخابر.