طباعة هذه الصفحة

الأولياء تخوّفوا من آثاره الجانبية

نسبة الاستجابة لم تتجاوز 20 ٪ بسكيكدة

سكيكدة: خالد العيفة

على هذا الأساس استغل التلاميذ المعنيّون بالتلقيح العملية برمّتها من أجل التغيب عن المؤسسات التربوية، رغم أن مديرية الصحة بسكيكدة، أكدت على ضرورة خضوع تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط باعتبار أن هذه المرحلة العمرية هي المعنية بالحملة وبالتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، واللّذان يعدّان من أخطر الأمراض وعدم التلقيح ضدهما قد يؤدي إلى الموت في حالة الإصابة بهما، حيث ينتج عنهما ارتفاع درجة حرارة أجسام الأطفال في هذه المرحلة العمرية إلى 41 درجة، والتي يتعذّر خلالها الخضوع للعلاج في الوقت المناسب، منوّهة بالأموال الكبيرة التي رصدتها الدولة، الأمر الذي يفسّر حسب ذات المديرية عدم خطورة اللّقاحات، وأن المخاوف التي يطرحها التلاميذ وأوليائهم تدخل ضمن نطاق التهويل فقط.
وسبب عزوف أولياء التلاميذ كما أوضحه أحدهم لـ «الشعب» بمتوسطة عبد الحميد العمراني بسكيكدة، إلى «غياب المعلومات الكافية الخاصة باللقاح الجديد، وبالأخص عن مصدر هذا اللقاح وتركيبته وآثاره الجانبية، وما زاد في تخوّف الأولياء هو أن العملية ليست إجبارية وتخضع للموافقة، ما يعني أن الأمر لا يتعلق بوضعية وبائية أو بلقاح من شأنه أن يزيد من المناعة والحماية لدى الأطفال»، ورغم إطلاق حملة ثانية على مستوى المرافق الصحية العمومية وليس بالمدارس وذلك لتفادي المشاكل السابقة، والتي عرفت العزوف كذلك بسبب أولئك الذين تساءلوا عن سبب طلب توقيع استمارة القبول بإجراء التلقيح، إلاّ أنّها لم تعرف الاقبال الذي كان منتظرا منه.
وكنتيجة حتمية لهذا العزوف، عرفت مختلف بلديات سكيكدة على غرار بعض ولايات الوطن، ظهور حالات مشتبه فيها للبوحمرون قاربت 100 حالة، كما أوضحته نادية كورتال رئيسة مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لسكيكدة، على مستوى بلدية بن عزوز، عين قشرة وسيدي مزغيش، لتصل إلى عاصمة الولاية حيث تم تسجيل 13 حالة.
وأضافت هذه الاخيرة أنّ هذه الحالات غير مؤكّدة على اعتبار أنه لم يتم استلام نتائج التحاليل التي تم إرسالها إلى معهد باستور بالجزائر العاصمة لمعرفة حقيقة هذا الداء»، وأشارت كورتال بأن «الحد من انتشار العدوى يستوجب انخراط قطاع التربية بالولاية لتسهيل عملية التلقيح داخل المؤسسات التربوية في الطورين الابتدائي والمتوسط لتدارك التأخر، لاسيما وأن نسبة الاستجابة للتلقيح لا تتجاوز في الوقت الراهن 20 بالمائة عبر ولاية سكيكدة».
وقد خصّصت ولاية سكيكدة فيما سبق، 163 ألف و357 جرعة لقاح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، وهي تخص تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، والمقدّر عددهم عبر هذه الولاية بحوالي 163 ألف تلميذ، حيث تم تخصيص 49 فرقة لهذه العملية تعمل عبر 49 وحدة للكشف والمتابعة في الوسط المدرسي، مع تسخير 126 طبيب و168 ممرض وممرضة مختصين في التلقيح و100 مختص في علم النفس.