طباعة هذه الصفحة

ارتفاع مؤشّر الخدمات الصحية ببلعباس

طبيب واحد لـ 879 نسمة مع ترقية النّوعية

بلعباس: غ ــ شعدو

استفادت سيدي بلعباس وبفضل الإستراتيجية التنموية التي أطلقها رئيس الجمهورية عديد الإنجازات الحيوية، التي ساهمت في الرفع من مؤشرات التنمية محليا وجعلت من الولاية تحتل مراتب متقدمة خاصة ما تعلق بالبنى التحتية والخدمات العمومية، بما في ذلك النقل والصحة.

ويعد قطاع الصحة من القطاعات التي حضيت باهتمامات كبيرة، حيث تم تسطير تصورات عامة لتطوير القطاع وتحسين خدماته، وهو ما بدأت تجلياته تظهر خاصة بعد دخول مركز مكافحة أمراض السرطان الخدمة شهر جويلية المنصرم، وهو الصرح الطبي الذي يعد مكسبا هامّا للولاية والجهة الغربية للوطن، حيث يستقبل يوميا عديد المرضى بمصلحتي الأشعة وطب الأورام في انتظار استكمال تجهيز باقي المصالح، إذ يتّسع لـ 120 سرير، بعد أن تم بناؤه بمقاييس عالمية أين تم تشييد البناءات والمرافق وفق الصنف» أ»، والتي من شأنها احترام مقاييس السلامة في حالة حدوث الكوارث كالزلازل أو الحرائق أو غيرها من الحوادث، ويضم 10 مصالح طبية و33 وحدة، المصالح التقنية، أجنحة للفحوصات والتصوير بالأشعة والتحاليل الطبية والصيدلة زيادة على وحدة لصيانة العتاد الطبي، جناح العمليات الجراحية وعدة مخابر وأجنحة أخرى موجّهة لاستقبال المرضى، بالإضافة إلى مصلحة التخذير والإنعاش، فضلا عن طابق ثالث كقطب بيداغوجي يعنى بتكوين المهنين وترقيتهم.
كما يضم المركز قسما مخصّصا لأورام الأطفال مجهز وفق مقاييس مدروسة من شأنها توفير الخدمة، والمرافقة النفسية للأطفال المرضى ولأوليائهم.
وينتظر مع نهاية السداسي الثاني استكمال الخدمة بمصلحة التداوي بالأشعة، ووضع حيز الخدمة المسرع الثاني والثالث، بالإضافة إلى إنطلاق الخدمة بمصلحة الأورام مع اطلاق إجراءات إقتناء العتاد الخاص بالطب النووي.
هذا وتدعّم القطاع الصحي بالولاية بمرفق صحي هام يتمثّل في مستشفى بسعة 60 سرير دخل الخدمة مؤخرا ببلدية الطابية، وهو المشروع الذي خفّف الضغط على المستشفى الجامعي وسهل العلاج على قاطني البلديات الغربية بالولاية، في انتظار استكمال بعض المرافق داخله آفاق 2018 كوضع حيز الخدمة وحدة العناية المركزة، مع إضافة إلى غرفة جراحة على مستوى وحدة الإستعجالات الطبية.
للإشارة، فإنّ مؤشّرات التغطية الصحية بالولاية عرفت ارتفاعا ملحوظا، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى بلوغ نسبة طبيب واحد مقابل 879 نسمة، وهو المؤشّر الذي يعد منخفضا بالمقارنة مع المؤشر الوطني الذي يقدر بطبيب لـ 1366 نسمة، في حين تمّ إحصاء طبيب أخصائي واحد لـ 947 نسمة، وجراح واحد لكل 3217 نسمة، بالإضافة إلى صيدلي لكل 2282 نسمة.
أما عن مؤشّر خريطة الهياكل الصحية، فقد بلغ 273 سرير لألف نسمة، عيادة واحدة لأزيد من 10 آلاف نسمة، وقاعة علاج واحدة لحوالي 7 آلاف نسمة. ويتوفر القطاع العام على 15 مؤسسة صحية بطاقة إجمالية تقدر بـ 1646 سرير، منها 44 سرير بالقطاع الخاص بالإضافة إلى 65 عيادة متعددة الخدمات و93 قاعة علاج، كما سيتم الإنطلاق في إنجاز 4 عيادات متعددة الخدمات بعد رفع التجميد عنها بكل من بلديتي تسالة، مصطفى بن براهيم، حي سوريكور والمقام بسيدي بلعباس.
الترامواي النّقلة العصرية
  تعزّز قطاع النقل هو الآخر بمشروع الترامواي الذي يعد وسيلة نقل عصرية إيكولوجية، والذي ساهم وبشكل كبير في تحسين خدمات النقل الحضري بالمدينة، إلى جانب إعادة ضبط مخطط النقل الحضري وإعطاء وجه جمالي للمدينة.
التراموي الذي يمر مساره عبر الأحياء السكنية الكبيرة ومختلف المرافق العمومية على مسافة تقدّر بـ 14 كلم، مكن من خلق ديناميكية حقيقية في قطاع النقل الحضري، حيث رفع الغبن عن فئات كبيرة من المواطنين، من موظفين، طلبة وعمال، إذ يوفّر الخدمة يوميا لحوالي 62 ألف مسافر بمعدل 5 آلاف مسافر في الساعة، كما ساهم في تقليص نسبة البطالة بعد توفيره 2700 منصب شغل بين دائم ومؤقت. هذا وعرفت الولاية تجسيد مشروع هام يخص النقل بالسكك الحديدية بعد دخول خط مولاي سليسن – سعيدة الخدمة على مسافة 153 كلم بسرعة 160 كلم في الساعة، والذي مكّن من تحريك العجلة التنموية والتجارية وفك العزلة عن مناطق الهضاب العليا، كما سهّل تنقّل حركة المواطنين بعديد المناطق النائية، حيث يمر عبر بلديات وادي سفيون، مزاورو، الحصيبة، تلاغ ومرين على طول ٥ ، ٥٧ كلم. كما يعد الخط بمثابة التحدي لأجل تنمية المنطقة باعتبار أن قطاع النقل محرك التنمية والإقتصاد عموما ومحور أساسي لتطوير باقي القطاعات. وفي ذات الوقت لاتزال الأشغال متواصلة بمشروع الخط المكهرب وادي تليلات – تلمسان الممتد على مسافة 71 كلم مرورا بإقليم ولاية سيدي بلعباس، حيث تقارب نسبة الإنجاز الحالية 80 بالمائة، ومع دخول المشروع حيّز الخدمة سيمكّن من تحقيق تنمية محلية حقيقية، وهو الذي من شأنه تمكين القاطرات من بلوغ سرعة تعادل 220 كم في الساعة.