طباعة هذه الصفحة

سوق الجملة بأبي تاشفين بتلمسان

قبلة للتجار ومركز لكسر أسعار المضاربين ومغنية تصنع الحدث

تلمسان: محمد بن ترار

يعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه الواقع بحي أبي تاشفين بالمدخل الشمالي لمدينة تلمسان أهم مموّن لتجار التجزئة بمختلف أنواع الخضر والفواكه، وهو المتحكم في الأسعار  الامر الذي جعل والي الولاية علي بن يعيش يقف عليه في اول أيام رمضان، ويدعو تجار الجملة الى خفض الأسعار موازاة مع شهر الرحمة.

هذا السوق الذي كان في الماضي يعرف صراعات كبيرة قبل أن تستقر الأوضاع منذ تنصيب ابن مدينة المدية السيد بطاهر محبوب بداية سنة 2018 على رأس السوق، والذي باشر حملة لضمان الاستقرار والطمأنينة وخلق العمل الجماعي، والسهر على نظافة السوق وإعادة طلاء جدرانه بالوان زاهية استقبالا لشهر رمضان المعظم. السيد محبوب الذي استقبلنا بحفاوة في مكتبه كشف أنّ السوق يسير في ظروف ممتازة، وأن وفرة الخضر والفواكه جعلت الأسعار تنخفض ومعها تحترم القدرة الشرائية للمواطن، مؤكّدا أن هذا الفضاء التجاري الذي يحوي 116 محلا تجاريا للجملة، بالإضافة الى ساحة خاصة بالفلاحين تفتح أبوابها من الخامسة صباحا الى 11 صباحا ومن الثانية بعد الزوال إلى الرابعة مساءً، ما تسمح بتوفير مختلف الخضر يوميا على رأسها 700 قنطار من البطاطا يوميا و300 قنطار من البصل و200 قنطار من الطماطم و100 قنطار من الخس و100 قنطار من الجزر، ونفس الكيل من الشمندر والثوم والبازلاء والفلفل الحلو، زيادة على 50 قنطار من الفلفل الحار وكميات هامة من الفواكه والتمور، وهو ما يجعل الأسعار تنخفض وفقا لقانون العرض والطلب، خصوصا وأن هذا السوق يعتبر المصدر الرئيسي لتجار دوائر الولاية زيادة على مصدر دعم لتجار الولايات المجاورة خاصة النعامة وبشار وغيرهما، حيث يضمن السوق توفر الخضر الطازجة، والتي تقف عليها إدارة السوق برقابة شديدة نتيجة الطاقم الأمني الموفر والذي سمح باستعادة سمعة السوق كمؤسسة اقتصادية هامة، زيادة على حملة النظافة التي تتم مرتين في اليوم الامر الذي شجع على الاقبال عليها.
غير بعيد عن مدينة تلمسان تقع مدينة مغنية، هذه الأخيرة بدورها التي استحدثت سوقا للجملة خاصا بالخضر والفواكه بوسط المدينة، قريبا من مقر المحكمة القديمة وعلى مشارف سوق الخضر والفواكه للتجزئة نصبت العديد من المحلات التجارية التي تتنافس في عرض أجود الخضر والفواكه القادمة من سهل بني واسين وعبين فتناح ومغنية وبني بوسعيد وصولا الى منتجات سهول تافنة، حيث تستقبل المدينة التي تعد الثانية من حيث المساحة والكثافة السكانية العشرات من الاطنان من الخضر والفواكه، كما يسمح هذا السوق بتزويد تجار الرواق الغربي من مرسى بن مهيدي الى بني بوسعيد، بالإضافة الى السواحلية وندرومة والغزوات وجبالة وعين فتاج بمختلف أنواع الخضر والفواكه التي تنتجها حقول السهول الغربية التي استعادت نشاطها في انتاج مختلف الخضروات خصوصا بعد تحويل مياه الانقاب للسقي بعد ضمان المياه الصالحة للشرب من محطة تحلية المياه بسوق الثلاثة، كما شجّعت عملية تجفيف منابع التهريب على ارتباط سكان  الحدود بالأرض وعملهم على توفير الخضر الطازجة ذات الجودة العالية، كما شكلت الوفرة الكبيرة للإنتاج نتيجة وفرة المياه واتساع الأراضي إلى كسر الأسعار، حيث عرضت مختلف أنواع الخضر بأسعار تنافسية عشية رمضان واستمرت في الانخفاض، ما خلق الطمأنينة في نفوس السكان بالشريط الحدودي، الذين كانوا خلال السنوات الماضية يعيشون أزمة كبيرة في الخضر والفواكه.