طباعة هذه الصفحة

إجراءات جديدة بعين تموشنت

رخص لممارسة نشاط محدود

عين تموشنت: ب.م الأمين

بالرغم من الاجراءات المتخدة من طرف مختلف السلطات الولائية للقضاء على ظاهرة التجارة الفوضوية، الا ان ذلك لم يشفع لبعض من هؤلاء التجار في فرض سيطرتهم، لاسيما وان الظاهرة عرفت انتشارا كبيرا بعد شهر رمضان الكريم.
 للحديث عن ظاهرة الانتشار الكبير واللافت للباعة الفوضويين ارتأينا القيام باستطلاع بغية الكشف عن جانب الموضوع.
وخلال الجولة الميدانية التي قادتنا إلى بعض أحياء وأسواق عين تموشنت اقتربنا من الشاب منير 27 سنة الذي من عائلة تعاني ظروفا معيشية قاهرة والذي يشتغل في طاولة كانت تحمل مختلف الخضر المتنوعة في وسط عين تموشنت،   محطتنا الأولى والذي كان في حالة كبيرة من التعب والإرهاق التي زاد من حدته الجو الحار الذي يميز هذه الأيام والذي أكد لنا خلال اقترابنا منه أنه بطال ولا يملك مورد رزق قار بل مهنته الوحيدة هذه التجارة الفوضوية التي يلجأ إليها بنسب قليلة في الأيام العادية، لكن يسارع إلى استغلال يوميات شهر الصيام الذي دون شك تكثر فيه حركة البيع من أجل الحصول على مبالغ معينة تمحي القليل من مشكلاته.
  يمتهن التجارة الفوضوية لإعالة عائلته
الشاب فيصل الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره الصغير والذي التقيناه هو الآخر في السوق بالقرب من مسجد عبد الرحمن بن عوف بعين تموشنت المعروفة، وهو ينادي الزبائن إلى طاولته التي كانت تحمل الأنواع المختلفة من الفواكه التي ارتفعت أسعارها مؤخرا، أكد انه يسارع بالشكل اللازم من أجل تحسين وضع أسرته المادي الذي هو في الحضيض ـ حسب ما أفضى به لنا ـ ليضيف أن هذه التجارة الفوضوية مرهقة وتجعل البائع يتعب كثيرا ويصدح بصوته إلى أبعد مدى من أجل جلب الزبائن وأحيانا كثيرة هو من يذهب إلى المشترى من أجل إقناعه بشراء المنتوج على عكس التجار العاديين أصحاب المحلات الذين حسبه لا يغادرون محلاتهم ولا يكلفون أنفسهم بالمناداة مثلنا، لكن رغم ذلك فجميع هؤلاء التجار الفوضويون لا يجدون مفرا من تحمل كل هذا الإرهاق الكبير، لاسيما ونحن في الأجواء الحارة فقط من أجل الظفر ببعض المبالغ التي تساعد في تحسين ظروف عائلاتهم السيئة والمتقهقرة أو استغلال ذلك في المصاريف الخاصة.
أما الشاب عماد 26 سنة الذي كان من بين من اقتربنا منهم في السوق الفوضوي بعين الطلبة، فأكد هو الآخر أن الهرولة إلى التجارة الفوضوية ونصب الطاولات المختلفة هو الحل الوحيد في ظل هذه الظروف، خاصة بعد أن خانهم الحظ في الحصول على فرصة عمل ولو متواضعة تنقذهم من عالم الانحراف بكل تفاصيله المختلفة من إدمان وسرقة من جانب آخر، فإن هناك من يرى أن مختلف هذه الطاولات التجارية الفوضوية هي مقصد وقبلة للكثير من الفقراء والمعوزين والزوالية الذين يجدون في أسعارها المنخفضة ملاذهم الوحيد للحصول على ما تطلبه المعدة وما تشتهيه العين.
إقبال كبير على سلع التجار
 الفوضويين رغم التحذيرات
 ما ذهب إليه الشاب نصرو 30 سنة الذي التقيناه في أحد شوارع عين تموشنت وهو بصدد بيع مختلف أنواع الالبسة التي كانت على طاولته الكبيرة، هو التأكيد على أن عددا كبيرا من المواطنين المعوزين و«الزوالية” هم من يقصدون طاولته يوميا الذي يراه بدوره فرصة كبيرة للتحصيل اللازم والضروري خاصة في ظل هذه الظروف المعيشية القاهرة، ليضيف أن الأسعار المعقولة التي يطلبها من الزبائن تجعل فئة كبيرة منهم تسارع إلى شراء بضاعته التي يؤكد أيضا أنها ذات نوعية جيدة وذات جودة حسنة.
 وفي هذا الصدد، تروي السيدة زهية 45 سنة ربة بيت وأم لأربعة أطفال والتي تعيش وضعا ماديا متدنيا والذي وقف حجرة عثرة في طريق تحسين ظروف وأحوال معيشة عائلتها أنها لا تقصد إلا طاولات الباعة الفوضويين الذين يملكون بعض الرحمة عكس أصحاب المحلات الأخرى، وقالت إن مختلف السلع والمنتوجات الاستهلاكية المتواجدة في مختلف المحلات تتوفر أيضا لدى هؤلاء التجار الفوضويين، كما أن النوعية هي ذاتها حسب ما ذكرت.
خضر، فواكه ومواد استهلاكية  مختلفة  
وهي نفس وجهة النظر الإيجابية التي تشاركها فيها عائشة التي أكدت هي الأخرى أن طاولات الباعة الفوضويين هي ملاذها الوحيد خاصة في ظل هذا الارتفاع الكبير للأسعار، لاسيما تلك التي مسّت مختلف أنواع الخضر والفواكه حيث أن هؤلاء التجار الفوضويون يلجأون إلى تخفيض الأسعار ـ حسبها ـ حتى يتمكن الكثير من المحرومين والمعوزين من اقتناء ما يلبي حاجة المائدة. لتختم قولها بالتأكيد على أنه لولا هؤلاء الباعة والتجار الفوضويون الذين انتشروا بشكل كبير لما تمكن الكثير من الفقراء و«الزوالية” من توفير بعض المـأكولات على المائدة الرمضانية.
أسواق جوارية ومحلات للباعة الفوضويين
هذا وأكدت مصادر بمديرية التجارة  لعين تموشنت وجود اجراءات جديدة اتخذتها مصالح التجارة بالتنسيق مع مصالح البلديات بعد عمليات ازالة الأسواق الفوضوية وتتمثل في منح رخص ممارسة نشاط تجاري مصغر وكذا تخصيص مساحات مهيأة لمزاولة نشاط تجاري. خاصة بعد احصاء 24 تاجرا غير شرعي من بينهم 16 تاجرا في بلدية عين الأربعاء، و8 تجار في بلدية وادي الصباح، ليتم تحويلهم الى السوق الاسبوعية في دائرة حمام بوحجر، هاته الأخيرة التي تم بها إزالة 54 بائع غير قانوني ناشطين على مستوى البلدية وادماجهم داخل مرآب تمت تهيئته لممارسة هذا النوع من النشاطات، وفي ذات السياق تم تسجيل 20 طلب لمنح محلات على مستوى بلدية شنتوف، وعلى مستوى عاصمة الولاية تم تخصيص فضاءين تجاريين جواريين لامتصاص التجارة غير الشرعية، فيما يوجد مشروع اخر يخص تخصيص 3 فضاءات جوارية اخرى على مستوى مقر الولاية.