طباعة هذه الصفحة

الأديب والمؤلف المسرحي، محمد بويش:

الشعب ذاكرة ثقافية عميقة وسؤال كينونتنا النصية دوما

حاورته: براهمية مسعودة

يرى الأديب والمؤلف المسرحي، محمد بويش، أنّ ذكرى تأسيس جريدة “الشعب” محطة هامة ومحورية من تاريخ الجزائر الثقافي،  نظرا لدورها الرائد في مجالات  الدين والأدب والفن من الغناء والموسيقى والمسرح، وجوانب أخرى مهمة من حياة الفرد والمجتمع.

قال محمد بويش ل«الشعب” في عيد ميلادها الـ56، أنّ “الشعب ذاكرة ثقافية عميقة وسؤال كينونتنا النصية دوما، إلا أنّ المسار الإعلامي الثقافي في خطاب العولمة الجديد،  يحتاج منا إلى التكتّل كمبدعين وكتاب للخروج من نمطية النص إلى آفاق تجريبية في التواصل مع الإعلام، ولذاك لابد من رقعة كبيرة تتسع لأفكارنا ومحاولاتنا للانجاز الفكري والإبداعي...” وإليكم نص الحوار كاملا
- الشعب- تطل من جديد على جريدة “الشعب” وفق دهشة نصك الدائمة....فما رأيك في الحراك الإعلامي بالجزائر في بعثه الثقافي، والشعب أنموذجا ؟
** محمد بويش: في الحراك الإعلامي القابل للتلقي،  وفق أبعاد سوسيولوجيه وأنماط فكرية هادفة،  يكون المتلقي رهين متابعة يومية للحدث الثقافي المهيمن وللأفكار المتداولة في ساعتها، وتصبح الصحافة الورقية باعثا  أساسيا  للمنتوج الثقافي والفكري،  وفي حالات تواصلية مع المتلقي تكون خالقة لتلك الرغبة الثقافية وحب الاطلاع الذي يواكب نسبة معينة من عامة الشعب..
ومن هذه الحلقات الفكرية والثقافية، يصبح الإنتاج الإعلامي مطالب بتنويع مصادره والدق على ناقوس الانتهاج الجديد في مجالات الإبداع والفكر المحلي والوطني والعالمي، وهذا لإشباع الرغبة الكامنة عند المتلقي الإعلامي وتوجيه بؤرة نظره إلى الإعلام الثقافي،  كسبيل ناجح لإرساء ثقافة إعلامية تخدم بناء أجيال مستقبلية تتعايش والفكر الإنساني.
- جريدة الشعب وعولمة الإعلام في المنحى الإعلامي بالجزائر....هل تخلق ذاك التواصل مع المتلقي برأيك ؟
** من هذا الجانب نلج بوابة جريدة عريقة عراقة الوعي الإعلامي الناضج والفكر السديد في إيجاد نمطية ثقافية معينة بالجزائر...جريدة الشعب اليومية ووفق هذا المنحى الإعلامي يتوجه عقل المتلقي إلى البناء الثقافي الذي تبنته الشعب من أمد بعيد في خلق تلك التواصلية الفكرية مع المتلقي، وذاك البعث المهم في حركية الإبداع والفن على المستوى الوطني والعربي والعالمي...
وتجربة الشعب في الإيعاز الفني والثقافي في غياب جرائد مختصة،  تعتبر رائدة ومنارة لإرساء متابعات نقدية وفكرية، كانت هي السباقة في بعثها إلى الرأي العام، ولهذا كان التكتل الصحفي في أروقتها يلعب دوره الهام في إنارة عقل المثقف والمبدع والأديب والفنان.
- بصفتك أديب وكاتب معروف كيف تساهم ‘ الشعب’  اعلاميا في البعث الثقافي؟
** يكون ذلك بالصعود إلى الإدراك الحسي الفني عند المتلقي حيث  ترافق الجريدة كل نشاط ثقافي بالتحليل والعمل الجواري للتظاهرات ، إضافة إلى تخصيص صفحات أدبية،  تعتمد على كتاب كبار في الجزائر لنشر تفاصيل من نصوصهم ورواياتهم،  قصد تقريب الإعمال إلى المتلقي ...وهنا أؤكد أنها أيقونة للجانب الثقافي والفكري.
*ما هي كلمتكم الاخيرة
** شكرا لهذه الاستضافة الكريمة و لهذا الحوار الجاد والمتنوع ويسرني أن أهنئ أول يومية ناطقة باللغة العربية بعد الاستقلال على هذا الجسر الطويل الممتد على الخط الافتتاحي الذي وضعه مؤسسها، منذ تأسيسها بتاريخ ال11 ديسمبر 1962 واستمرار صمودها أمام تيارات كثيرة وتحولات جذرية ارتبطتْ بظروف اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية حتى احتفلت بعيدها الـ56.