طباعة هذه الصفحة

لا يزال الكثير منهم في حالات كارثية

محمد، عمي الجيلالي وبن سعدة ضحايا الأخطاء الطبية بالمدية

المدية: علي ملياني

العيادات الخاصة من الابتزاز إلى سرقة الأعضاء والتّشويه

يعتبر «محمد - م»، 33 سنة، إطار بقطاع الشباب والرياضة بالمدية، أحد ضحايا الأخطاء الطبية، في نظرته لمشكلة الأخطاء الطبية أنه لا يزال يعاني نفسيا من الخطأ الطبي الذي تعرض له في الفترة ما بين 2004 و2005 لدى عيادة مختصة في جراحة العظام بالعاصمة على يد جراح بدرجة أستاذ، كاشفا محدثنا أنه اتصل وقتها بإدراة هذه العيادة لإجراء عملية جراحية على مستوى ذراعه الأيسر لنزع عظيمات تسببت له في تشوه خلقي منذ صغره وعدم القدرة على رفع أشياء ثقيلة وكذا السياقة.

 بعد تفاوضه الكبير مع الجراح حول مبلغ العملية، تم الاتفاق على مبلغ 40 ألف دج بدلا من 60 ألف دج، على أن هذه العملية سهلة جدا  ومضمونة بنسبة 100 بالمائة، حيث أجري وقتها هذه العملية ولازم سريرها ليوم واحد في جويلية 2005 تفاديا لأي أعباء أخرى، غير أن هذه العملية لم تنجح - حسبه - لكونه لم ينزع العظمين الصغيرين، مكتفيا بأداء عمل جراحي خفيف، مؤكدا في قوله: «لقد استغربت ذلك وبعدما سددت مبلغ 30 ألف دج لأجل نزع البروش اتضح لي بأنني كنت ضحية ابتزاز مالي، وتبين ذلك جليا عندما وجهت إلى قطاع الصحة بالمدية لأجل  المتابعة وبدأت رحله التعب من جديد، إلا أنه وبعد اتصالي بالطبيب شريف علواني مختص في طب العظام بلجنة الطعن التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بولاية المدية، وبعدما قدمت له ملفا طبيا وبعد دراسته طمأنني بأنه سيتكفل بحالتي مجانا من خلال برمجة عملية في شهر ديسمبر 2011، وفعلا أجريت نفس العملية على مستوى رجلي اليمنى بعد علاج دام 05 أيام بمستشفى محمد بوضياف بالمدية بدون مقابل لكوني كنت مرفقا ببطاقه المعاقين التي منحني اياها وقتها هذا الطبيب، وكان شرطه الوحيد آنذاك هو الدعاء له بالخير بدليل أن أخي ياسين الأصغر الذي توسّطت له مع هذا الطبيب أخضع لنفس العملية  على مستوى رجليه بكل تفان ودون مقابل».
اعتبرت السيدة «بشيرة - ج»، عاملة بإحدى دور الأطفال بالمدية بأن ما حدث لوالدها الجيلالي في استعجالات القطاع الصحي بالمدية سنة 2015 تعد جريمة طبية لا تغتفر، لكونها وضعت حدا لأبيها وعمره لم يتجاوز 63 سنة تاركا وراءه أسرة متشردة وفي وضع كارثي».
  كشفت ابنة الضحية بأن أبيها كان يعمل كبناء لدى الخواص، وفي يوم من أيام عام 2014 سقط على رأسه من اعلى بناية بورشة، فحول على جناح الفور إلى مصلحة الاستعجالات الطبية وبعد فحصه من طرف طبيب المناوبة والزامه النوم على سرير الانعاش لمدة 07 أيام، اعيد فحصه من جديد على خلفية تحسن حالته يوما قبل هلاكه سوى أن الطبيبة المناوبة المسماة «ا - خ» وصفت وقتها لمساعديها من الطاقم شبه الطبي بأن يحقن بدواء معين قبل أخذ قرار بمغادرته للمستشفى دون انتباهها بأن الملف الطبي لا يخص أبيها، فتعرض لاختناق مفاجئ وتوفي الأب آنذاك جراء حقنه بهذا الدواء بتاريخ 14 نوفمبر 2014، ليكتشف بوجود بعد ذلك خطأ طبي عقب إجراء له خبرة صحية بالخارج، الأمر الذي اعتبرته وقتها عائلته بأنه خطأ طبي وتم طرح القضية أمام مصالح الشرطة من أجل تحريك دعوى عمومية ضد هذه الطبيبة، فرفضت أسرته ذلك على اعتبار أن التدقيق في اسباب الوفاة يستلزم إعادة تشريح الجثة من جديد وإعادة دفنها للمرة الثانية، وتم الفصل فيها في آخر المطاف بالعفو عنها بعد مساعي أجبرت لها العائلة قصرا من طرف زوجته.

بن سعدة يروي مأساته بكثير من الحرقة والوجع

استحضر المريض «بن سعدة - ق»، 44 سنة، من بلدية ثلاثة دوائر في هذا الصدد ما حدث له سنة 1991 عندما أصيب بألم ومغص كبير نجم عنه تمزق عضلي على مستوى البطن، حيث أجريت له ثلاث عمليات جراحية من طرف جراح من دولة التشيك بمستشفى دائرة  قصر البخاري جنوب هذه الولاية دون جدوى، وبعد سنوات وعلى اثر تأزم وضعه الصحي تم توجيهه إلى مستشفى دائرة البرواقية إلى الطبيب الجراح المدعو «هـ - ع» فأجريت له خمس عمليات جراحية ليتم تركيب له بروتاز «لوحة بلاستيكية»، دون أن يتماثل للعلاج حسب قوله، مستطردا بأنه وبعد أن خرجت هذه اللوحة عن موضعها توسعت رقعة التمزق بأكثر مما سبق، اكتشف بعدها في قوله «بأن الطبيب الأجنبي قد ارتكب خطأ طبيا في حقي فبدلا من اجرائة للعملية الجراحية على مستوى العضلة اليمنى مكان الألم أجرى لي العملية وقتها بمستشفى قصر البخاري على العضلة اليسرى، لأجد نفسي للمرة أمام حتمية إجراء عملية جراحية ثالثة بتونس، وهو ما تم فعلا سنة 2017، غير أن وضعي الصحي بقي على حاله وغير متحكم فيه، حيث طلب مني إجراء عملية أخرى لوضع لوحة بلاستيكية ثانية بمبلغ 70 مليون سنتيم، مما ضاعف من مأساتي اذ انني  اليوم بحاجة إلى من يساعدني ويأخذ بيدي بالنظر الى وضعي الاجتماعي الكارثي وبصفتي عامل في الشبكة الاجتماعية من أصحاب الخير للقيام بهذه العملية الأخيرة».
ذكر بن سعدة الذي يرقد في منزله لعدة سنوات بسبب هذا الخطأ الطبي بأنه لم يتمكن من رفع دعوى قضائية ضد هذا الطبيب الأجنبي لكونه غادر الوطن منذ سنوات.