طباعة هذه الصفحة

رسمـت شعـار “العيش معا في سلام”  دون مقابل

الروسية مكدولينــا زفـرش بـوتين تفتح قلبهـا لـ “الشعــب”:

وهران: براهمية مسعودة

قالت الفنانة التشكيلية  العالمية ومدربة الغطس والغوص، الروسية مكدولينا زفرش بوتين في لقاء مع “الشعب” “كلما نظرت إلى عيني المرأة الجزائرية لمع بريق المقاومة والكفاح  ورومانسية الأمل والأفق البعيد في وطن شاسع سحيق في أعماق التاريخ، أسرني بحضارته وثقافته وطيبة شعبه والتزامه الراهن...”

كل هذه المعاني لخصتها لنا محدّثتنا على امتداد تجربتها الثرية في الفن التشكيلي بمختلف ألوانه وتخصصاته ورحلة الغوص في أعماق البحار المليئة بالأسرار والطبيعة الساحرة، بمقتضى مبدأ التجانس والتفاعل بين الفن والطبيعة الذي أثارته “مكدولينا” في أطروحتها لنيل الدكتورة بجامعة موسكو للفنون التشكيلية تحت عنوان “ الألوان في البحر”، وهذا نص الحوار كاملا في عيد حواء العالمي.
-  الشعب: من هي مكدولينا زفرش بوتين ؟
 مكدولينا زفرش بوتين : ولدت بالعاصمة الروسية موسكو في  سنة 1973 من أب روسي وأم إنجليزية، وقد التحقت بمدرسة الفنون الجميلة بموسكو منذ نعومة أظافري، ثم انتقلت رفقة أختي إلى إنجلترا “لندن” في عام 1989، أين  تخصصت في الفسيفساء والرسم على السيراميك إضافة إلى تقنية “Patchwork”، وواصلت دراستي العليا بجامعة كافريش ترون فيش للفنون التشكيلية بموسكو ونلت  عنها درجة الدكتوراه من خلال أطروحتي “ الألوان في البحر”.... بينما ساقني القدر إلى الجزائر واستقرت بها بزواجي من جزائري سنة 2001، تعرفت عليه بروسيا خلال تواجده في إطار تكوين خاص بإطارات الجيش الوطني الشعبي .....
-  أي نظرة تحملينها عن المرأة الجزائرية؟
 المرأة الجزائرية كانت ولا تزال قدوتي، فقد أبهرتني بلبساها التقليدي وجمالها وقوتها وهي منبع وروح لوحاتي الفنية، سواء كانت شاوية، أمازيغية، عاصمية، أو صحراوية  وغيرها، ولهذا خصصت لها هامشا واسعا من أعمالي، لما تزخر به الثقافة الجزائرية من تنوع و انفتاح على الآخر.
وأغلب أعمالي  الفنية بالجزائر تعكس روائع الشخصية الرومانسية للمرأة الجزائرية التي استوحيت منها خيالات وموضحات لوحاتي، على غرار لوحة المرأة الشاوية  والمرأة العاصمية بالباس التقليدي “الحايك” والتي طبقت فيهما تقنية Patchwork ، إلى جانب لوحة الأم مع ابنها في الشاطئ وخلوهما مع أمواج البحر الهادئة
وتقنية” Patchwork “من الأساليب الفنية والجمالية المتطورة، درستها وتخصصت بها في لندن  كما سبق وأن أشرت، وتعتمد على الرسم بقطع القماش الحقيقية والشعر والخلاخل وغيرها، لتعطيها صبغة واقعية وملموسة...وأجمل لوحاتي، حقيقية من التراث المادي، ومنها لوحة الأمير الذي يحمل سبحة تعود لعقود والمرأة بالحايك التي أعطتني إياه امرأة عجوز والخلاخل التي أجمعها من المحلات التجارية، وكل لوحات المرأة الصحراوية التي أعتبرها ملكة ورمزا لتحدي العوامل القاسية...
-  ماذا قدمت مكدولينا للفن الجزائري؟
 شغفي بالفن والجمال جعلني استقر بالجزائر وأكافح من أجل ترك بصمات عميقة في سجلها الوطني، كامرأة قوية واعية متفتحة ترتكز في مسيرتها على أسس العادات والتقاليد الجزائرية العريقة، مهد الحضارات ومنبع الثقافات المتعددة.
اعتمدت في فترة إقامتي بالجزائر على التجربة التي اكتسبتها من لندن وموسكو وطبقتها على شخصيات تاريخية، يتغنى بها الشعب الجزائري كالأمير عبد القادر، والتي أضفنا عليها أنا وزوجي بصفته فنان طابع الازدواجية وتشاركنا في تصميمها بإمضاء من الطرفين والتي تعد سابقة، مثل اللوحة المشتركة لفرقة أندلسية جزائرية”الحوزي” ولوحة عنتر بن شداد وعبلة وفيلم المرأة المعشوقة “حيزية”وغيرها من اللوحات الفنية والملاحم القصصية التي يتداخل فيها الفني والأسطوري لإنتاج جمالية البطولة الكونيّة.
-   ما هي مشاريعك المستقبلية في مجال الفن ؟
 من الضروري أن يخطط الفنان لمشاريع مستقبلية لضمان العمل الفني والاستمرارية، فأنا أستعد لإعداد المزيد من اللوحات الخاصة بالمرأة القبائلية التي اعتبرها كذلك رمز للكفاح والتحدي،  وسأبرمج زيارات للجنوب الجزائري للاستثمار في عادتها وتقاليدها وسحر جمالها   من خلال لوحات فنية لنساء الصحراء.
وأستعد حليا للمشاركة كعضو لجنة تحكيم في أكبر صالون للفنون التشكيلية بالمملكة العربية السعودية، والذي من المزمع أن يعرف مشاركة 65 فنانا من كبار أعمدة الريشة والأوان، ومن بينهم جزائريين من المسيلة وبسكرة وبوسعادة، وذلك على مستوى مركز الملك فهد الثقافي.
وقد شاركت في عدة معارض وطبعات دولية، ففي سنة 2001  وضعة لمسة بطريقتي في معرض لندن للفنون التشكيلية، أين عرضت لوحات عن الطبيعة والمرأة، كما شاركت في 2005 في معرض فريد من نوعه ب«بيروت”، والذي شهد مشاركة فنانين جزائريين مهمين،  كما كانت لي مشاركة واسعة بمختلف السفارات الفرنسية الأمريكية والبرازيلية التي تقام بها معارض دولية للوحات التشكيلية ...
-  أنت في وهران في مهمة أخرى لا تقل أهمية، ماذا قدمت في المجال الفني؟
نعم أنا حاليا بعروس المتوسط، الباهية وهران في مهمة التدريب على الغطس والغوص بالمرسى الكبير، وأنتم تعلمون أنّ “موسكو” من الدول الرائدة في مجال الرياضات والألعاب العسكرية، ومواطنيها من الجنسين مهتمين بهذا المجال، وقد نلت الجائزة الأولي في مجال الغوص فى أعماق البحار عمق 85 متر فى في سنة 2016 بالبرازيل، وسط مشاركة دولية كبيرة ولم أرفع العلم الروسي وإنما حملت العلم الجزائري عاليا، وهذا ما أدهش الصحافة البرازيلية..
-  تم تكريمك من الجزائر عرفانا لمسامهتك في اليوم العالمي للسلام، كيف ؟
 تم تكريمي من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد عبد القادر مساهل، وأنا جد فخورة بذلك، كوني أهديت الجزائر بدون أي مقابل شعار  رسم  “العيش معا في سلام”، الذي بادرت به الجزائر وشاركتها مسعاها من أجل بناء عالم يسوده السلم والسلام والتضامن في السياق الدولي الذي يتميز بتعدد النزاعات.