طباعة هذه الصفحة

عدم احترام فترة رش المبيدات ببلديات بومرداس

تكاثر كبير للحشرات والمواطنون متخوّفون من ظهور بؤر لبعوض النمر

بومرداس: ز ــ كمال

حذّر مختصّون وخبراء في مجال البيئة من تضاعف مخاطر انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ولسعات البعوض والحشرات الضارة، مع ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام ونقص الاحتياطات والتدابير المتعلقة بمكافحة مسببات هذه الأوبئة، وعدم القضاء على البؤر السوداء التي تعرفها ولاية بومرداس نتيجة انتشار النفايات والمفرغات العشوائية وتأخر حملات رش المبيدات التي تقوم بها مكاتب النظافة بالبلديات حتى بداية فصل الصيف، في حين كان من المفروض أن تكون قبل شهر فيفري.


دقّ عدد من الأساتذة المختصين في مجال البيئة الذين يشرفون على الدورة التكوينية للصحافيين بولاية بومرداس ناقوس الخطر من الوضعية المتدهورة للقطاع وتزايد حجم الاعتداءات على المحيط السكني والايكولوجي، الأمر الذي انعكس سلبا على صحة الإنسان والحيوان وحتى النباتات نتيجة هذه السلوكات غير المسؤولة التي يقوم بها الإنسان والمؤسسات الصناعية التي تفرز يوميا آلاف الأطنان من النفايات جزء كبير منها يبقى غير مراقب ويرمى في المفرغات العشوائية ومصبات الأنهار، والنتيجة ارتفاع المخاطر الصحية، وإحداث تغيّر كبير في الحياة الايكولوجية الطبيعية والبحرية.
هذه الوضعية السّلبية بحسب الباحثين: «كان من إفرازاتها تضاعف عدد البؤر السوداء داخل المدن وفي أطرافها بسبب انتشار النفايات وغياب شروط النظافة الناجمة عن تهاون المواطن وغياب الوعي وروح المسؤولية الجماعية المشتركة، وتقاعس مصالح النظافة على مستوى البلديات في أداء مهامها إما بسبب التقصير أو نتيجة قلة الإمكانيات المادية وحتى البشرية المتمثلة في أعوان النظافة ووسائل جمع النفايات، ومعالجتها في وقتها حتى لا تتحول الى بيئة ملائمة لتكاثر وظهور مختلف أنواع الحشرات الزاحفة والطائرة كالبعوض الضار الذي يزداد انتشارا في هذه الفترة من السنة في حالة لم تقم المصالح التقنية برش المبيدات الكيماوية مسبقا للتقليل منها وحماية الصحة العامة حسب تدخلاتهم.
كما انتقد الخبراء طريقة إدارة حملات رش المبيدات في الأحياء والنقاط المحتملة لتكاثر الحشرات الضارة داخل الأقبية ونقاط تجمع المياه المستعملة والفضاءات الرطبة ومحيطات تفريغ النفايات، وفي هذا الخصوص يرى الخبير محمد بونباب «أن تأخير القيام بحملة رش المبيدات إلى ما بعد شهر فيفري يعتبر إجراء غير فعال ولا يأتي بنتيجة والدليل بداية ظهور الحشرات الضارة خاصة البعوض بما فيها الضار على صحة الإنسان والأطفال بالخصوص، بل كان من المفيد القيام بهذه الخطوة بداية من شهر نوفمبر حتى شهر فيفري وعلى مراحل لإبادة كل مظاهر الحياة والبيئة الوسخة المساعدة على عملية التكاثر».
كما أرجع سبب نمو وظهور مثل هذه الأنواع الضارة من الحشرات الزاحفة والطائرة «إلى التغير الايكولوجي والأضرار التي لحقت بالبيئة والتنوع البيولوجي في مختلف ولايات الوطن ومنها بومرداس، وكذا طريقة تسيير المفرغات العمومية ومراكز الردم التي أفرزت أنواع جديدة من الحشرات بدأت تتكاثر في مثل هذه البيئة منها ما يعرف ببعوض النمر الذي ظهر في عدة مناطق من الوطن، واندثار أخرى من طيور وحيوانات هاجرت المنطقة أو نفقت بسبب المواد الكيماوية».
هذا واشتكى مؤخّرا المواطنون بولاية بومرداس من الانتشار الكبير للبعوض والناموس بكل أشكاله خاصة في المدن والأحياء التي تتقلص فيها شروط النظافة وتكدس النفايات وعصارة المياه المستعملة التي تجري في الهواء الطلق، لكن تبقى عدد من النقاط السوداء تشكل بالفعل خطرا على الصحة العامة من أبرزها واد قورصو الذي يصب مباشرة في الشاطئ المركزي محملا معه السوائل الحامضة المتدفقة من مركز الردم، ما تسبب مؤخرا من ظهور انواع من البعوض الخطير ادخل الشك لدى المواطنين على انه من نوع بعوض النمر رغم نفي مديرية الصحة لذلك.
لكن تبقى برأي الخبراء مثل هذه البيئة غير النظيفة مصدر جلب لهذه الحشرات، خاصة إذا علمنا أن ولاية بومرداس ببلدياتها 32 لا تملك سوى ثلاثة محطات لتطهير المياه المستعملة والبقية كلها تصب في الوديان والبحر، ومركزين للردم التقني موزعة على ازيد من مليون نسمة، في حين تشير الدراسات أن المعدل الحقيقي هو مركز واحد لكل 100 ألف نسمة رغم التحفظات والمخاطر السلبيات لهذه المراكز، وضرورة التوجه إلى تقنيات جديدة لمعالجة النفايات عن طريق الفرز والتثمين الاقتصادي للتقليل منها.