طباعة هذه الصفحة

أستاذ علوم الإعلام والاتصال، عمار عبد الرحمان لـ«الشعب»:

بلغـت الــذروة خـلال الحراك الشعبي...والحـل في امتنـاع وسائـل الإعلام عن نقلها

فريال بوشوية

فتح مليار صفحة واب يوميا...و«الذباب الإلكتروني» روّج لها بقدر كبير

جزم أستاذ علوم الإعلام والاتصال عمار عبد الرحمان، أن المعلومة المغلوطة بلغت الذروة في الجزائر منذ انطلاق الحراك الشعبي، ولم يغفل الإشارة إلى «التضليل الإعلامي» الموجود على مستوى وسائل الإعلام، كاشفا في السياق عن فتح 1 مليار صفحة واب يوميا، يروج لها «الذباب الإلكتروني» بقدر كبير.

ذكر عمار عبد الرحمان لدى حديثه عن مصدر الخبر لـ»الشعب»، أنه في السابق كان الإعلام العمومي يحصل على المعلومة الرسمية من وكالة الأنباء الجزائرية، لكن المعطيات تغيرت وانتقلنا إلى زخم وثراء إعلامي تكرسه القنوات الناشطة في القطاع السمعي البصري، وكخبراء ـ أضاف يقول ـ «كنا ننتظر أن تعتمد على مصدر خبر متنوع ورسمي، وصادق»، وخلص إلى القول «ونحن نحتفل باليوم الوطني للصحافي، فان الأخير ابتعد كثيرا عن مصدر الخبر».
وبخصوص تداول المعلومة المغلوطة، نبه الأستاذ إلى أن الوسيلة الإعلامية وكذا شبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت الممول الرئيسي للأخبار المغلوطة، على اعتبار أن أي أحد له حساب بـ»فايسبوك» و»تويتر» يطلق أي معلومة تكون بحوزته، ولا يهمه صدقها من عدمها، مستطردا «في اعتقادي منها ما هو مضلِل وما هو الشهرة، بحثا عن التموقع والبروز وهو الداء الحقيقي للإعلام الحديث».
وذهب الاستاذ إلى أبعد من ذلك بالتأكيد أن «كل من لديه حساب يرى نفسه إعلاميا، وما زاد الطينة بلة عدد من الإعلاميين الرسميين، أصبحوا يستقون المعلومة من المواقع وهو أكبر خطأ».
وفي معرض رده على سؤال «أين الخلل؟»، نبه إلى أنه يكمن في نقص التكوين وعدم رسكلة الإعلاميين الجدد، خاصة الإعلام السمعي البصري التي أصبح يلجأ له كل من هب ودب».
وفي سياق موصول، أعاب  الاستاذ على «ملاك بعض قنوات السمعي البصري عدم إعارة أي اهتمام إلى الجانب التكويني والاحترافي، بقدر ما ينصب اهتمامهم على الجانب الشكلي والعددي لملء الفراغ»، وهو  أمر «أفضى إلى المساوئ الإعلامية المتعددة، همهم الوحيد ملء الفراغ، بصحفيين لا يكلفونهم الكثير، يرتبطون بهم بعقد محدد في الزمان والمكان، الذين يعانون من نقص الاحترافية والمهنية».
وجزم عمار عبد الرحمان بأن المعلومة المغلوطة أصبحت رائجة في الجزائر بشكل مثير للانتباه، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا مع الحراك الشعبي، لظهور تكتل ونزوات لكل إيديولوجيته وفلسفته، ولعل ما نتج عنها ظهور مصطلحات جديدة على غرار «التخوين» و»التيئيس»، موضحا بأن أغلب المعلومات المغلوطة بإيعاز، وهو ما أدى إلى ظهور مصطلح «الذباب الإلكتروني» في المجتمع الجزائري الذي ساهم بقدر كبير في الترويج لها.
واستنادا إليه، فإن عدد صفحات «الواب» التي تفتح يوميا في الجزائر يناهز  مليار، رقم ممكن جدا قياسا إلى الأعداد التي أعلنت عنها وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية وتكنولوجيات الرقمنة، ذلك أن 22 مليون جزائري لهم اشتراكات «أنترنت»، فيما يفوق عدد رواد «الفايسبوك» 25 مليون جزائري، كما أن مستعملي الهاتف الذكي الذين لا يقل عددهم عن 13 مليون يسهل عملية فتح الصفحات.
ويكمن الحل حسبه في الامتناع عن تداول معلومات المواقع الاجتماعية على مستوى وسائل الإعلام، إلا بعد العودة إلى مصادر الخبر، بالإضافة إلى تكوين ورسكلة الصحافيين.