طباعة هذه الصفحة

مدير المتحف الجهوي بالمدية:

مرحلة مفصلية في مسيرة استعادة السّيادة الوطنية

المدية: علي ملياني

   أكّد مراد حمزاوي، مدير المتحف الجهوي بولاية المدية، أن المقاومة الجزائرية عرفت منذ سنة 1830 «تاريخ دخول الاستعمار الفرنسي» تنوّعا في الأسلوب والطريقة، غير أن الهدف واحد تمثل في الاستقلال واسترجاع  السيادة الوطنية.
وكشف محدّثنا بأنّ تطورهذه المقاومة من الشعبية إلى الحركة الوطنية تمثّلت أساسا في العمل الحزبي السياسي ثم العمل المسلح والمتمثل في الثورة التحريرية بدءا من الفاتح نوفمبر، واعتمدت  هذه الثورة ـ حسبه ـ على أساليب متنوعة ومختلفة في كفاحها المرير ضد الاستعمار الفرنسي وارتكزت على ثلاث محاور، من بينها محور القوة السياسية وتمثل في الجناح السياسي وهو جبهة التحرير، أما المحور الثاني فكان القوة الضاربة وتمثل في جيش التحرير، أما المحور الثالث فكان في القوة الضاغطة وهي الجماهير الشعبية عبر الاضرابات و المظاهرات، ومنها مظاهرات 11 ديسمبر 1960، التي جاءت عقب زيارة ديغول إلى الجزائر بدءاً بيوم 9 ديسمبر بعين تموشنت رافعا شعار «الجزائر -  جزائرية» بهدف خلق قوة ثالثة، غير أنّه صدم وقتها بشعارات أخرى رافضة لسياسته، فإلى جانب الشعار الديغولي «الجزائر- جزائرية»، رفع شعار «الجزائر- فرنسية» من طرف غلاة المعمّرين وشعار «الجزائر مسلمة عربية» من طرف الشعب الجزائري.
واستطرد مدير المتحف الجهوي حديثه بالقول بأن المظاهرات انتقلت إلى العاصمة في مختلف أحيائها من باب الوادي إلى القبة  والمدنية وكذا الحراش، ورفعت فيها الراية الوطنية، وقوبلت هذه المظاهرات السلمية بالرصاص الحي والقنابل والاعتقالات للمدنيين العزل، واستشهد وقتها حوالي 300 شهيد.
وقال حمزاوي بأنّ هذه المظاهرات أعطت دفعا قويا للثورة وللحكومة المؤقتة التي باشرت بعدها المفاوضات بقوة، كما أظهرت مدى تلاحم الشعب مع جيشه وجبهته نحو هدف الاستقلال التام، كما قضت أيضا على أحلام ديغول في المحافظة على الجزائر بمختلف الطرق، وأجبرته آنذاك الجلوس الى طاولة المفاوضات، في وقت عملت هذه المظاهرات على تدويل القضية الجزائرية وطرحها أمام هيئة المتحدة وكل المحافل الدولية، وتمكّنت وسائل الإعلام العالمية التي رافقت ديغول في زيارته على نقل الحقيقة للرأي العام العالمي من رفض الشعب للاستعمار، وتمسّكه بوحدته، ومطلبه الوحيد المتمثّل في الاستقلال التام.