طباعة هذه الصفحة

«مستشفى نفارا.. تحد مستمر من أجل الحياة»

 يسير بإرادة المورد البشري القليل العدد، تميّزه النظافة الكبيرة الطلاء الأبيض وبرودة المكان التي تتقاطع مع الحرارة خارجه. يقوم عليه طبيب عام 3 ممرضين ومسؤول المخازن وسائق سيارة إسعاف، والخدمة فيه 24 /24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع. إنه مستشفى تيفاريتي المحررة، او مستشفى نافارا، الذي سمي هكذا يقول المسؤول الإمام حبيب ميروا الميداس «تيمنا بالمنظمة الإنسانية الإسبانية، NAVARA التي ساهمت في إنشائه سنة 1999.
 المستشفى يقول المسؤول عنه « يستقبل حوالي 2000 حالة سنوية ويأتي إليه حتى سكان موريتانيا، كما يقل استقبال الحالات فيه «حين يأتي الربيع ويكون العام» معلوم «كما يقال في اللغة «الحسانية»، أي خصبا وتخضر فيه المراعي. ويكثر الضغط خلال أيام المؤتمر أو المهرجانات الثقافية التي تحتضنها بلدة تيفارتي المحرّرة طيلة السنة
يستقبلنا د.موسى سلامة، دكتور طب عام في الحجرة المخصصة للاستعجالات الطيبة والتي قسّمت الى قسمين، ركن فيه مكتبه وطاولة الفحصات وجانب آخر يضمّ سريرين لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية لها.
أعمل هنا يقول د.موسى سلامة مند 2009، انه مركز وسطي يغطي كل المناطق المحررة المجاورة لتيفارتي على غرار «ميجك» ومهيريز و»اغوانيت».. «أكثر الحالات التي نستقبلها هنا، هي حالات فقر الدم، سوء التغذية ضحايا الألغام الاستعجالات الأولية. الأدوية متوفرة حسب الظروف سيارة إسعاف واحدة ونستفيد في حالات قصرية بالنقل بالهليكوبتر من قبل بعثة المينورسوفي حالات ضحايا الألغام والولادات المستعصية.
 بالرغم من الإرادة القوية للفريق القائم على المستشفى، يبقى يعاني نقصا كبيرا في الأدوية، خاصة أدوية أمراض القلب، الضغط، السكري أدوية، والمصل المضاد لعضات الأفاعي.
في هذا الصدد، كشف الطبيب قائلا، أن «الأمراض التي تعود بكثرة» هي فقر الدم، عضات الأفاعي، حيث نستقبل يقول حالتين أو ثلاث كل أسبوع خاصة في فصل الصيف، كان المصل يأتينا من اسبانيا والآن يأتينا من معهد «باستور» من الجزائر العاصمة لكنه ناقص نوعا ما للأسف».
 ويبرمج المستشفى عمليات جراحية مرتين في السنة حين زيارة بعثات إسبانية مختصة، كما يعاني نقصا في اليد العاملة، خاصة في طب النساء، حيت يلجأ إلى خدمات قابلة تقليدية في بعض المرات، كما ينصح النساء الحوامل بالمغادرة، منذ الشهر السادس إلى منطقة الرابوني، الواقعة على بعد 310 كلم من تيفاريتي والآهلة بالسكان، أين يتلقين المتابعة الطبية اللازمة.
وعن الحالات المتكرّرة والأمراض التي يتابعها المستشفى يقول د. موسى «أن صعوبة الحياة وقسوتها والتغيير في نمط الحياة وتمدن سكان البادية، إضافة إلى نقص الدعم الإنساني هم وراء تفشي داء السكري وضغط الدم والأنيميا، فيما تبقى الألغام تخلف اخطر الحالات.