طباعة هذه الصفحة

بسبب التراخي في إجراءات الوّقاية

عودة قوّية لتفّشي الفيروس بباتنة

باتنة: حمزة لموشي

أكدت مصادر طبية تابعة لمديرية الصحة والسكان بولاية باتنة، تسجيلها لارتفاع محسوس في منحنى إنتشار الوباء بالولاية بعد استقرار هام في الوضعية الوبائية لعدة أسابيع، خلال الأشهر الأخيرة، حيث أكد عدد من المختصين أخذ الفيروس التاجي في حصد أرواح العديد من المصابين على المستوى الوطني، ما يستلزم العودة لتشديد اجراءات الوقاية.

جدّد البروفيسور كاسح لعور احمد المختص في علم الجراثيم والأوبئة بمستشفى الأمراض السرطانية بباتنة تأكيده على تسجيل مستشفيات الولاية لحالات إصابة جديدة في أوساط مختلف الفئات العمرية بما فيها الاطفال وحتى الشباب الذين كانا في منأى عن الإصابة بكورونا في الموجتين الأولى والثانية للكوفيد، مشيرا إلى ان إصابة هاتين الفئتين تحديدا لم يكن مسجلا العام الماضي، محذرا من تحور السلالات الجديدة التي قد تجتاح الجزائر خاصة البريطانية منها والنيجرية التي وصفها بالقوية والقاتلة بسبب سرعة انتشارها.
وأكد كاسح لعور على أهمية الفحص والتعامل مع الإصابة بجدية تامة في بداياتها وعدم ترك الأمور إلى غاية تعقدها، مستندا في حديثه إلى تزايد الحالات التي تصل إلى مصالح العناية المركزة والإنعاش، مضيفا ان كورونا لا يزال موجودا والخطر لا يزال قائما بشأنه، داعيا المواطنين لمساعدة الاطقم الطبية في مواجهة تفشي الوباء باحترام إجراءات الوقاية خاصة ما تعلق بارتداء الكمامة وتجنب التواجد في الاماكن المغلقة التي بها تجمعات.
التلقيح بوتيرة معتبرة
وحذّر لعور من مغبّة إهمال تحذيرات الاطباء والمختصين خاصة بعد تسجيله لغياب تطبيق الإجراءات الاحترازية وزيادة نسبة الإصابات، رغم الشروع منذ مدة في التلقيح بوتيرة معتبرة مقارنة بما كانت عليه من قبل، إلا ان عدم تجاوب المواطنين وتراخيهم مع اتباع اجراءات الوقاية قد يعيد الجزائر وولاية باتنة إلى المربع الأول لتفشي الوباء وذلك بعد مدة الحجر الصحي وهي اجراءات ثمنها المختصون غير أنهم أكدوا على تحمل المواطن لكامل مسؤولياته في هذا الخصوص في ظل مواجهة طفرة جديدة للفيروس المتحور سريع الانتشار.
ووفق مختص آخر، فإن متابعة المرضى في الحجر المنزلي ومراقبتهم أمر في غاية الأهمية، خصوصا وأن كثيرين لا يلتزمون بتطبيق إجراءات الحجر المنزلي بعد الإصابة، ما يعرض أجسامهم لانتكاسات
زادها خطورة العزوف عن الإقبال على التسجيل لأخذ اللقاح، مشيرا إلى أن الإجراءات الوقائية هي الحل الوحيد للحد من انتشار الفيروس والتخفيف من حدته وذلك بالالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة الأمان وغسل اليدين.
التلقيح الحلّ الناجع
أشار بعض الاطباء بمستشفى الامراض الصدرية بمدينة باتنة، في تصريح لـ»الشعب»، إلى التلقيح ضد الفيروس التاجي هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة حاليا لضمان تجنب الإصابة بكورونا ومضاعفاته خاصة بالنسبة لكبار السنة وأصحاب الامراض المزمنة، محذرين من تشغيل المكيّفات الهوائية وتناول المشروبات الباردة والتي يمكن ان تزيد من معاناة المرضى وامكانية إصاباتهم بالفيروس التاجي، كما ان التلقيح، بحسب ذات المصادر هو الحل الطبي الامثل لتفادي مختلف التعقيدات المحتملة للفيروس، خاصة في ظل الإرتفاع المطرد لحالات الإصابة بولاية باتنة، وتلقي اللقاح يساعد في حماية جسم الإنسان من مختلف أعراض الإنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية. وفي هذا الصدد، أشار الدكتور بوهراوة محمد الصادق مدير مركز التشخيص والكشف عن فيروس كورونا بمدينة باتنة، أن للتطعيم أهمية خاصة وفائدة كبيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون ظروف صحّية صعبة، على غرار الكبار في السن وكذا النساء الحوامل وكل المصابين بالأمراض المزمنة، كون نظام المناعة لديهم غالبا يكون غير قويا، لا يستطيع مواجهة أي مضاعفات صحية.
وأكد بوهراوة خلال إشرافه على عمليات الكشف عن فيروس كورنا للعشرات من المرضى، نهاية الأسبوع الماضي،  على ضرورة أخذ اللقاح لكل شخص قد يكون عرضة للفيروسات المنتشرة في هذه الفترة الحرجة، التي تشهد فيها مراكز التشخيص والفحص الخاصة بالفيروس الموزعة عبر إقليم الولاية، اقبالا كبيرا من طرف المواطنين لإجراء الفحوصات المؤكدة للإصابة بالفيروس، وسط نقص في بعض الامكانيات خاصة أجهزة الكشف المعروفة بـ»البيسار»، حيث لجأ الكثير من المصابين إلى الاستشفاء المنزلي بطلب من الأطباء لتخفيف الضغط على المستشفيات التي تركت أسرتها للحالات الحرجة فقط.
23 ألف جُرعة جديدة
وكانت ولاية باتنة قد استفادت من 23 ألف جرعة جديدة من لقاح فيروس كورونا كوفيد المستجد من نوع سينوفارم كدفعة ثالثة شرع فيها مؤخرا لتلقيح أكبر قدر ممكن من المواطنين لضمان المناعة المجتمعية خاصة وأن باتنة من الولايات التي شهدت مؤخرا إرتفاعا كبيرا في حالات الإصابة.
وبتسلم باتنة للدفعة الثالثة من اللقاح فاق عدد الجرعات التي استفادت منها منذ تفشي الوباء 50 ألف جرعة سخر لها 72 مركز تلقيح عبر كل إقليم الولاية في ظروف جيدة عرفت تجاوبا معتبرا من طرف المواطنين خاصة كبار السن الذين توافدوا أول أمس بقوة على الفضاء المخصص لعملية تلقيح الدفعة الثالثة بوسط مدينة باتنة. وتكمن فاعلية اللقاح بحسب ذات المصادر في تسجيل حالات تم تلقيحها ثم أصيبت بالفيروس لكن بأعراض جد خفيفة وغير خطرة إضافة إلى أنه ينقص من عدد المرضى بالمستشفيات، بل يعالج المصاب بكوفيد 19 بمنزله مع المتابعة الطبية. واللافت هو تسجيل الولاية، بحسب مصادر من مديرية الصحة لأرقام قياسية في الأيام الأخيرة ما يعني احتمال دخولها الموجة الثالثة لانتشار الفيروس بسبب عدم تقيد المواطنين بإجراءات الوقاية من تباعد اجتماعي وتعقيم وارتداء الكمامات، وفي إطار مواجهة الوباء دائما، تدّعمت المؤسسة الاستشفائية العمومية للتوليد الجديدة ببريكة والتي دخلت مؤخرا حيز الخدمة بصهريج أوكسجين سعته 6 آلاف لتر، يرتقب ان يوجه لمرضى الكوفيد لتخفيف الضغط عن باقي المؤسسات والمراكز الاستشفائية الأخرى بالولاية المخصصة لمجابهة الوباء.