طباعة هذه الصفحة

الدبلوماسيــــــة الجزائريــــــة حركت العالم لدعــــم فلسطــــين

آسيا قبلي

 

 عندمــــــا تضيــــــق الدنيــــــا بالفلسطينيــــــين فالجزائــــــر تفتــــــح لهــــــم الأبــــــواب 

تأسيس صنــــــدوق يدعــــــم تحالفــــــــــــا عربيــــــــــــا لملاحقــــــــــــة مجرمــــــــــــي الحــــــرب 

نصــــــف أطفــــــــــــال غــــــــــــزّة معرضــــــون لصدمــــــــــــة نفسيــــــــــــة عميقــــــــــــة

قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى «حشد»، صلاح عبد العاطي، إن الجزائر مارست دبلوماسية نشطة، فيما تعلق بالقضية الفلسطينية على مستوى مجلس الأمن الدولي، وحركت العالم مرارا وتكرارا، وتبنت خطابا واضحا بوقوفها إلى جانب فلسطين، وأكدت ذلك تدخلات ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، كما قدمت الجزائر مشاريع قرارات كثيرة على مستوى الهيئة. مؤكدا أنها الأقدر على قيادة تحالف دولي إنساني لدعم القضية الفلسطينية، نظرا لمواقفها الثابتة وثقلها السياسي والدبلوماسي.



أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، أن مشكلة العالم حاليا هي انهيار مبادئه قيمه وأخلاقه، وأشار إلى أن هذه هي اللحظة التاريخية التي يمكن للجزائر رفقة دول عربية أن تسجل منعطفا، وتشكل تحالفا دوليا إنسانيا، معتبرا أن الجزائر أكثر دولة من ناحية الثقل السياسي والإنساني الداعم للقضية الفلسطينية التي يمكنها أن تشكله، وبالتالي يمكن أن تؤدي دورا مهما في مجموعة لاهاي إلى جوار الدعم المستمر للفلسطينيين.
وذكّر المتحدث - في هذا الصدد - بما قدمته الجزائر لفلسطين عندما أعلنت عن قيام الدولة الفلسطينية من أراضيها عام 1988، تجسيدا لمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين « نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، وإلى اللحظة، من خلال التضامن الشعبي والسياسي ورفض التطبيع وغيرها من إجراءات اتخذتها على مستوى الدبلوماسية العربية والدولية لدعم القضية الفلسطينية، عبر كل المحطات، هذا إضافة إلى دعم منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية وأيضا للشعب الفلسطيني. وأضاف قائلا: «عندما تضيق الدنيا بالفلسطينيين فالجزائر دائما تفتح أبوابها لهم».
السبق جزائري دائما..
 من جهة أخرى، أشار «ضيف الشعب»، إلى أن ما تتميز به الجزائر وهو العمل بالمقاربة الدبلوماسية، مذكرا بدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، السباقة لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، وهذا مسار يحتاج إلى الدعم لكن لم تعطه الدول العربية الأهمية المطلوبة. ودعا المتحدث إلى ضرورة تأسيس صندوق يدعم تحالفا عربيا في هذا المجال، وليس شرطا أن يكون على مستوى الدولة، بل يمكن أن يتشكل من الحقوقيين الجزائريين والفلسطينيين، بحيث يتم دعم الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ودعم دورها المهم في ملاحقة مجرمي الحرب، وأيضا تعزيز حركة التضامن والمقاطعة لدولة الاحتلال الصهيوني، وأوضح أن هذا المطلب من الجزائر بالذات، إن دل على شيء فإنما يدل على دعمها القضية كما تفعل دائما.
وفي السياق نفسه، دعا رئيس «حشد» الجزائريين ، في إطار ما تسمح به الظروف والقوانين، إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني التي تتعرض إلى اتهام بالإرهاب وإلى وقف التمويل من الأوروبيين، الذين أوقفوا الدعم عنها وهي التي تعتبر أساس بنية المجتمع، وأساس صمود الفلسطينيين في الزراعة والفلاحة والأنشطة الصحية والإرشاد النفسي والاجتماعي، وغير ذلك من النشاطات الهامة.
معاناة أطفال غزّة
ونبه المتحدث إلى الظروف الخطرة التي يواجهها أطفال غزّة، حيث أن طفلا من بين اثنين معرض إلى صدمة نفسية عميقة، ويحتاج إلى العلاج، وتطرق إلى أهمية تعزيز عملية السلم الأهلي في داخل القطاع وتعظيم الاستجابة الإنسانية وتعزيز التفاعل للتعافي، مع إيجاد مشاريع تعزز صمود المواطنين الفلسطينيين في غزّة، من خلال تبني العائلات الفلسطينية يعني يستطيع أي مواطن تبني عائلة، فعلى سبيل المثال، قال تستطيع نقابة المحامين الجزائريين أن تتبنى المحامين في فلسطين، وكذلك الأمر بالنسبة لنقابة الأطباء، ونقابة المعلمين وغيرهم في الجزائر وفي أية دولة عربية، فالمساعدات ليست بالضرورة بالضرورة أن تكون عن طريق المعابر، أو بتبني طفل أو عائلة أو طالب ليكمل دراسته، فهناك أوجه كثيرة للمساعدة.
ملاحقة مجرمي الحرب
وأضاف «ضيف الشعب» أنه بمثل هذه المبادرات يتم تحويل الكلام والتضامن من نظري ورمزي إلى مستوى فعلي يساهم في تمكين وتعزيز صمود الفلسطينيين، وهذه المؤسسات معلومة المال معلومة شفافة تستطيع أن تعمل وأن توصل المساعدات، أو تربط بين المتطوعين والمتطوع لهم من الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة ، في إطار التضامن والتواصل الإنساني قبل المالي.
وختم رئيس «حشد» بالقول: «نحن نطالب الجميع بالارتقاء إلى مستوى هذه المسؤولية الإنسانية التي تقدم نموذجا إنسانيا قادر فعلا أن يساهم في حماية الفلسطينيين، وتعزيز صمودهم وأيضا الضغط من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية ومحاسبة الاحتلال الصهيوني وشركائه أمام القضاء الدولي».