دور هام لأصحاب صهاريــج الميــاه فــي دعم عمليـات الإطفــاء
أثمرت حملة التحسيس والتوعية حول مخاطر حرائق الغابات وضرورة التبليغ، التي نفذتها مصالح الحماية المدنية، محافظة الغابات، الدرك الوطني، مديرية البيئة، الفلاحة وفعاليات المجتمع المدني، في ترسيخ دور المواطن كعنصر أساسي في حماية المحاصيل الزراعية والمساحات الغابية. وسجلت هذه المصالح تجاوبا لافتا من طرف المواطنين، ما ساهم في إنجاح الحملة وتحقيق أهدافها، خصوصا في المناطق التي شهدت تزايدا في عدد التبليغات من مختلف فئات المجتمع.
قال الملازم أول خاضر عبد الرحمان، المكلف بالإعلام لدى الحماية المدنية، أن مصالحه استقبلت عشرات التبليغات، مشيرا إلى أن الخرجات التوعوية لعبت دورا محوريا في تفاعل المواطنين، لدرجة أن فئات كانت في السابق تتحاشى الاتصال بالأرقام الأمنية، مثل سكان المناطق المحاذية للغابات وحتى بعض الرعاة، أصبحت أكثر وعيا وإقداما على التبليغ.
وأوضح خاضر أن هذا التحول يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الحملات الميدانية التي رافقت موسم الحصاد والدرس، حيث جرى تدريب الفلاحين على كيفية إطفاء الحرائق، وإشراك فعاليات المجتمع المدني والهيئات المحلية في تقديم توصيات عملية، وتعليمهم استعمال المطفآت ووسائل الإطفاء الأولية للسيطرة على النيران في بدايتها. وأضاف أن وصول بث الإذاعة المحلية إلى أغلب المناطق الريفية ساعد في تعريف السكان بأرقام الطوارئ (14 و10-21)، ما زاد سرعة التبليغ واستجابة الفرق الميدانية.
كما أشار المتحدث إلى أن مشاهد الحرائق الكبيرة التي شهدتها ولايات الوطن في السنوات الأخيرة، وما خلفته من خسائر بشرية وحيوانية ومادية، زادت من وعي المواطنين بضرورة التعاون. وأكد أن برنامج “مسعف لكل عائلة”، الموجه للمواطنين من 18 سنة فما فوق على مدار 21 يوما، كان له دور إضافي في نشر الثقافة الوقائية، إلى جانب مساهمة أصحاب صهاريج المياه الخاصة في دعم عمليات الإطفاء.
من جانبه، أكد أحمد تواتي رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بالنيابة بمحافظة الغابات لولاية الجلفة، أن الحملات التحسيسية التي أطلقت بداية فصل الصيف، تحت شعار: “لنحمي معا غاباتنا ومحاصيلنا الزراعية وأبنائنا من الغرق”، قد آتت أكلها هذا الموسم. وأوضح تواتي أن هذه الحملات شملت التعريف بطرق الوقاية ومكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى التوعية بمخاطر الغرق في المسطحات المائية، مع التركيز على ترسيخ ثقافة التبليغ.
وشملت المبادرات الميدانية جل المجمعات الغابية، تحت إشراف محافظة الغابات وبمشاركة الحماية المدنية والدرك الوطني، وذلك لتحسيس السكان مجاوري الغابات، والعائلات التي تخرج للتنزه، من مخاطر حرائق الغابات وضرورة التبليغ الفوري في حالة نشوب حرائق. كما مست هذه المبادرات عدة مناطق من الولاية، منها بسباسة، منطقة قطية، وتاوزارة، ومريفيعة ببلدية الدويس، حيث نظمت لقاءات مباشرة مع السكان، قدمت خلالها نصائح وإرشادات عملية حول أساليب الوقاية وطرق التبليغ السريع. وأبرز المتحدث أن هذه الجهود رفعت نسبة التبليغات هذا العام إلى 40%، بعد تسجيل بلاغات من مناطق كحاسي بحبح، والشارف، والجلفة، مؤكدا أن الحملة التحسيسية مستمرة منذ سنوات وتشكل ركيزة أساسية في الحد من الخسائر.