طباعة هذه الصفحة

د.أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية - الإفريقية للسلم والمصالحة لـ «الشعب»:

الميثاق أخرج البلاد من مرحلة خطيرة إلى البناء الواسع

حمزة محصول

استعادة الأمن والاستقرار مكسب لا يقدر بثمن
قال د.أحمد ميزاب، رئيس اللجنة الجزائرية - الإفريقية للسلم والمصالحة، في تصريح لـ «الشعب»، إن الجزائر استعادت استقرارها الأمني والسياسي وتوجهت نحو التنمية الاقتصادية بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، داعيا إلى ضرورة تعزيزه والحفاظ عليه، مؤكدا أنه بات أنموذجا لصناعة السلم على الصعيدين العربي والإفريقي.

أكد د.أحمد ميزاب، أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، جسد ميدانيا، بدليل انعكاساته الإيجابية على الوضع العام للبلاد بعد 10 سنوات من دخوله حيز التنفيذ، مدعما بذلك ما صرح به الوزير الأول عبد المالك سلال، في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، حينما صرح قائلا: «الميثاق نفذ بحذافيره».
وأوضح د.ميزاب، «ينبغي المقارنة بين ما كانت عليه الجزائر قبل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وكيف أصبحت بعده»، مشيرا إلى أنه حقق الإجماع وتمت تزكيته بالإرادة الشعبية الساحقة وليس بقرار سياسي.
وقال ميزاب أيضا، «في السابق كنا نتطلع إلى كيفية استعادة الأمن وحقن الدماء أكثر، وبفضل الميثاق صرنا نتحدث عن تعديل الدستور ومناقشة السياسة العامة ورفع الأجور والتنمية الاقتصادية».
وبحسب ميزاب، فإن انعكاسات ميثاق السلم والمصالحة جلية، مكن البلاد من تحصين نفسها مما سمي بـ «الربيع العربي» واستعادت مكانتها دوليا واستطاعت تسويق مقاربتها في حل الأزمة عبر الحوار والحلول السلمية، كما فعلت في مالي». من نتائج الميثاق أيضا إجماع الطبقة السياسية والمجتمع المدني «على دسترة المصالحة الوطنية في الدستور المقبل».
وبشأن وضعية المولودين في الجبال وبعض القضايا التي تتصدر واجهة النقاش، قال رئيس اللجنة الجزائرية - الإفريقية، إن «السلطات العليا للبلاد ستباشر النظر في هذا الملف خلال الفترة المقبلة» وأن هذا الملف كان محل نقاش واسع خلال لقاءات ومشاورات نظمت سنة 2012، وطرح من زاوية كيفية تجاوز هذه المسألة وقضايا أخرى كالنساء المغتصبات ومن تعرضت ممتلكاتهم للتخريب، وتم طرح التقرير على السلطات العليا.
وفيما يتعلق بالمادة القانونية من الميثاق، التي تمنع المتورطين في المأساة الوطنية، من النشاط الحزبي والسياسي، أوضح أحمد ميزاب «أن بداية تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية صاحبه سؤال محرج مفاده، كيفية تجسيده والصفح عمن ارتكب الجرائم».وقال، «الصفح مكن من الحفاظ على التماسك الوطني، لكن من الصعب جدا أن يدخل من كان يدعو إلى سفك الدماء اليوم إلى الحياة السياسية ويعقد تجمعات ويؤسس حزبا، بينما جراح العائلات لم تندمل بعد».
في المقابل، رأى ميزاب أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، في حاجة إلى تعزيز وتثمين وليس إلى تحيين، مؤكدا أن الجزائر باتت تسوق السلم والمصالحة على الصعيدين العربي والإفريقي، لذلك «فهو مكسب يتوجب المحافظة عليه والعودة إليه في مختلف المراحل».