طباعة هذه الصفحة

بمبادرة من المؤلّـف الشــاب يوسـف غـطـاس

إصــدار أوّل قـامـوس بـالـتغـــيّــر المحـلي «تـــاشـلحـــيــث» بـوادي ريـغ (ورقلة)

صدر قاموس لغوي لتعلم اللغة الأمازيغية بالمتغير المحلي «تاشلحيت» التي يتحدث بها سكان منطقة وادي ريغ بتقرت بولاية ورقلة، والذي من شأنه أن يساهم في إثراء رصيد الثقافة الأمازيغية، بمبادرة من المؤلف يوسف غطاس.
ويعد هذا الإصدار الذي نشر في الآونة الأخيرة ويحمل عنوان «إيلسنا «(لساننا) الأول من نوعه بالمتغير المحلي «تاشلحيت»، وهو من القطع الصغير (58 صفحة)، ويعتمد لغة مبسطة، وهو موجه لكافة المهتمين بتعلم اللغة الأمازيغية « تاشلحيت» بعدد 700 كلمة تتعلق بقواعد تعلم وقراءة هذه اللغة الأمازيغية باللغة العربية وبالنطق اللاتيني، وحروف التيفناغ.
كما يحتوي على ضمائر لغوية وصفات وأسماء الإشارة والإستفهام وغيرها من الأدوات اللغوية و المعرفية في علم اللسانيات، إلى جانب تقديم سلسلة لأسماء بعض الحيوانات و الألوان و تسميات قديمة لأواني منزلية بالمتغير المحلي» تاشلحيت».
وحول فكرة تأليف هذا الإصدار اللغوي أوضح يوسف غطاس في تصريح لـ»وأج» أنه نابع من الملاحظات التي جمعها من بيئته الإجتماعية، خصوصا بعد أن لاحظ تراجع استعمال «تاشلحيت» في أوساط السكان سيما بين أفراد الأسرة الواحدة، وعدم التواصل بين الأجيال.
«وتم ضمن صفحات هذا المؤلف جمع عديد كلمات « تاشلحيت» التي اندثرت مع مرور الوقت، وأخرى مهددة بالزوال بغرض استرجاعها وتكريس تداولها في الحياة اليومية لسكان وادي ريغ»، يضيف ذات المتحدث.
وشرع في تحضير هذا العمل اللغوي منذ 2015 بالتعاون مع بعض كبار السن بالمنطقة ومختصين في تاريخ وتراث وادي ريغ (منطقة قوق وبلدة عمر وقارين) على غرار الكاتب عبد القادر توجة، وهذا بالتركيز على جمع كلمات مهددة بالإندثار بمنطقة تقرت، وذلك تحت إشراف المحافظة السامية للأمازيغية من خلال متابعة التدقيق اللغوي، كما ذكر المؤلف.
وأشار السيد غطاس (38 سنة جامعي تخصص إعلام آلي من بلدية بلدة أعمر) أن هذا الإصدار اللغوي يشكل إضافة ومساهمة في المحافظة على اللغة الأمازيغية بشتي متغيراتها على غرار الميزابية (غرداية) وتقرقرنت (ورقلة) وأنقوسية (منطقة أنقوسة) وتاشلحيت (وادي ريغ) وتاشنويت (غرب الجزائر العاصمة) وتشاويت (منطقة الأوراس وما جاورها) وثاقبايليث (منطقة القبائل) والتارقية (منطقتي الأهقار والطاسيلي).
وتأتي هذه المبادرة الثقافية أيضا من أجل المحافظة على التراث الثقافي الوطني في ظل الحركية التي تشهدها الأمازيغية، سيما بعد دسترتها لغة وطنية رسمية وترسيم 12 يناير (رأس السنة الأمازيغية) عيدا وطنيا، كما أكد المؤلف.
وأثريت اللغة الأمازيغية بهذه المنطقة بمؤلفات أخرى نشرت في وقت سابق من بينها قاموس ‘’أوال - أنا’’ (لغتنا) للكاتب خالد بن أحمد فرتوني في 2016، وهو كتاب شبه مدرسي لتعلم أبجديات اللغة الأمازيغية بالمتغير الورقلي الزناتي (تقرقرنت)، وقاموس «الفعل الأمازيغي» (أمياغ أمازيغ) للكاتب بردودي عمر.
ويحتوي هذا المؤلف على مجموعة من الأفعال في اللغة الأمازيغية في تنوع لساني، يعكس مدى ثراء الثقافة الأمازيغية من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.